زلزال يحول مسبحاً على سطح بناء إلى شلال مدمر في الصين

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهدت مدينة كونمينغ، عاصمة مقاطعة يوننان في جنوب غرب الصين، حادثة مروعة أمس (الجمعة)، عندما تسبب زلزال قوي في سقوط مياه حوض سباحة من سطح مبنى شاهق على المارة في الشارع، مما أدى إلى حالة من الفوضى والذعر بين السكان، في حادثة تم توثيقها في مقاطع فيديو انتشرت بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت عن مخاطر الطبيعة الزلزالية للمنطقة وأثارت تساؤلات حول سلامة المباني العالية في مواجهة الكوارث الطبيعية.

ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب الزلزال المنطقة بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزه على بعد 35 كيلومتراً جنوب غرب كونمينغ على عمق 12 كيلومتراً فقط، مما جعله سطحياً وأكثر تدميراً، وشعر به سكان مدن مجاورة مثل دالي وتشو شيونغ، بالإضافة إلى هزات خفيفة وصلت إلى أجزاء من فيتنام وميانمار.

الحادثة الأبرز وقعت في حي تجاري مزدحم بكونمينغ، حيث اهتز بشدة برج سكني فاخر يضم حوض سباحة على سطحه، مما أدى إلى انهيار الحواجز المحيطة بالحوض وتدفق آلاف اللترات من المياه على الشارع أدناه، وأظهرت مقاطع الفيديو المتداولة موجة مائية مفاجئة تجرف المارة والسيارات، وتتسبب في إصابة 17 شخصاً، من بينهم ثلاثة في حالة حرجة، وفقاً للسلطات المحلية، كما أدت الفوضى الناتجة إلى تحطم واجهات زجاجية لمتاجر قريبة وتضرر عدد من المركبات.

الزلزال نفسه تسبب في خسائر أوسع نطاقاً في مقاطعة يوننان، التي تُعرف بتضاريسها الجبلية ونشاطها الزلزالي المتكرر بسبب موقعها على الحدود بين الصفيحة الهندية والصفيحة الأوراسية، حيث أفادت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» بمقتل 29 شخصاً وإصابة أكثر من 180 آخرين في أنحاء المقاطعة، مع انهيار 63 مبنى، معظمها منازل ريفية قديمة غير مقاومة للزلازل، كما تسبب الزلزال في انهيارات أرضية أغلقت طرقاً رئيسية، مما عطل حركة الإمدادات وجهود الإنقاذ.

أخبار ذات صلة

 

وقالت السلطات إن أكثر من 12 ألف شخص تم إجلاؤهم من المناطق المتضررة، فيما أرسلت الحكومة الصينية فرق إنقاذ تضم 400 فرد، مدعومة بطائرات مسيرة ومعدات ثقيلة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، وأعلن المركز الصيني لشبكات الزلازل أن المنطقة شهدت 34 هزة ارتدادية حتى صباح السبت، 29 مارس، أقواها بلغت 5.6 درجة، مما زاد من حالة التوتر بين السكان.

في تعليق رسمي، قال حاكم مقاطعة يوننان: «نعمل على تقييم الأضرار وإعادة الاستقرار للمنطقة بأسرع وقت ممكن، مع إعطاء الأولوية لسلامة المواطنين»، بينما أشار خبراء جيولوجيون إلى أن هذا الزلزال قد يكون جزءا من نشاط تكتوني متصاعد في المنطقة، داعين إلى تعزيز معايير البناء في المدن الكبرى مثل كونمينغ.

جماهير التواصل الاجتماعي عبرت عن صدمتها من مشاهد سقوط المياه، حيث كتب أحد المستخدمين على منصة «إكس»: «كأننا في فيلم كارثي، لم أتخيل أن حوض سباحة يمكن أن يصبح سلاحاً!»، فيما طالب آخرون بمراجعة تصاميم المباني الشاهقة التي تحتوي على مثل هذه المرافق في مناطق معرضة للزلازل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق