أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن شهر رمضان يمثل ماراثونًا روحانيًا ونفسيًا، حيث يمر الإنسان بمرحلة تخلية النفس من العادات السيئة، وتحليتها بالخير، وتزكيتها وتطهيرها وتنقيتها، مما يجعله فرصة عظيمة لا ينبغي إهدارها في أمور تسرق منا بركات هذا الشهر الكريم.
تأثير الصيام على الراحة النفسية والطاقة الإيجابية
وفي ردّه على سؤال من أحد المواطنين حول تأثير الصيام على الراحة النفسية والطاقة الإيجابية، أوضح د. المهدي، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، أن التناوب بين الجوع والشبع، والعطش والارتواء، والنوم والاستيقاظ، يخلق حالة من السيولة النفسية، مما يساعد الإنسان على التغيير والتجدد.
وأضاف أن الجسم عند الإحساس بالجوع والعطش، يُطلق إشارات إلى المخ بوجود حالة طوارئ، فيبدأ الجسم بإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما قد يسبب في البداية توترًا وانفعالًا، لكن بعد فترة، ولتحقيق التوازن، يُفرز المخ مادة الإندورفين، المعروفة باسم "الأفيون الداخلي"، والتي تمنح الإنسان حالة من الاسترخاء والسلام النفسي.
وأشار د. المهدي إلى أن الصيام، عند ممارسته إيمانًا واحتسابًا، يؤدي إلى إفراز هرمون الدوبامين، وهو المسؤول عن الشعور بالسعادة والمكافأة، مما يخلق حالة من الراحة النفسية والصفاء الذهني.
واستشهد الدكتور المهدي بحديث النبي ﷺ: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه"، مؤكدًا أن الإحساس بالإنجاز الروحي والنفسي في رمضان، إضافة إلى المكافآت الفورية مثل فرحة الإفطار، هي التي تجعل هذا الشهر مميزًا ومحببًا للناس، وتخلق ذكريات جميلة ينتظرونها كل عام.
وأشار إلى ضرورة استثمار رمضان في تهذيب النفس وشكر الله على هذه النعم والمكافآت العظيمة، مؤكدًا أن الشعور بالسعادة في رمضان ليس صدفة، بل نتيجة تفاعل نفسي وروحاني متكامل يمنحه الله لعباده الصائمين.
0 تعليق