هل دولة الاحتلال جزء من الثقافة الغربية؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مارس 29, 2025 4:32 م

كاتب- علي سعادة

علي سعادة
من أكثر العبارات نفاقا وكذبا التي يرددها الغرب والصهاينة التي تقول بأن دولة الاحتلال جزء من الثقافة الغربية، وبأن الإسلام لا يتوافق مع قيم أوروبا.
وحين يذكر الساسة في الغرب بأن دولة الإبادة الجماعية جزء من ثقافتهم فهم يستحضرون في أذهانهم حقبة مظلمة ووحشية من تاريخ البشرية، ويؤكدون على حقيقة أن هذا الكيان الذي زرع في قلب الوطن العربي هو استمرار للاستعمار القديم الذي ممارسته أوروبا على مدى عشرات السنيين في الوطن العرب يشكل خاص وفي أفريقيا وأسيا وأمركيا اللاتينية بشكل عام.


استعمار وحشي عنصري دموي سرق كل مقدرات العرب وسحق شعوبهم وثقافتهم ودينهم وحولهم إلى عبيد في خدمة الأوروبي الأبيض الاستعلائي الذي مارس أفظع الجرائم بحق الشعوب التي استعمرها وصادر جميع حقوقها.


الاستعمار استغلال لخيرات الدول المستعمرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية و نهب وسلب لمعظم ثروات البلاد المستعمرة، وتحطيم كرامة شعوب تلك البلاد وتدمير تراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار بحجة نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة. الاستعمار إخضاع شعوب بأكملها لحكم أجنبي عنصري فاشي.


من هذه الزاوية التاريخية تلتقي دولة الاحتلال مع الغرب فهي تمارس نفس دور الاستعمار القديم وبشكل أكثر وحشية وفاشية حيث قام هذا الكيان بعملية طرد للسكان الأصليين وإحلال سكان تم جمعهم وجلبهم من مختلف دول العالم دون أن تكون لهم أية صلة بهذه المنطقة.


وإذا كان الاستعمار القديم يهدف إلى تحقيق غايات اقتصادية وفرض ثقافته على الدول المستعمرة فإن هذا الكيان يهدف إلى سرقة الأرض من أصحابها الشرعيين وطردهم إلى الشتات وإنكار حقهم في وطنهم وتجريدهم من أية قيمة إنسانية.


لذلك لا يرى هذا الغرب المتوحش في سلوك كيان الاحتلال أية ممارسات تستدعي الرفض والإدانة والعمل على وقفها ومعاقبة المجرم، بل يرى فيها ممارسات مشروعة يلخصها الغرب في عبارة عنصرية مستفزة وحقيرة وهي “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” حتى لو كان الثمن أرواح أطفال ونساء قطاع غزة.


هذه ليست قيم أخلاقية أبدا وإنما سلوكيات متوارثة يشترك فيها المجرمون والقتلة والسيكوباثيين وعصابات الإجرام المنظمة التي تعتبر دولة الاحتلال حاليا أحد أشكالها.
وفي هذا الجانب تحديدا، نعم، دولة المرتزقة والبلطجية في تل أبيب جزء من ثقافة الغرب.


ولن أنقاش مسألة أن “الإسلام لا يتوافق مع قيم أوروبا” فالعبارة الممجوجة والمستهلكة هذه هي صيغة يطلقها المتطرفون في أوروبا في وجه أي مسلم أو عربي يتواجد في أوروبا لتبرير جميع الممارسات العنصري والفوقية ضدهم، وحرمانهم من حقوقهم في ممارسة ثقافتهم ودينهم .

0 تعليق