ما هو تعليقك على الأشخاص الكسالى الذين يعيشون على هامش الحياة بلا هدف أو إنجاز؟ سؤال عميق سأله المذيع على الضيف الذي يجلس أمامه ليجيب بكل هدوء هم ليسوا بكسالى هم فقط تائهون! نعم نحن لسنا كسالى، لم نخلق لنعمل لا شيء خُلقنا لنعمر في الأرض ونبي ونجتهد، ذلك الطريق هناك عُبد لنا لنسير عليه لا لننظر إليه، خُلقنا ونحن نملك بين أيدينا كل الأدوات التي بها سنغير العالم.لِمَ إذا نشعر بالكسل؟ لم نفقد الأمل، ونأمن العزلة ونلتزم الصمت؟ بكل بساطة لأننا ضللنا الطريق، ذلك الطريق الذي رسم لنا نحن ضللناه، اختفت من أمامنا إشارات المرور، لافتات الشارع المضاءة خف بريقها وانطفأت، بحثنا عن ذلك الضوء لكن الظلام تمكن منا، وبتنا تائهين لا نعرف أي الطرق نسلك ولا كيف، سرنا في طريق ظننا أنه الطريق الصحيح لنصل بعد جهد لنهايته التي معها اكتشفنا أننا لم نصل.كم من شاب لا يتجاوز عمره العشرين تراه يمشي مثقل الكتفين، يحني ظهره للأمام وكأنه كهل، أكهلته الحياة أم أن شيئاً آخر هزم روحه؟ في الحقيقة ما يحدث هو أننا وفي محاولة البناء سقطنا من فوق ذلك المبنى العالي الذي كنا نبني ووجدنا أنفسنا في حفرة حاولنا مراراً وتكراراً الخروج منها بلا جدوى، لكن هناك نوراً في الأعلى نراه نمد أيدينا نحوه فيخفت، نحاول أن نمسكه لكنه نور فقط لا خيوط أمل ولا حبال كيف الخلاص وأين الخلاص ولمن نلجأ؟كثيرة هي التساؤلات، وكثيرون هم من ضلوا الطريق، ضاعوا فتاهوا وفقدوا الأمل فاستسلموا، هو سبيل واحد للخلاص، ونحن نراه ونعلمه لكن الخيبات والسقطات أرهقتنا فخفنا أن نُخذل من جديد، لكنه الطريق الوحيد الذي لا يضل من يسلكه أبداً أنه الطريق الذي يمتلئ بالنور وإرشادات الطريق كلها فيه مضاءة لا سبيل هنا لتضيع، الطريق هنا مُعبد، وأنت تسير نحو النور الذي لا ينطفئ أبداً، إنه طريق الله لا خلاص لنا ولا منجي لنا من أن نسقط في هوة الضياع إلا بالسير في هذا الطريق، ولا مُرشد لك في هذه الحياة كما هو الله ولا حامي لك إلا هو عز وجل.خلقنا الله لنبني ونعمل لأننا وبالعمل فقط ننهض ونرتقي، إن قيمة الإنسان الحقيقة لا تكمن في كم من المال يملك ولا بمن من الناس يعرف، قيمة الإنسان الحقيقة تكمن فيما يستطيع أن يعمل، وكم من المواهب يملك وما هي القدرات التي وهبها الله له دون غيره، ليس صحيحاً أننا خلقنا سواء نحن لسنا متشابهين، كلٌ منا خلق لهدف وغاية ومهمة، وإني مؤمنة يقيناً أننا كلما اجتهدنا وتعلمنا وعملنا، وأبدعنا زاد الله في أعمارنا؛ لأننا نبني هذه الأرض، ونعمرها كما أمرنا، كل ذي رسالة معمر هذا ما أعتقده، لكن الانسحاب من الحياة والاستسلام للظلام لن يصل بنا إلا إلى الزوال.لا عتب على شاب ضل طريقه وهو يحاول العبور، لكن العتب لمن استسلم وهزم، كلنا نسقط وكلنا نمر بلحظات ينطفئ فيها النور، فنقف حائرين لا نعرف أين نحن، وإلى أين نحن ذاهبون، لكننا وفي كل مرات السقوط نعود فننهض وما أن نخطو الخطوة الأولى حتى يعود النور للسطوع، وتعود تلك الإشارات للظهور، وينكشف الطريق أمامنا من جديد. كثيرة هي الكلمات التي نسمعها كل يوم، وكثر هم من يحاولون جرنا في طرق مختلفة كلٌ حسب خبرته يظن أن طريقه صحيح، ولكن ليس بالضرورة أن يكون طريقك هو نفسه طريقي، وإن كان طريقك صحيحاً فهو صحيح لك أنت لا لي. وهنا وفي محالة الكل إنقاذك تضيع أنت وتتشتت، تقف مكانك تائهاً فيسارع الكل باتهامك بالكسل والخمول لا هدف لك ولا رسالة، لا يعلمون أنك تهت وسط محاولاتهم جرك هنا وهناك.الخلاصة: لكل شاب أضاع طريقه، وقيل عنه إنه كسول خذ وقتك تأمل الطرق من حولك ابدأ بخطوة صغيرة كل يوم لا تقلق هذه الخطوات الصغيرة مع الوقت ستكبر ستمشي اليوم وتجري غداً فقط خذ خطوة وتأكد أن كل عمل، وإن كان سهلاً يسيراً بسيطاً سيعظم مع الوقت. ورسالة لكل أم وأب وعم وخال وأسرة رفقاً بأبنائنا، هم يعيشون تحت وقع ضغوطات عظيمة ليس سهلاً أن يعيش الابن وسط توقعات عالية من أسرته وأصدقائه ومجتمعه، وليس سهلاً ما يمر به أبناؤنا كل يوم من خبرات وتجارب حقيقة مادية يعيشها في واقعه وخبرات إلكترونية يعيشها من خلال بعض برامج التواصل الاجتماعي التي إن ساهمت في شيء، فهي عبدت تلك الطرق التي لا نهاية لها، شتت انتباه أبنائنا، وأطفأت عنهم النور، وأغلقت عيونهم وآذانهم فوقفوا عاجزين، وجعلتنا نتهمهم بالكسل، في حين أنهم فقط تائهون.
نحن لسنا كُسالى.. نحن فقط تائهون!

نحن لسنا كُسالى.. نحن فقط تائهون!
0 تعليق