أكد الخبير والاستشاري بالتربية الخاصة ومدير مركز معاً للتربية الخاصة أسامة مدبولي، أن البحرين حقّقت قفزات كبيرة في مجال تقديم الخدمات الصحية عالية الجودة للأشخاص ذوي متلازمة داون.
وأشار بمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي لمتلازمة داون في 21 مارس تحت شعار "تطوير أنظمة دعمنا"، إلى أن البحرين تقدّم لذوي متلازمة داون فرصاً تعليمية دامجة، وفرص عمل مناسبة، بالإضافة إلى تيسير المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
وأوضح مدبولي، أن البحرين تُعد نموذجاً يُحتذى في دعم وتمكين أبطال متلازمة داون، حيث تتضافر الجهود لتقديم أفضل الخدمات التعليمية والتأهيلية، وتوفير فرص عمل تضمن لهم حياة كريمة ومستقلة، لافتاً إلى أن المملكة تتميز بمواصلة جهودها في هذا النهج، والسعي نحو مستقبل أكثر إشراقاً لأبنائها من ذوي متلازمة داون.
وأضاف أن هذا الحدث السنوي، الذي أقرته الأمم المتحدة منذ عام 2012، يهدف إلى رفع مستوى الوعي العام وتعزيز الدمج الاجتماعي ودعم رفاهية الأشخاص من ذوي متلازمة داون.
وشدّد على أن هذا الشعار، يأتي كدعوة صريحة لإعادة النظر في الأنظمة القائمة وتطويرها لتلبية الاحتياجات المتنوعة والمتغيرة للأشخاص ذوي متلازمة داون في كل مرحلة من مراحل حياتهم.
وقال مدبولي "على الرغم من الجهود العالمية المبذولة، لا تزال هناك فجوات كبيرة في أنظمة الدعم المتاحة، مما يعيق قدرة هؤلاء الأشخاص على تحقيق كامل إمكاناتهم".
ولفت إلى أن أهداف الشعار الرئيسة تتمحور حول الوصول الشامل إلى الخدمات، ويشمل ذلك ضمان الحصول على خدمات صحية عالية الجودة، وفرص تعليمية دامجة، وفرص عمل مناسبة، بالإضافة إلى تيسير المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية.
كما تشمل أهداف الشعار، تعزيز الاستقلالية وتقرير المصير من خلال تمكين الأشخاص ذوي متلازمة داون من اتخاذ القرارات المتعلقة بحياتهم، وتطوير مهاراتهم الحياتية، وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في المجتمع.
ولفت إلى أن بناء مجتمعات دامجة من ضمن الأهداف الرئيسة، عبر نشر الوعي، ومكافحة التمييز والوصم، وإنشاء بيئات دامجة في المدارس وأماكن العمل والأماكن العامة، إلى جانب دعم الأسر من خلال توفير الدعم النفسي والاجتماعي، وتزويدهم بالمعلومات والموارد اللازمة لرعاية أبنائهم.
وذكر أن الدعم يعد حقاً إنسانياً أساسياً للأشخاص ذوي متلازمة داون، ويساعدهم على الاندماج في المجتمع والعيش بكرامة. ومع ذلك، فإن نوع الدعم المطلوب يختلف من شخص لآخر، مما يستدعي توفير دعم يلبي احتياجات كل فرد، ويمنحه الاختيار والتحكم.
وبيّن أن الأمم المتحدة أوصت من أجل تحقيق هذه الأهداف بضرورة تطوير أنظمة الدعم لتشمل عدة عناصر أساسية، منها الحوكمة الرشيدة، وتوفير المعلومات والبيانات الدقيقة، والحماية الاجتماعية، والدعم البشري، والتكنولوجيا المساعدة، بالإضافة إلى تسهيل الوصول إلى وسائل النقل والسكن الملائم.
وفي إطار الاحتفال بهذا اليوم، ستقام العديد من الفعاليات حول العالم، ففي مقر الأمم المتحدة بجنيف، سيتم تنظيم جولة خاصة في قصر الأمم للأفراد من ذوي متلازمة داون وعائلاتهم، تليها احتفالية خاصة تتضمن خطابات وعروضًا حية.
كما سيشهد مقر الأمم المتحدة في نيويورك انعقاد المؤتمر العالمي الـ14 لمتلازمة داون، حيث سيناقش الخبراء والمدافعون عن حقوق ذوي متلازمة داون سبل تحسين أنظمة الدعم القائمة.
وعلى الصعيد العالمي، تستمر حملة "الكثير من الجوارب" في جذب الاهتمام، حيث يُشجع الناس على ارتداء جوارب ملونة وغير متطابقة كرمز للتضامن مع الأشخاص من ذوي متلازمة داون.
0 تعليق