يسعى الاتحاد الروسي لجذب الاستثمارات من البحرين ودول العالم الإسلامي، وذلك بعدما أظهرت تجربة حول تمويل الشراكة بنجاح في مناطق الاتحاد الروسي أجريت في عام 2023 آلية جديدة لجذب الاستثمارات، والآن يخطط الاتحاد لتوسيع التجربة وتمديدها حتى خريف عام 2028.
في أوائل عام 2025، أصبح معروفاً بخطط البرلمان الروسي لتمديد التجربة لمدة ثلاث سنوات أخرى، وكذلك توسيع قائمة العمليات الشرعية المسموح بها، بما في ذلك إمكانية التأمين المتبادل لمصالح الممتلكات. ومن شأن التغييرات أن تزيد من جاذبية أدوات التمويل الشريكة، بما في ذلك للمستثمرين من بلدان منظمة التعاون الإسلامي، والتي تشمل البحرين.
ويقدر المبلغ المتوقع للاستثمارات في المشاريع الروسية من خلال شكل التمويل الإسلامي بأكثر من 10 مليارات دولار. في العامين المقبلين، يتوقع الخبراء زيادة عشرة أضعاف في هذا المجال.
ومن أجل تطوير سوق استثمار جديد في مناطق الاتحاد الروسي، تم تعزيز تدريب المتخصصين في التمويل والمحامين والمديرين، بينما يتم تدريب الموظفين بالتعاون ووفقاً لمعايير أيوفي، وهي منظمة المحاسبة والمراجعة للمنظمات الإسلامية مقرها في البحرين.
وتهدف الهيئة إلى الحفاظ على معايير الشريعة الإسلامية للمؤسسات المالية الإسلامية وتعزيزها. ويتزايد هذا العمل اليوم في روسيا، ويجري بالفعل الإعداد لإطلاق منصة استثمار حلال بالكامل، وسوف تكون متوافقة مع معايير أيوفي، ويديرها خبراء التمويل الإسلامي.
ويتم تنفيذ المشروع بالاشتراك مع مؤسستين عربيتين، ومن المقرر إطلاقه بالكامل في مايو 2025، ويهدف المشروع إلى تمويل الشركات الناشئة الواعدة في روسيا ورابطة الدول المستقلة، بحيث يتمكن المستثمرون من الحصول على حصة من الأرباح المستقبلية وفقاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، وستكون الشركات قادرة على جذب استثمارات وإصدار المكافئ الإسلامي لسندات الصكوك.
ومن المقرر أن تعقد الرابطة لأول مرة مؤتمرا دوليا في روسيا حول موضوع «التمويل والاستثمار الإسلامي.. تعزيز التنمية المستدامة والشراكة العالمية» في إطار منتدى قازان 2025، وسيكون تطوير التمويل الإسلامي إيجابيا للتجارة أيضاً.
وكان حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول العالم الإسلامي لمدة 9 أشهر من عام 2024 قد بلغ 106 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 40% على مدار العام لمنطقة تتارستان الروسية، حيث كانت تجربة استخدام التمويل الإسلامي أكثر نشاطا ونجاحا، ومن المفترض أن تصبح هذه المنطقة جسراً يربط بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي.
وخلال افتتاح برنامج التدريب على تمويل الشراكة في قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الذي انعقد في فبراير الماضي، قال الأمين العام للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية عبد الله بلاتيك: «على مدى العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، لم ترتفع أرقام المبيعات فحسب، بل زادت أيضاً عدد المعاملات بين روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي وهي تركيا، والإمارات، ودول الخليج العربي، بالإضافة إلى ماليزيا وإندونيسيا، وقد يؤدي المزيد من تطوير التمويل الإسلامي في الاتحاد الروسي في المستقبل القريب إلى رفع العلاقات الاقتصادية مع دول الجنوب العالمي إلى مستوى جديد». وسيشهد المنتدى الاقتصادي الدولي السادس عشر «روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان» 2025 المقرر انعقاده في قازان مايو المقبل، تطور المشاريع المشتركة في مجال التمويل الإسلامي، حيث يعتبر المنتدى بمثابة المنصة الرئيسية للتعاون التجاري بين روسيا ودول الجنوب العالمي — العالم الإسلامي.
0 تعليق