مارس 26, 2025 4:57 م
كاتب المقال : علي سعادة

علي سعادة
التظاهرة الشعبية التي جرت في بيت لاهيا والتي خرجت مطالبة بوقف الحرب وحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في العيش، كانت تظاهرة شرعية وعفوية لأنها حملت مطالب بوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال بدعم كامل من الإدارة الأمريكية، وبصمت عربي ودولي مثير للدهشة وكأن الجميع في حالة سكر أو خدر أو غياب الوعي.
ورغم أن المظاهرة أو المسيرة كانت قليلة العدد لم تتجاوز المائة، وخروج بعض الهتافات من مجموعة صغيرة من الأطفال والشبان الصغار لا يتجاوز عددهم 15 بهتافات ضد حركة حماس، إلا أن محطات إعلامية وصحافية عربية معروفة بعدائها للمقاومة بشكل خاص وللشعب الفلسطيني بشكل عام ضخمت الأمر وبدأت منذ أكثر من 24 ساعة في ضخ تحليلات ولقاءات وكان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ينتفض ضد حماس والمقاومة .
كان استغلالا انتهازيا من قبل آلة إعلامية عربية تعيد إنتاج السرد والرواية الصهيونية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واصفة المقاومة بصفات مخزية ومسيئة .
والأخطر أن حركة فتح التي كانت تقود العمل النضالي الفلسطيني تحولت هي الأخرى إلى أداة هدم للنسيج الوطني الفلسطيني وخروج مهين عن الصف الوطني، وتحولت من حركة تحرير وطني إلى المناكفة السياسية، في المرحلة الحرجة والحساسة في الصراع مع الاحتلال.
وتجاهلت حركة فتح تماما الجرائم التي ينفذها الاحتلال في الضفة الغربية حيث تحكم وتسيطر، وغضت الطرف عن هذه الممارسات التي ترقى إلى جرائم الحرب والإبادة.
القوى الشعبية والاجتماعية والعشائرية والمخاتير والوجهاء في قطاع غزة، رفضوا هذه الهجمة المنسقة من قبل نشطاء عرب وحسابات صهيونية على منصات التواصل، وإعلام عربي خرج من عباءة العروبة وارتدى “الكيباه” أو “الكِبة” (القبعة الصغيرة يرتديها اليهود).
مؤكدين أن “بيت لاهيا كما كانت دوما خزانا ثوريا لا ينضب من الثوار والمقاومين والمجاهدين، وهي لا تقبل أبدا استغلال مطالب شعبنا المشروعة، من أطراف تابعة للطابور الخامس، وأشخاص مندسين لعرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية”.
وشددوا على أن بيت لاهيا “بأهلها ومخاتيرها ووجهائها، تعلنها صراحة وعلانية بأنها تقف في صف المقاومة الفلسطينية المشروعة والمحقة، وأنها لا تقبل المحاولات الخيانة لفصلها عن المجموع الفلسطيني، ومحاولة تصديرها كجسم دخيل على الحالة الفلسطينية الثورية”.
وكثيرون من أدعياء العروبة يتغافلون عن قصد عن جرائم الاحتلال وبدلا من الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وكشف القتلة ومطاردتهم ومحاسبتهم على جرائمها حولوا سهامهم إلى صدور الفلسطينيين الذين باتوا يعانون من جرائم العدو وظلم ذوي القربى.
ونعرف تماما ن هذا الكلام لا يزعجهم وربما يجعلهم أكثر غرورا وزهوا وقد أخذتهم العزة بالآثم، لكن يجب أن يقال في وجه اليهودي والصهيوني العربي الذي يؤدي وظيفة اليهودي بشكل احترافي.
0 تعليق