"مدخل إلى دراسة الفولكلور".. الأساليب والمناهج بالتراث الشعبي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- يتناول كتاب "مدخل إلى دراسة الفولكلور.. الأساليب والمناهج" للباحث الدكتور عزام أبو الحمام المطور، الأساليب والمنهجيات التي يستخدمها الباحثون في دراسة الفولكلور، مقدما للقارئ الأدوات العلمية التي يحتاجها لفهم هذا المجال بعمق. ويتضمن الكتاب تحليلا للأدوات البحثية، مثل الاستمارات والملاحظة والمقابلة، إضافة إلى استعراض المناهج العلمية التي تطبق في دراسة التراث الشعبي، ما يساعد الباحثين والطلاب على اكتساب المهارات اللازمة لإجراء بحوث علمية محكمة في هذا المجال.اضافة اعلان
من خلال هذا الكتاب، الذي صدر عن دار جبرا للنشر والتوزيع، في طبعته الثانية، يسعى المؤلف، إلى سد الفجوة التي لاحظها في المصادر الأكاديمية المتعلقة بالفولكلور، حيث غالبا ما تفتقر المراجع إلى التركيز على أساليب البحث الفولكلوري وتطبيقاتها العملية. 
بناءً على تجاربه الشخصية في هذا المجال، يقدم المؤلف خلاصة معرفته وتجاربه الأكاديمية في مجالَي علم الاجتماع وعلوم الاتصال، مع التركيز على أهمية استخدام المناهج الصحيحة في دراسات الفولكلور لتحقيق نتائج دقيقة وموثوقة.
يعد الفولكلور أو التراث الشعبي، جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للشعوب، فهو يحمل في طياته تاريخ المجتمعات، موروثاتها، وأسلوب تفكيرها، مما يجعله مجالًا غنيًا بالمعرفة والتجارب الإنسانية. 
ومن هنا، تكتسب دراسة الفولكلور أهمية خاصة في فهم تطور المجتمعات، وكيفية تفاعل الأفراد مع بيئتهم الثقافية والاجتماعية.
وهذا الكتاب ليس مرجعًا مهمًا للباحثين والمختصين في مجال الفولكلور فحسب، بل أيضًا أداة تعليمية فاعلة للطلاب الذين يدرسون علوم الاجتماع والفولكلور، ويبحثون عن طرق منهجية لفهم التراث الشعبي وكيفية دراسته بطرق علمية منظمة. حيث قام الكاتب بإهداء كتابه إلى جمعية إنعاش الأسرة "البيرة- فسطين"، ومركز الأبحاث التراثية في البيرة، وجامعة بيرزيت في رام الله، فلسطين، وإلى جامعي تراث مجتمعاتهم في البلدان العربية جميعها.
ويقدم هذا الكتاب، من خلال مجموعة من الفصول المختلفة، التي تتحدث عن تطور اهتمامه ودراسته للفولكلور من خلال تطور المناهج والأساليب البحثية في هذا المجال، ويُسهم بتوضيح كيفية التعامل مع التراث الشعبي في العصر الرقمي، حيث تُفتح آفاق جديدة لدراسة الفولكلور باستخدام تكنولوجيا الاتصال والمعلومات الحديثة.
يقول المؤلف عن هذه الطبعة: "إنه شعر بالحاجة إلى كتاب تمهيدي للدارسين والمهتمين بعلم الفولكلور منذ بداية اهتمامه بهذا المجال في الثمانينيات عندما كان طالبًا في قسم علم الاجتماع في جامعة بيرزيت. وقد لاحظ نقص الكتب المنهجية في هذا الحقل البحثي حتى أيامنا هذه. ولا يزعم المؤلف أنه قدم عملا شاملا بأي حال من الأحوال".
ويضيف المطور أنه حاول أن يتضمن في هذه النسخة كل ما يحتاجه الباحث المبتدئ والمتوسط من أساليب ومناهج البحث الفولكلوري تحديدًا، مرتكزًا على عمادين أساسيين في هذا الكتاب. وبين أنه وجد أن ما قدمه الباحثون في مجالات البحث الاجتماعي عمومًا، والبحث الفولكلوري خصوصًا،   الكتب النادرة المنهجية المتخصصة في الفولكلور.
ثم أوضح المؤلف، أن تجربته الشخصية في هذا المجال، وهي تجارب متقطعة، لكنه استفاد من تحصيله الأكاديمي في مجالي علم الاجتماع وعلوم الاتصال، مع اهتمام خاص بالمناهج. وغالبًا ما يضطر المهتمون بالبحث الفولكلوري إلى البحث في مراجع البحوث الاجتماعية لاستكمال معارفهم في هذا المجال، ليكتشفوا أن الكثير من هذه المراجع تتجاهل أساليب ومناهج البحث الفولكلوري ولا تشير إليها لا من قريب ولا من بعيد، مع عرض عام لبعض تلك الأساليب والمناهج. ومن النادر أن تجد فيها أمثلة تطبيقية تخص المجالات التراثية والفولكلورية. لذلك، حاول التركيز على الأمثلة التطبيقية في التراث لتكون مرشدًا وبيئة مناسبة للدارسين والمهتمين.
ويشرح المؤلف أن الطبعة الأولى صدرت في العام 2007 في عمان عن دار أسامة للنشر، تحت عنوان "الفولكلور (التراث الشعبي).. الموضوعات، الأساليب والمناهج". وقد تميزت الطبعة الثانية الحالية عن الأولى حبث تم تنقيح النص وتدقيقه فيها، مما أدى إلى إزالة بعض الفئات والزوائد. كما تمت إضافة فصل خامس يستشرف الأفق الجديد الذي توفر نتيجة ثورة تكنولوجيا الاتصال والإعلام والمعلومات.
ويذكر أن الكتاب قسم إلى خمسة فصول كما يأتي: الفصل الأول يحتوي على مقدمة متنوعة تعرف القارئ بالأجواء العامة المحيطة بالفولكلور، مع الإشارة إلى بعض القضايا الأساسية في هذا العلم، وكذلك الواقع الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه الباحث، حيث يستقي ملاحظاته. بعد ذلك، يستعرض نشأة وتطور الاهتمام بدراسات الفولكلور في الغرب، ثم في العالم العربي، مع تخصيص اهتمام بفلسطين والأردن كمثالين معبرين بحكم معايشته لهذه المجتمعات. وفي النهاية، يقدم تعريفات الفولكلور التي عرضها الغربيون ويستعرض تلخيصا لها، مع توضيح علاقة الفولكلور بالعلوم الأخرى.
فيما اختص الفصل الثاني باستعراض موضوعات رئيسية تتدرج في الدراسات الفولكلورية، بدءًا من الأدب الشعبي، ثم الفنون الشعبية، ثم التاريخ الشعبي، وغيرها من الموضوعات، مع التركيز دائمًا على الأمثلة التطبيقية لتحقيق أكبر فائدة للباحثين.
ويتناول الفصل الثالث الأساليب البحثية المستخدمة في جمع بيانات الفولكلور، بدءًا من استمارة الاستبيان، مرورًا بالملاحظة، ثم المقابلة، ثم البحث المكتبي، وأخيرًا البحث الاستقصائي الذي لم يجد له ذكرًا في المراجع التي اطلع عليها المؤلف، على الأقل. وقد حاول المؤلف أن يستفيض في استعراض هذه الأساليب.
يتضمن الفصل الرابع عرضا موجزًا للمناهج البحثية العلمية الأكثر استخدامًا في الفولكلور، مثل المنهج الوصفي التاريخي، وتحليل المضمون، والمنهج الارتباطي العلائقي، والمنهج الأدبي، ومنهج النظم، ومنهج الحديث النبوي الشريف. فيما تناول الفصل الخامس الذي جاء بعنوان "التراث الشعبي في العصر الرقمي"، استعراضا لخمسة محاور هي: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية على التراث الشعبي، تأثير وسائل التسجيل والتوثيق الإلكتروني، والمنهجية العلمية في أبحاث التراث الشعبي من خلال البيئة الرقمية. كما يناقش التحديات والفرص التي يواجهها التراث الشعبي في العصر الرقمي.
ويختتم المؤلف الكتاب بالإشارة إلى أن هذا العمل، على الرغم من بعض النقص فيه هنا وهناك، سيكون مفيدًا للمهتمين بجمع التراث ودراسته علميًا، كما سيكون مفيدًا لطلاب العلوم الاجتماعية بشكل عام ودراسة الفولكلور بشكل خاص. كما يعرب المؤلف عن شكره للمساعدة التي تلقاها من العديد من الأشخاص، مثل أفراد أسرته، والدكتور سليم ازريقات الذي راجع وصحح العديد من الأخطاء اللغوية في الطبعة الأولى، وكذلك مكتبة شومان التي وفرت الكثير من مراجع الدراسة، والشكر موصول لرقية كنعان ودار جبرا للنشر والتوزيع على الجهود في إخراج هذه الطبعة من الكتاب بأفضل صورة ممكنة.
وفي كلمة على الغلاف الأخير جاء فيها: "إن هذا الكتاب يوفر مقدمات معرفية ومنهجية للباحثين في المراحل الابتدائية والمتوسطة في ميدان دراسات التراث الشعبي (الفولكلور)، ويتضمن معلومات غزيرة في مسار تطور بحوث التراث الشعبي في البلدان الغربية ثم بعض البلدان العربية. كما يعرض مفاهيم ومناهج وأدوات دراسات التراث الشعبي معززة بالأمثلة من الواقع العربي، بما يساعد الباحثين والمهتمين في إنتاج بحوث أصيلة".
ويذكر أن الدكتور عزام أبو الحمام المطور، باحث فلسطيني من مواليد الخليل/ فلسطين ويقيم في عمّان/الأردن، كما عمل باحثا في مراكز بحثية، ومحاضرا غير متفرغ في عدد من الجامعات الأردنية، يحمل درجة الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، ودرجات جامعية أخرى في علوم الاجتماع والتربية.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق