منذ أن بدأت عمليات إطلاق الأقمار الصناعية في العالم، شهدنا قفزات سريعة في التطور التكنولوجي والاتصالات والمعلومات بشتى أنواعها، هذا فضلاً عما حققته تلك الأقمار الصناعية في قطاعات أخرى مثل رصد التغيرات المناخية وتحسين إدارة الأراضي وتحديد أفضل الأوقات للزراعة والحصاد، وإدارة الموارد الطبيعية كالمياه والمعادن وتتبع مصادرها.ولعل الاستخدام الأبرز للأقمار الصناعية هو الشأن الأمني والدفاعي للدول، حيث توفر بيانات دقيقة للمهمات العسكرية والاستراتيجية، ومراقبة للحدود لرصد أي تهديدات محتملة، كما أنها تسهم في توفير بيانات تساعد في تخطيط المدن وتطوير البنية التحتية، ورصد الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات وتوفير استجابة أسرع.ولم تفوت مملكة البحرين موعدها مع هذا التطور التكنولوجي، بل كانت سباقة عن كثير من الدول في أن تطلق القمر الصناعي «المنذر» مؤخراً، والذي حمل توقيع أيادٍ بحرينية تحب وطنها، وتحاول أن ترفع اسمه في أعلى نقطة بالسماء.ويتميز القمر الصناعي «المنذر» بعدة مميزات تقنية متقدمة حيث يُعتبر الأول من نوعه في المنطقة الذي يستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الفضائية مباشرة على متنه، ويمكن استخدام الصور والبيانات التي يوفرها في تطبيقات صناعية وتجارية وأيضاً في تحسين البنية التحتية.وهناك الكثير من العوائد الاقتصادية التي ستجنيها مملكة البحرين خلال المرحلة القادمة بعد إطلاق «المنذر»، حيث يمكنه توفير بيانات دقيقة لأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، مما يُمكن الشركات من تتبع حركة المواد الخام والمنتجات النهائية بشكل آني، وهذا يقلل من التأخير، ويحسن الكفاءة في سلسلة التوريد عبر تحديد أفضل المسارات اللوجستية لخفض تكاليف النقل.ولا يخلو الأمر من استفادة بيئية وتعدينية، عبر البيانات التي يوفرها «المنذر» الذي يمكن أن يرصد انبعاثات الغازات في المناطق الصناعية، وبما يساعدها في الامتثال للتشريعات البيئية، وتقديم حلول للزراعة مثل مراقبة المحاصيل وتحليل التربة وتحديد احتياجات الري وبما يعزز الإنتاجية الزراعية ويخلق فرصاً تجارية جديدة.كما يمكن لبيانات الأقمار الصناعية أن تساعد الشركات في تحليل الأسواق، مثل فهم الأنماط العمرانية أو تغييرات البنية التحتية في منطقة معينة، وهو ما يساعد على تحديد المواقع المثلى لإنشاء مصانع جديدة أو توزيع منتجات في مجتمعات بعينها، وتعزيز الكفاءة وتحسين المنتجات وتطوير حلول مبتكرة تخدم السوق المحلي والعالمي.هذه بعض الإجابات على تساؤلات حول أهمية إطلاق هذا القمر الصناعي، ولو أنني لم أتمكن من رصد كافة الفوائد، إلا أن ما ذكرته يكفي، ويبقى أن أقول لهم إن قطاع الفضاء أداة استراتيجية لدعم التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، وهذا الإنجاز يعكس رؤية مملكتنا الطموحة نحو مستقبل اقتصادي مستدام ومتنوع، ويؤكد على ريادتنا في المنطقة، وأن قيادتنا الحكيمة تقف على قمة سباق التطور العالمي، فشكراً لها.
لماذا أطلقنا القمر الصناعي «المنذر»؟

لماذا أطلقنا القمر الصناعي «المنذر»؟
0 تعليق