في يوم المرأة العربية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

«أم زين» سيدة من بلادي، سيدة عادية من بلادي وأقصد أنها كانت تعيش حياتها العادية التي رسمتها لها الأقدار والعادات والعرف الاجتماعي، كطالبة لم يتسن لها أن تكمل تعليمها الثانوي، لأنه وعلى بعد أمتار من باب بيتها، ثمة أرض تنتظر الفلاحة والبذر والحصاد برفقة فتيات القرية الصغيرات والكبيرات، والى جانب زوج اختارته لها العائلة، لتكمل وإياه مشوار عمرها العادي.اضافة اعلان
تمسكت الأم الصغيرة بتلابيب حلمها في التعليم، ودرست مع ابنها البكر في الثانوية العامة كدراسة خاصة، وتفوقت عليه وعلى جميع أبناء قريتها، لتحصل على منحة كاملة في دراسة التربية، لم توقفها لحظة نجاحها وهي تعدو نحو الدراسات العليا، لتصبح اليوم مديرة كبيرة في مؤسسة تعليمية تتبع محافظتها، وهي لا تزال تحب الأرض والزرع الذي يحصده الفلاح بعد كد البذر والري والصبر الطويل.
 «جميلة موافي» أم لشهيدين وبنت مجهولة المصير وشاب معتقل منذ العاشر من نوفمبر لعام ألفين وثلاثة وعشرين، وطفلين توأمين جاءاها على غفلة كما تقول! تقضي طيلة طلوع الشمس تحت ركام سقف باب منزلها المدمر منذ عشرين شهرا، تمسح التراب عن عتبة بقية البيت، تردد بدون وعي جدول ضرب الرقم ستة للصغيرين، وعيناها لا تفارقان بسطة الخردة لعل وعسى تخرج صغيرتها المفقودة بين العلب، ويضحك الجميع على «المقلب» الذي صدقته.
لا تنفك جميلة من تحفيظ صغارها منهاج الصف الرابع ابتدائي، حيث لا نجاة أمامهم كما هي تعتقد إلا البقاء على قيد العلم والأمل.
 «ابتهال أبو السعد «مهندسة برمجيات مغربية الأصل، وبالتحديد من قلعة السراغنة في الرباط، خريجة جامعة هارفارد، صرخت بعلو غضبها قبل أيام في احتفال مايكروسوفت ووسط مسؤوليها في الشركة ذاتها في توقيت بمنتهى الذكاء «غير الاصطناعي» وتقول إن التاريخ لا يرحم وأيديكم ملطخة بالدماء. كانت الصبية الطموحة تعمل ضمن فريق مايكروسوفت العالمية بدخل كبير بالطبع، ولطالما حلمت في هذا العمل بالذات رغبة منها بسد الفجوة التعليمية في بلدها الأم، حتى يستفيد الجيل القادم بمهارات تمكنهم من التغيير حسب تصريحها.
فقدت ابتهال وظيفتها في الشركة المرموقة، وأنقذت ضميرها للأبد، وتعلم الجيل الجديد كيف يكون التغيير.
ثلاث قصص من بين ملايين لنساء عربيات أفخر أن أكون واحدة منهن، ناجحات متألقات حرائر شجاعات، يقفن على قارعة الحياة بدون حياد، ويحدثن التغيير، بصوت عال أو لا صوت سيان. 
كل عام والمرأة العربية حرة وقوية ومؤثرة بحق.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق