الانقراضات الجماعية للكائنات

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ساي تيك ديلي

قبل نحو 252 مليون سنة، في نهاية العصر البرمي، وقع حدث ضخم في تاريخ الأرض يعرف ب«الموت الكبير»، وهو يعد من أكثر الانقراضات الجماعية للكائنات التي حدثت في تاريخ الكوكب، فخلال هذا الحدث، اختفت أكثر من 80% من الأنواع البحرية، ما أدى إلى حدوث تغييرات جذرية في النظام البيئي، وبعد الانقراض، استمرت فترة طويلة سميت ب«فترة التجانس البيولوجي»، حيث أصبح التنوع البيولوجي في المحيطات متشابهاً للغاية في جميع أنحاء العالم، من خط الاستواء إلى القطبين.
في ذلك الوقت، كان الكوكب يعاني النشاط البركاني الكارثي في منطقة سيبيريا الحديثة، لكن الانقراض وحده لا يفسر الوجود الغريب للأنواع البحرية التي كانت مقيدة سابقاً بمناطق معينة، ثم انتشرت في جميع المحيطات بعد الكارثة، ومثال على ذلك، هو تخيل وجود حيوانات الكنغر في أماكن غير معتادة، مثل القطب الجنوبي أو بجانب الأهرامات في مصر، وهو ما يشير إلى مفهوم «التجانس البيولوجي».
في دراسة حديثة، اكتشف فريق من علماء جامعة ستانفورد تفسيراً جديداً لهذه الظاهرة، من خلال دراسة الحفريات القديمة والمعلومات المتعلقة بظروف المحيطات في تلك الفترة، وطوروا نموذجاً يوضح كيفية تمكن بعض الأنواع البحرية من الانتشار إلى مناطق جديدة بعد الانقراض الجماعي.
وأظهرت النتائج أن التغيرات البيئية الكبيرة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، ونقص الأكسجين، وزيادة حمضية المحيطات، خلقت ظروفاً بيئية جديدة سمحت لبعض الأنواع بالتكيف مع هذه التغيرات، فعلى سبيل المثال، المحار والقواقع والرخويات كانت قادرة على البقاء والتوسع في أماكن جديدة، ما ساعد على تشكيل مجتمعات بحرية متشابهة في جميع أنحاء العالم.
أوضح العلماء أن التغيرات البيئية كانت العامل الرئيسي في انتشار هذه الأنواع دون الحاجة للحديث عن فقدان الحيوانات المفترسة أو المنافسة، وبالتالي، كانت التغيرات البيئية هي السبب الأساسي وراء نجاح بعض الأنواع في التكيف والازدهار في بيئات جديدة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق