إعداد: الدكتورة زهرة خليفة
شهر رمضان المبارك فرصة لتعديل العادات الغذائية السيئة، والتخلص من أنماط الأكل غير الصحية، والصيام صحة "صوموا، تصحوا" يمنح الجهاز الهضمي استراحة للتحكم في الوزن وضبط نسبة الدهون والسكر في الدم بالإضافة إلى الروحانيات في التقرب إلى الله وضبط النفس. يقضي على السموم المتراكمة والفيروسات ويحمي الجسم من الخلايا الغير طبيعية التي لها دور في إضعاف الجهاز المناعي. كما يساعد في تجديد كريات الدم المهمة في عملية النمو والبناء وتنشيط الخلايا المناعة. عند البعض من الناس قد يكون هناك فقدان محتمل من الكتلة العضلية خلال الصيام نظراً لعدم تناول ما يكفي من البروتين والسعرات الحرارية خلال فترة الإفطار. والبعض قد لا تتأثر الكتلة العضلية بسبب التعويض في تناول الحلويات، وقلة الحركة.
من العادات الغذائية المألوفة هو الحصول على الجزء الأكبر من السعرات الحرارية اليومية في الصباح، في تناول غداء العيد والحلويات، المشروبات الغازية والأطعمة المقلية وغيرها خلال العيد وبعد شهر رمضان المبارك قد يؤثر سلباً على صحة الجهاز الهضمي. وهذا يسمح في زيادة عملية التمثيل الغذائي. فإن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، يضع ضغطاً كبيراً على الجهاز الهضمي، وبالتالي يحدث تلبك معوي وقد يشكو البعض من الإسهال والغثيان.
لذلك من الضروري المواصلة على نمط الحياة الصحي بعد شهر الصيام مع التنوع في النظام الغذائي حيث يحتاج الجسم إلى خيارات خفيفة لتسهيل عملية الهضم وتجنّب الأطعمة الدهنية والسكريات، والتركيز على تناول الأطعمة الصحية غير الحارة مثل الأرز والفواكه، الخضار المطبوخة أو النيئة. تناول عصائر الفواكه الخفيفة والخضراوات مثل الخس والخيار والجزر. والمكسرات والبيض إضافة إلى التنوع في تناول الشوربات أو مرق الخضار. ولتحسين صحة الجهاز الهضمي ينصح بتناول الزبادي (الروب) غير المحلى لتجديد مستويات البكتيريا المفيدة في الأمعاء (البروبيوتيك).
ومن الضروري أيضاً ترطيب الجسم بعد شهر رمضان المبارك والتأكد من الحصول على كمية كافية من السوائل، بما في ذلك الماء، وعصير الليمون، وعصائر الفاكهة، وغيرها لتعويض الجسم ما فقده من الماء والأملاح المعدنية أثناء الصيام وعن طريق التبول، والتعرق.
ينصح بتناول عدّة وجبات صغيرة يوميًا، أي ما يقارب (5-6) وجبات صغيرة بدلاً 3 وجبات كبيرة لتحسين عملية التمثيل الغذائي وللسماح للجسم بالتكيّف مع نمط الهضم الجديد. ومن أهم العادات الغذائية التي ينصح بها بعد شهر رمضان المبارك هي الصيام المتقطع، خاصة للراغبين في المواصلة في تخفيف اوزانهم إذ أثبتت العديد من الأبحاث العلمية ارتباط الصيام المتقطع بالعديد من الفوائد الصحية على الجسم والعقل، وذلك لأنّها تُسرّع من عملية إزالة النفايات الناتجة عن الخلايا الميتة والتالفة من الجسم.
إذ يساعد الصيام المتقطع على فقدان الوزن، وخفض ضغط الدم، وخفض الكوليسترول، كما يُسرّع من عملية التمثيل الغذائي، ويُحسّن الذاكرة، والنوم، والتركيز.
والصيام المتقطع هو نمط أكل يمتنع خلاله الشخص عن الحصول على السعرات الحرارية لفترة طويلة تستمر بين 12-16 ساعة تدريجياً، ويمكن خلالها شرب الماء، والقهوة، وأي مشروبات خالية من السعرات، لكنّه يمتنع عن تناول الأطعمة الصلبة تماماً.
بالإضافة للعادات الغذائية الصحية ينصح بالالتزام بوضع مخطط لممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل رياضة المشي، وركوب الدراجات، والسباحة وتمارين القلب الخفيفة. الحرص على مواصلة الإقلاع عن التدخين، ومحاولة البدء في ذلك خلال شهر رمضان بشكل تدريجي. الحرص على الانتظام في أوقات النوم بعد السهر في شهر رمضان والحصول على عدد ساعات كافٍ من النوم والراحة يومياً.
استشارية طب الأسرة والمجتمع - عضو جمعية أصدقاء الصحة
0 تعليق