زيارتان في شهرين.. ماذا يريد نتنياهو من ترامب؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

واشنطن- تثير زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي الثانية لواشنطن منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحكم من جديد، تساؤلات كثيرة، خاصة أن زيارته الأولى كانت قبل شهرين فقط.اضافة اعلان
وشهد الشهران الماضيان تطورات مختلفة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية والأوضاع المتوترة بالشرق الأوسط، إذ أعاد الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، وتجمد الحوار حول إنهاء الحرب على القطاع والإفراج عن أسرى الاحتلال لدى المقاومة الفلسطينية.
كما صعدت إدارة ترامب بشدة ضد إيران بما يتعلق بملفها النووي والصاروخي، وشنت واشنطن هجمات شبه يومية على الحوثيين في اليمن.
وقبل أيام، شملت التعريفات الواسعة التي فرضها الرئيس ترامب على دول العالم فرض 17 % تعرفة إضافية على جميع الصادرات الإسرائيلية إلى أميركا.
وتم الاتفاق على الزيارة عبر مكالمة هاتفية الخميس الماضي أثناء وجود نتنياهو في المجر، بطلب من نتنياهو لمناقشة التعريفات الجديدة التي فرضها ترامب الذي اقترح أن يأتي نتنياهو إلى البيت الأبيض للحديث عن تلك القضية وغيرها من القضايا الثنائية والإقليمية.
ويهدف ترامب أن يشاهد الشعب الأميركي قادة دول أجنبية يتوافدون على واشنطن للحديث حول صفقات جديدة بعدما فرض التعريفات التي أدت إلى هبوط قياسي بأسواق المال الأميركية يومي الخميس والجمعة الماضيين، خسرت فيه الشركات الأميركية نحو 11 تريليون دولار.
وقال مكتب نتنياهو إنه سيناقش مع ترامب "الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق المحتجزين بغزة، والعلاقات الإسرائيلية التركية، والتهديد الإيراني، ومواجهة المحكمة الجنائية الدولية".
على الجانب الاخر أطلقت إيران سلسلة من التحذيرات الصريحة والمباشرة إلى عدد من دول الجوار، محذّرة من "عواقب وخيمة" في حال ساندت هذه الدول أي هجوم أميركي محتمل ضدها.
ويأتي ذلك بالتوازي مع تكثيف طهران لتحركات دبلوماسية واسعة تهدف إلى تهدئة المخاوف وتعزيز علاقاتها مع الدول المجاورة، في وقت تشهد فيه المنطقة تحركات عسكرية أميركية لافتة.
وصرّح مسؤول إيراني رفيع، أمس أن طهران ترفض أي مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، لكنها منفتحة على استئناف المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عُمان.
وشهد الشهران الماضيان منذ زيارة نتنياهو تطورات عديدة مثيرة ومهمة. وبداية انهار اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحركة حماس، الذي تم التوصل إليه يوم 19 كانون الثاني (يناير) الماضي.
كما شهد ملف البرنامج النووي الإيراني تصعيدا كبيرا من جانب ترامب؛ إذ أرسل خطابا لمرشد الثورة الإيرانية يطالبه بالحوار المباشر للتوصل لاتفاق جديد، أو أن تواجه طهران عواقب وخيمة.
وتزامن تهديد ترامب بإرسال البنتاغون المزيد من العتاد الحربي بما يشمل أكبر وأقوى الطائرات المقاتلة إلى قاعدة في المحيط الهندي، إضافة إلى حاملة طائرات جديدة لا تقف بعيدة عن الأراضي الإيرانية.
هل سيتم التنسيق حول هجوم مشترك على طهران؟
يعمل كيان الاحتلال على ضمان أخذ مصالحه الأساسية في الاعتبار بأي مفاوضات مستقبلية بين إدارة ترامب وإيران، بهدف منع إيران من الحصول على أسلحة نووية. ويحاول الاحتلال الضغط لتضمن أي اتفاق مستقبلي يخلِّص إيران من صواريخها الباليستية الطويلة المدى.
وفي الوقت الذي يرغب فيه ترامب التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران عبر محادثات مباشرة، يؤمن نتنياهو أن اتفاقا نوويا جديدا بين أميركا وإيران غير مرجح للغاية، ويريد مناقشة ضربة محتملة على المنشآت النووية الإيرانية.
وصرح ترامب بمقابلة مع شبكة "إن بي سي" بأن العمل العسكري ضد إيران "احتمال حقيقي"، وقال "إذا لم يبرموا صفقة، فسيكون هناك قصف، لم يروا مثله من قبل".
وفي رده، تعهد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بشن "هجوم مضاد قوي" إذا ضربت أميركا أو حلفاؤها إيران، ورأت طهران أن أي تصعيد سيأتي "بتكلفة باهظة للحكومة الأميركية وحلفائها".
ورغم رفضها المحادثات المباشرة، أعلنت إيران استعدادها للتفاوض غير المباشر، مما يشير إلى مسار محتمل للمضي قدما.
وقال ترامب إنه يريد حلا دبلوماسيا، لكنه هدّد في الأيام الأخيرة بقصف إيران إذا لم تتفاوض على اتفاق لتراجع برامجها النووية.
وكثفت أميركا ضغطها العسكري تزامنا مع المسار الدبلوماسي. ووسع البنتاغون الوجود العسكري الأميركي بالشرق الأوسط، ونشر مجموعتين من حاملات الطائرات الهجومية بالمنطقة، إلى جانب طائرات مقاتلة من طراز "إف 35" وقاذفات "بي 2" ودفاعات جوية من طراز "باتريوت".
وقالت أميركا إن هذه التحركات ليست استعدادات لضربة وشيكة على إيران، بل لدعم الحملة الأميركية ضد أحد حلفاء طهران بالمنطقة، خاصة الحوثيين. وسبق أن حذر البيت الأبيض من أنه سيحاسب إيران إذا أطلق الحوثيون النار على القوات الأميركية.
وبسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجه إيران، إضافة إلى خسائرها الإقليمية سواء في لبنان أو سورية، يشعر ترامب بفرصة للضغط أكثر على القيادة الإيرانية على أمل أن توقع اتفاقا جديدا مع بلاده.
من جانبه، تعهد نتنياهو منذ فترة طويلة بالقيام بعمل عسكري لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وقال في زيارته السابقة للبيت الأبيض إنه تحت قيادة ترامب "ليس لديه شك في أننا نستطيع أن ننهي المهمة" ضد إيران.
ووسط التحديات القضائية والسياسية التي تواجه نتنياهو، يُعد اللقاء مع ترامب "طوق نجاة مؤقتا" من مواجهة عائلات الأسرى والمحتجزين الذين لا تتوقف مظاهراتهم المطالبة بضرورة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.-(وكالات)
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق