رغم الأداء السيئ الذي سجله سهم مجموعة علي بابا منذ ذروته خلال فترة الجائحة في نهاية 2020، إلا أن الشركة الصينية العملاقة في مجال التجارة الإلكترونية فاجأت الجميع في بداية 2025، ففي وقت شهد فيه مؤشر ناسداك أسوأ أداء ربع سنوي له منذ أوائل 2022، بتراجع نسبته 10٪، عاد السهر إلى القفز لأعلى بنسبة 56٪ خلال الربع الأول من هذا العام، عاكسا تحولًا ملحوظًا في النظرة إلى مستقبل الشركة.
أسباب متعددة وراء الانتعاش
ولا يمكن حصر صعود سهم علي بابا في سبب واحد واضح، بل يتعلق الأمر بجملة من العوامل المتكاملة التي عززت ثقة المستثمرين، وأحد أبرز هذه العوامل كان عودة المؤسس جاك ما إلى الواجهة، وصحيح أنه لم يتول أي منصب قيادي رسمي إلا أنه ظهر مجددًا في المشهد العام مطلع العام الماضي، ووجه نداءً قويًا إلى موظفي الشركة لحثهم على استعادة زخم الأداء وهو ما أعاد الأمل إلى نفوس المتابعين والمستثمرين.
وعزز هذا الزخم إعلان وحدة الذكاء الاصطناعي التابعة لعلي بابا في يناير عن إصدار منصة Qwen 2.5-Max التي تفوقت على DeepSeek-V3 والتي كانت قد أثارت ضجة كبيرة في الأوساط التقنية قبلها بشهر واحد فقط، وبعد ذلك بفترة وجيزة أعلنت شركة آبل أنها ستدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بعلي بابا في أجهزة آيفون المخصصة للسوق الصينية مما منح علي بابا دفعة قوية إضافية.
وفي فبراير أعلنت الشركة عن نتائج مالية إيجابية للربع المنتهي في ديسمبر، إذ حققت نموًا في الإيرادات بنسبة 8٪ مدفوعًا بأداء قوي من وحدة الحوسبة السحابية، إلى جانب تحسن مستمر في قطاع التجارة الإلكترونية، وعلى الرغم من تقلبات سعر السهم بعد الإعلان، إلا أنه واصل صعوده لاحقًا ليصل إلى أعلى مستوى له منذ عدة سنوات في منتصف مارس.
الهدوء فرصة جديدة
شهد السهم بعض التراجع مؤخرًا ويعزى ذلك جزئيًا إلى عمليات جني الأرباح، إضافة إلى المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية الجديدة على أعمال علي بابا، وهذه المخاوف مبررة لكنها لا تنقص من قوة الاتجاه الصاعد طويل الأجل للسهم، والعديد من المحللين يرون أن جزءًا كبيرًا من أعمال علي بابا يتم داخل الصين، بينما يتم الجزء الآخر في أسواق قريبة منها جغرافيًا، مما قد يقلل من تأثير الرسوم الجمركية الغربية عليها، بل إن هذه الرسوم قد تمنح علي بابا ميزة تنافسية في بعض الحالات.
وتعزز هذا الطرح التوصيات الإيجابية من المؤسسات المالية الكبرى، إذ لا يزال معظم المحللين يصنفون سهم علي بابا كـ "شراء قوي" رغم كل التوترات الجيوسياسية المحيطة.
0 تعليق