يخرج "الهجانة" في بادية تبوك في مواكب مهيبة فوق ظهور الهجن، يعايدون الأهالي بصوت الهجيني الشجي، ذلك اللون الشعري الذي يلامس القلوب وينسج من الفخر والغزل والوفاء ألحانًا تحفظ روح البادية.
وفي بادية تبوك، لا يشبه العيد سواه، فهو إشراقة تتوشح بعبق الأرض وذاكرة الأجداد، وتفتح أبواب الفرح على تقاليد ضاربة في الجذور، تتناقلها الأجيال بكل فخر واعتزاز، وهناك تمتد الرمال بلا نهاية.
عادات عيد الفطر
وتتميز مباهج عيد الفطر لدى سكان بادية تبوك بعادات قل نظيرها، تنم عن الأصالة والمعاصرة والطابع الرصين الذي اعتادوه من خلال إيقاع حياتهم المنبسطة في الصحراء، وارتباطهم بالإبل التي يزينونها وينطلقون بها في كل عيد ومناسبة، مرددين لونهم الشعبي الخاص، بعبارات يملؤها الفرح لإحياء أيام العيد.

ويشتق لون "الهجيني" اسمه من الهجن المروضة الصافية المخصصة للركب والسباق، يردد من خلاله الهجانة أبيات الشعر الغنائية التي تتناول شتى مناحي الحياة، ويغلب عليها الفخر بالوطن والغزل، بصوتٍ يتناسب مع حركة سير الإبل وتنقل أخفافها.
ارتباط بثقافة البادية
ويمتاز "الهجيني" بسهولة ألحانه وسرعة أدائه، ما يجعله ملائمًا لمرافقة المسافرين والقوافل في الصحراء، فيؤنس وحدتهم ويبعث فيهم الحماسة.
وارتبط هذا اللون الشعبي ارتباطًا وثيقا بثقافة البادية، وكان وسيلة للتعبير عن المشاعر وتوثيق المواقف والتجارب اليومية، وحتى لنقل الأخبار والحكم والأمثال المتوارثة.
وغالبًا ما يُؤدى الهجيني بصوت فردي، لكنه يتحول إلى غناء جماعي في بعض المناسبات الاحتفالية مثل الأعياد والمناسبات الوطنية، ويشارك الجميع في ترديده، ما يعكس روح الجماعة والتكاتف في بادية تبوك.
0 تعليق