"عرافة هافانا" مجموعة قصصية ترسم خرائط الوجع والأمل

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

  صدرت حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب المجموعة القصصية "عرافة هافانا" للكاتبة والصحفية الأردنية غدير أبو سنينة، التي تضم بين دفتيها عوالم إنسانية متشابكة، وشخصيات تواجه مصائرها ببسالة تارة، واستسلام تارة أخرى.اضافة اعلان
تتنقل أبو سنينة ببراعة بين أمكنة مختلفة، من هافانا الكوبية برائحة قهوتها وعمارتها الاستعمارية العتيقة، إلى نيكاراغوا وهمومها الاجتماعية والسياسية، وصولا إلى فلسطين المحفورة في الذاكرة والوجدان. تستكشف الكاتبة في قصصها قضايا الهوية، والانتماء، والذاكرة، والحب، والفقد، والتوق للحرية، وذلك بلغة أدبية خفيفة وآسرة، وأسلوب سردي يجمع بين الواقعية والتجريد.
تتميز المجموعة بتنوعها الموضوعي والأسلوبي، حيث تتراوح القصص بين الواقعية الاجتماعية التي ترصد معاناة المهمشين والفقراء، وبين القصص التأملية التي تغوص في أعماق النفس البشرية مع نكهة لاتينية مميزة كما في قصة "عرافة هافانا" التي عنونت بها المؤلفة المجموعة، وفق ما نشر على موقع "الجزيرة نت".
في قصة "من فعل بك هذا يا خواكين؟"، تتناول الكاتبة قضية العنف والجريمة في كوبا، حيث تدور الأحداث حول رجل يفقد ساقيه في حادث مأساوي، وتتكشف خيوط المؤامرة تدريجيا، لتكشف عن عالم من الفساد والظلم الاجتماعي. تقول أبو سنينة عن هذه القصة: "أردت أن أستكشف كيف يمكن للمجتمع أن يتواطأ على الجريمة، وكيف يمكن للضحية أن تتحول إلى جلاد في لحظة ما".
أما في قصة "حذاء"، فتتعمق الكاتبة في عالم الوحدة والعزلة، من خلال شخصية رجل يعيش في شقة صغيرة، ويقضي وقته في محاورة نفسه ومخاطبة حذائه القديم. "أردت أن أعبر عن فكرة أن الوحدة ليست بالضرورة شيئا سلبيا، بل يمكن أن تكون فرصة للتأمل والتصالح مع الذات"، تقول أبو سنينة عن هذه القصة.
وفي "نهاية العالم وثلوج بولندا"، تقدم أبو سنينة قصة حب فريدة من نوعها، تجمع بين شاب بولندي وفتاة مكسيكية، في زمن مضطرب مليء بالحروب والكوارث. تستكشف الكاتبة في هذه القصة فكرة أن الحب يمكن أن يكون خلاصا من قسوة العالم، وملاذا آمنا من تقلبات الزمن.
لا تتردد أبو سنينة في قصصها في طرح أسئلة وجودية عميقة، وتناقش قضايا معقدة، ولكنها تفعل ذلك بأسلوب رشيق ومباشر، يجعل القارئ يتفاعل مع شخصياتها ويتعاطف مع معاناتهم.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق