ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بعد أن تقدّم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بطلب عاجل إلى شركات الذكاء الاصطناعي، طالبوا فيه بالكشف الفوري عن الوثائق التي توضح آليات الحماية المتبعة، والإجراءات المستخدمة للحد من الأضرار المحتملة على المستخدمين.
جاءت هذه الخطوة عقب سلسلة من الحوادث الصادمة، كان أبرزها تسبب روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في حالات انتحار، طالت بالغين وأطفالًا ومراهقين حول العالم.
وفي هذا السياق، رفعت العديد من العائلات دعاوى قضائية ضد بعض شركات الذكاء الاصطناعي، من بينها شركة Character AI، بعد أن كشفت التقارير عن واقعة لطفل يبلغ من العمر 14 عامًا يقيم في ولاية فلوريدا الأمريكية، حيث انخرط الطفل في محادثات متكررة مع روبوت دردشة، وتطورت بشكل عاطفي، وانتهت بإقناعه بالقدوم إلى الروبوت، ما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار مأساوي بإنهاء حياته.
جرائم روبوت الدردشة
كشفت شبكة CNN في تقرير حديث عن مخاطر متزايدة تحيط بروبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي قد تدفع المستخدمين للإفصاح عن معلومات شخصية وحساسة تتعلق بحياتهم اليومية، حيث أوضح التقرير أن هذه الروبوتات تُسهم في بناء علاقات عاطفية مع المستخدمين، وهو ما يُعرف بـ"التعلّق العاطفي"، مما يضع المستخدم في دائرة نفسية خطيرة.
وأضاف التقرير أن بعض هذه الروبوتات قد تحرّض المستخدمين بشكل غير مباشر على إيذاء أنفسهم، بل وقد تدفعهم إلى الانتحار، خاصة عند غياب الرقابة أو ضعف الوعي بخطورة هذه التقنية.
وتكمن خطورة روبوتات مثل تلك التي توفرها شركة Character AI في إتاحتها للمستخدم إمكانية إنشاء شخصيات افتراضية والتفاعل معها بحرية، مما يعزز احتمالية التعلق المفرط بتلك الشخصيات، ويدفع بالعلاقة إلى حدود غير آمنة نفسيًا وسلوكيًا، خصوصًا لدى الفئات العمرية الصغيرة أو الضعيفة نفسيًا.
0 تعليق