الازدحام المروري .. ليس مبررا لتجاوز القانون وتهديد الأرواح

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أصبحت الزحمة المرورية واقعا ملموسا في حياة الناس سواء في شهر رمضان أو غيره من شهور العام، وقد تكون لها أسباب عديدة، وأيضا بالمقابل ثمة حلول تتخذ لتحد من زيادتها، ولكن ثقافة الزحمة والازدحام المروري جعلت البعض غير مدرك لوعيه السليم، وهذا ما دفع البعض بالسير نحو طرقات غير سليمة، ما أثر سلبا في تفاقم هذه المشكلة بحيث أصبحت أكثر حدة وتأثيرا على انتقال الناس من مكان إلى آخر..ترى ما القصة؟

إذا كانت الزحمة المرورية مشهدا يتكرر كل يوم في شوارعنا، وأصبحت شيئا مألوفا بسبب زيادة عدد المركبات وأيضا الكثافة السكانية في بعض الأماكن، فإن عدم الالتزام باللوائح والقوانين المرورية جعلت من المشكلة تتفاقم أكثر!

الكثافة المرورية نراها في شوارعنا الداخلية والسريعة، وتزداد في أوقات الذروة الصباحية والمسائية في أيام العمل الرسمية، وأيضا يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ في أوقات متفرقة من اليوم الواحد خاصة عندما تحدث بعض الأعطال للمركبات أو بسبب حادث مروري حتى وإن كان بسيطا فالفضول أصبح شيئا يعيق حركة الناس، فالكثير يتمنى معرفة سبب العطل الذي حدث في المركبة المتوقفة على جانب الطريق.

ومع كل ذلك وغيره نؤكد بأن ثمة واجبات وقيودا يجب علينا الالتزام بها حتى لا نضيف عبئا آخر على الآخرين،ونجعلهم يتذمرون منها أو تؤثر على حياتهم،وأيضا تعكس صورة غير حضارية في نظر الزائر إلى سلطنة عمان.

من المعروف لدى الجميع بأن الزحمة تزيد وتيرتها في المناسبات الدينية أو الوطنية وأيضا الإجازات الرسمية خاصة في الأماكن القريبة من الأسواق أو المعارض وغيرها، وبالرغم من الجهود الحثيثة التي تقوم بها الجهات المختصة من أجل تخفيف الكثافة المرورية، وإرشاد السائقين نحو الطرقات البديلة، ومراقبة التصرفات الخاطئة التي تصدر من بعض السائقين، إلا أن ثمة أشخاصا لا يزالون حتى يومنا هذا يصرون على التعدي على حقوق الآخرين في سيرهم على الطرقات، وهذه التصرفات الخاطئة التي يقوم بها بعض السائقين تجعل من الأمر أكثر إزعاجا للغير، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بتجاوز القوانين والأنظمة التي حددتها الجهات المختصة كالالتزام بالمسارات المحددة ومسافات الأمان وغيرها.

بشكل يومي يتم توقيف العديد من المخالفين لأنظمة المرور ممن يتجاوزون من الأماكن الخطرة والممنوعة وغير المسموح في السير بها، والبعض يفلت من الخطأ الذي ارتكبه عندما يستغل فرصة عدم وجود رجال الشرطة في الأماكن التي يتجاوز فيها غير مهتم بمشاعر الآخرين، وأحيانا تحدث حوادث مرورية «كارثية» يذهب نتيجتها أرواح بريئة، وذلك بسبب التجاوز الخاطئ وغير المحسوبة نتائجه.

نحن الآن في شهر التوبة والغفران، وهناك نوع من المرونة في تحديد أوقات العمل اليومية والذي يسمى «العمل المرن»، وأيضا هناك ساعات قليلة يقضيها الموظف في عمله اليومي التي تم تحديدها بخمس ساعات يوميا، وهناك عدد من الموظفين يعملون عن بعد في إنجاز الأعمال المناطة بهم، لكن الزحمة لا تزال مشهدا يوميا متكررا يمتد لمسافات طويلة، وهذا يؤدي في كثير من الأحيان إلى بعض الحوادث المرورية التي تعرقل حركة السير لفترات زمنية متفاوتة، وبالتالي يقضي السائرون في الطرقات أوقاتا صعبة وساعات طويلة في الشارع بسببها.

إلى كل المتعدين على حقوق الناس دون وعي أو إدراك لما يقومون به نؤكد لهم بأن ثمة جوانب إنسانية يجب أن تحترم، فهناك واجبات يجب أن نقوم بها جميعا وهي أن نحافظ على حياة الآخرين من الهلاك بعدم التعدي على حقوقهم وتعريض حياتهم إلى الخطر بدلا من السير بأمان واطمئنان، إن الدقائق التي يستغرقها الشخص في سيره يمكن أن تتحول إلى ساعات من الانتظار إذا لم يلتزم الناس بما لهم وعليهم.

كما أننا ننبذ التصرفات الخاطئة التي لا مبرر لها سوى أنها نوع من «الاستهتار بحياة الناس ومصائرهم»، وأيضا تعمل على ترسيخ السلوك الخاطئ الذي يجب أن لا يكون مشهدا يوميا نراه في شوارعنا النظيفة والمنظمة، أيضا من التصرفات التي يتم رصدها باستمرار هو انتقال بعض السائقين من حارة إلى أخرى بهدف الإفلات من الزحمة بدون مراعاة لمسافات الأمان ما بين المركبات.

تظل السياقة فنا وأدبا ونظاما يجب أن يحترم، فعندما تحفظ الحقوق يكون هناك التزام من الجميع، ويسهم هذا في عدم عرقلة حركة المرور اليومية، فالكل يصل إلى وجهته سالما مطمئنا.

إن رجال الجهات المختصة يقفون بالمرصاد لكل من يتعدى على حقوق الآخرين، وأيضا يوجهون المخطئين إلى طريق الصواب وليس الهدف من المخالفة هي الجانب المالي بل أيضا لها مآرب أخرى منها أنها تسهم في الحد من انتشار التعديات والاستخفاف بحياة الآخرين، وربما أيضا يكون هناك رادع في عدم تكرار الأخطاء واستمرارها، حفظ الله الجميع من شرور الطريق وأعادهم إلى ذويهم سالمين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق