loading ad...
أصدر ناظر عيّاد، مفتي الديار المصرية، فتوى مضادة لفتوى "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" التي دعت الدول الإسلامية إلى التدخل لوقف "الإبادة الجماعية" في غزة.اضافة اعلان
وقال عيّاد يوم الإثنين إن إصدار فتوى تُلزم "كل مسلم قادر" بخوض الجهاد ضد إسرائيل بسبب ما ترتكبه من فظائع في غزة يُعد "تصرفًا غير مسؤول".
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد قال إن على الدول الإسلامية "التدخل الفوري عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا لوقف هذه الإبادة والدمار الشامل"، وطالب بفرض حصار على إسرائيل.
وأضاف الأمين العام للاتحاد، علي القره داغي، في بيان صدر الجمعة: "إن تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن دعم غزة وهي تُدمر يُعد جريمة كبرى في الشريعة الإسلامية بحق إخوتنا المستضعفين في غزة".
وفي رده، قال المفتي عيّاد، وهو أعلى سلطة للإفتاء في مصر، إن "أي جماعة أو كيان لا يملك الحق في إصدار الفتاوى في قضايا حساسة ومصيرية كهذه، بما يخالف مقاصد الشريعة ومبادئها العليا".
وأضاف: "مثل هذه الدعوات قد تُعرض أمن المجتمعات واستقرار الدول الإسلامية للخطر".
وأشار إلى أن "دعم الشعب الفلسطيني في حقوقه المشروعة هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي، لكن يجب أن يتم هذا الدعم بما يخدم فعلاً مصالح الشعب الفلسطيني، لا أن يُستغل لأجندات خاصة أو مغامرات متهورة قد تؤدي إلى مزيد من الدمار والتشريد والكوارث على الفلسطينيين أنفسهم".
وأكد عيّاد أن إعلان الجهاد في الإسلام لا يصدر إلا عن "سلطة شرعية معترف بها"، وقال: "في زماننا المعاصر، تتمثل هذه السلطة في الدولة المعترف بها وقيادتها السياسية، وليس في بيانات تصدر عن كيانات أو اتحادات لا تملك صفة قانونية أو شرعية ولا تمثل المسلمين دينيًا أو عمليًا".
وأضاف: "الدعوة إلى الجهاد دون اعتبار لقدرات الأمة وواقعها السياسي والعسكري والاقتصادي هو فعل غير مسؤول ويتعارض مع مقاصد الشريعة التي تدعو إلى الإعداد والتروي ومراعاة العواقب".
وشدد على أن من الحكمة أن تسعى الدول الإسلامية إلى خفض التصعيد بدلاً من الدعوة إلى التدخل العسكري والجهاد.
يُذكر أن القره داغي يُعتبر من أبرز المرجعيات الدينية في المنطقة، وتحظى فتاواه بثقل كبير لدى غالبية المسلمين السنّة حول العالم.
وتُعد "الفتوى" حكماً فقهياً غير ملزم، يصدر عن عالم ديني بارز، ويعتمد عادة على القرآن والسنة النبوية.
وقد دعا بيان القره داغي، والذي أيّده 14 عالمًا مسلمًا آخر، جميع الدول الإسلامية إلى "مراجعة اتفاقيات السلام" مع إسرائيل، كما دعا المسلمين في الولايات المتحدة للضغط على الرئيس دونالد ترامب من أجل "تنفيذ وعوده الانتخابية بوقف العدوان وتحقيق السلام".
منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 50,000 فلسطيني، وتعرّض القطاع لدمار واسع أدى إلى تهجير غالبية سكانه، فيما فرضت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة حصارًا كاملاً منع دخول الغذاء والدواء.
وقد رفعت جنوب إفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية، كما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يؤاف غالانت.
0 تعليق