تُعد العشر الأواخر من رمضان من أعظم الأيام التي يتقرب فيها العبد إلى الله، وهي فرصة ذهبية لنيل المغفرة والرحمة والعتق من النار، ومن أهم العبادات التي يحرص عليها المسلم في هذه الأيام المباركة "الدعاء"، فهو الصلة المباشرة بين العبد وربه، وهو وسيلة لتحقيق الأمنيات، وتفريج الكربات، ونيل رضا الله، والدعاء في هذه الليالي له فضل عظيم، خاصة إذا صادف ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
أهمية الدعاء في العشر الأواخر
الدعاء عبادة عظيمة يحبها الله، وهو سلاح المؤمن في كل الأوقات، لكنه يزداد أهمية في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، حيث تكثر الرحمات وتُفتح أبواب القبول، فقد قال الله تعالى: "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون" (البقرة: 186).
وكان النبي ﷺ يحرص على الدعاء في العشر الأواخر ويحث أصحابه عليه، فقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها النبي ﷺ: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر، فماذا أقول؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" (رواه الترمذي).
أعظم الأدعية المستجابة في العشر الأواخر
يمكن للمسلم أن يدعو بما شاء، لكن هناك أدعية جامعة وردت عن النبي ﷺ يستحب الإكثار منها، ومنها:
- دعاء العفو والمغفرة: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
- طلب الرحمة والهداية: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت".
- الدعاء بالرزق والبركة: "اللهم ارزقني رزقًا حلالًا طيبًا، وبارك لي فيما أعطيتني".
- الدعاء بصلاح الحال: "اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي".
- الدعاء بتفريج الهموم: "اللهم اكشف عني كل كرب، وابعد عني كل ضيق، وارزقني من حيث لا أحتسب".
أفضل أوقات الدعاء في العشر الأواخر
لتحقيق الاستجابة، يُفضل تحري أوقات معينة يكون فيها الدعاء أقرب للقبول، مثل:
- أثناء السجود: فقد قال النبي ﷺ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" (رواه مسلم).
- في الثلث الأخير من الليل: حيث قال النبي ﷺ: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: هل من داع فأستجيب له؟" (متفق عليه).
- عند الإفطار: فقد ورد أن دعاء الصائم عند فطره لا يُرد.
- في ليلة القدر: وهي ليلة تستجاب فيها الدعوات وتتنزل فيها البركات.
كيف نحقق استجابة الدعاء؟
- الإخلاص لله في الدعاء، وأن يكون القلب حاضرًا.
- اليقين بالإجابة، فقد قال النبي ﷺ: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (رواه الترمذي).
- البدء بحمد الله والصلاة على النبي، فهي من أسباب قبول الدعاء.
- تكرار الدعاء والإلحاح فيه، وعدم استعجال الإجابة.
0 تعليق