إسرائيل لا تهتم حقا بشأن الأسرى‏ ‏

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

جوناثان كوك – (كونسورتيوم نيوز)20/3/2025
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

كانت حكومة نتنياهو تنوي دائما إعادة تشغيل آلتها للإبادة الجماعية بمجرد أن تتمكن إدارة ترامب من الحصول على الفضل في التفاوض على وقف إطلاق النار. ثم يمكنهما العمل معا لاختلاق مجموعة جديدة من الذرائع -بناء على أكاذيب صريحة حول من ينتهك وقف إطلاق النار- لتبرير الحاجة إلى قتل المزيد من أطفال غزة.‏ وستكون إدارة ترامب مسؤولة عن كل وفاة فلسطينية من الآن فصاعدا.اضافة اعلان
                          *   *   *‏ 
‏التبريرات التي قدمتها إسرائيل لتجديد حرب الإبادة الجماعية:‏
‏1. تقول إسرائيل أنها تحاول من خلال الحرب إجبار "حماس" على إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم في غزة.‏
‏مع ذلك، وكما نعلم من شهادات أولئك الذين تم إطلاق سراحهم بالفعل، فإن القصف العشوائي لغزة يزيد من فرص قتل الأسرى. ليس هناك سيناريو معقول يؤدي فيه إسقاط قنابل تزن الواحدة منها 2.000 رطل في جميع أنحاء غزة إلى جعل أي إسرائيلي محتجز في القطاع أكثر أمانا أو يحسّن فرص إعادته إلى الوطن في وقت أقرب.‏
‏في كل الأحوال، كانت هناك طريقة معروفة وسهلة تستعيد بها إسرائيل آخر الأسرى. كان من المقرر إطلاق سراحهم خلال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار التي مرّ التاريخ المقرر لتنفيذها منذ فترة طويلة. لكنّ إسرائيل قررت قبل عدة أسابيع تمزيق الاتفاق الذي وقعته وفرض شروط جديدة يترتب على "حماس" بموجبها إعادة بقية الأسرى –من دون أن توقف إسرائيل إطلاق النار أو تنسحب من الجيب الساحلي، كما كانت قد وافقت على أن تفعل بموجب الاتفاق.‏
إن ما تظهره عودة إسرائيل إلى استئناف عملياتها للإبادة الجماعية هو أن الحكومة الإسرائيلية تفضل قتل الأسرى المتبقين -تبخيرهم بشحنة ترامب الأخيرة من القنابل التي تزن الواحدة منها 2.000 رطل- بدلا من: إما تقديم تنازل لتأمين إطلاق سراحهم، أو وضع أي قيود على نزوعها إلى ذبح سكان غزة.‏
‏2. تدعي إسرائيل أن "حماس" تعيد تسليح نفسها وتخطط لتنفيذ عملية جديدة.‏
كما هو واقع الحال كل الوقت، تقوم إسرائيل بقلب الحقيقة على رأسها. في الحقيقة، كانت إسرائيل هي التي أعادت إدارة ترامب تسليحها بالقنابل التي تمزق الآن أطفال غزة. لم يكن لدى "حماس" -المعزولة عن العالم الخارجي- أي طريقة واضحة لإعادة تسليح نفسها.‏
‏أما بالنسبة لإعداد الخطط لهجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) آخر، فقد صُدمت "حماس" نفسها والعالم من تمكن مقاتليها من الخروج من الأرض الصغيرة المحاصرة في غزة في المرة الأولى. وكانت "حماس" قد افترضت أن هذه ستكون مهمة انتحارية. وقد نجحت فقط لأن إسرائيل أصبحت مفرطة في الاطمئنان والرضا عن جدوى حصارها الذي دام 17 عاما للجيب الفلسطيني، حيث تخيلت أن 2.3 مليون شخص هناك قد أصبحوا مدفونين بشكل دائم.‏
كان الافتراض لدى إسرائيل هو أن الفلسطينيين لن يتمكنوا أبدا من إيجاد طريقة للخروج من معسكر الاعتقال العملاق الذي بنته إسرائيل لهم. ولذلك، سيكون من غير المرجح أن تتخلى إسرائيل عن حذرها مرة أخرى في أي وقت قريب.‏
‏بعبارات أخرى، تكذب إسرائيل بشكل مفضوح بشأن أسبابها لتجديد المجزرة. وهي تكذب الآن كما فعلت مرات ومرات على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية.‏
‏كانت إسرائيل تنوي دائما إعادة تشغيل آلتها للإبادة الجماعية بمجرد أن تتمكن إدارة ترامب من الحصول على الفضل في التفاوض على وقف إطلاق النار. ثم يمكنهما العمل معًا لاختلاق مجموعة جديدة من الذرائع -بناء على أكاذيب صريحة حول من ينتهك وقف إطلاق النار- لتبرير السبب في وجوب قتل المزيد من أطفال غزة.‏
بالتأكيد ، يجب محاكمة جو بايدن ومسؤوليه في لاهاي عن مشاركتهم خلال الأشهر الخمسة عشر الأولى من الإبادة الجماعية. لكن ترامب وإدارته هم المسؤولون عن كل وفاة فلسطينية تحدث من الآن فصاعدًا.‏
‏ ‏*جوناثان كوك Jonathan Cook: صحفي بريطاني حائز على جوائز. كان مقيما في الناصرة لمدة 20 عاما. عاد إلى المملكة المتحدة في العام 2021، وهو مؤلف لثلاثة كتب عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: "الدم والدين: كشف القناع عن الدولة اليهودية" Blood and Religion: The Unmasking of the Jewish State (2006)؛ "إسرائيل وصراع الحضارات: العراق وإيران وخطة إعادة تشكيل الشرق الأوسط" Israel and the Clash of Civilisations: Iraq, Iran and the Plan to Remake the Middle East  (2008)؛ "فلسطين المتلاشية: تجارب إسرائيل في اليأس البشري" Disappearing Palestine: Israel’s Experiments in Human Despair  (2008). 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Israel Doesn’t Care About the Captives

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق