هبوط سهم IonQ بنسبة 55%.. هل تمثل هذه التراجعات فرصة للاستثمار؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قد تكون الحوسبة الكمومية هي الثورة التكنولوجية القادمة التي تلي الذكاء الاصطناعي مباشرة، خاصة مع إعلان شركات تقنية كبرى مثل أمازون وألفابت عن استثمارات ضخمة في هذا المجال، ومع اشتداد التقلبات في الأسواق، وبرز اسم شركة IonQ باعتبارها واحدة من الأسماء الساخنة في هذه الصناعة الناشئة، خصوصًا بعد الانخفاض الحاد في قيمة سهمها خلال الأشهر الماضية.

وارتفع سهم IonQ في وقت سابق من هذا العام ليصل إلى أعلى مستوى له خلال 52 أسبوعًا عند 54.74 دولار في يناير، ولكن مع عودة حالة من عدم اليقين الاقتصادي إلى الأسواق نتيجة لسياسات الرسوم الجمركية التي تبناها الرئيس دونالد ترامب، تعرض السوق الأمريكي لضغوط كبيرة، ولم يكن سهم IonQ بمنأى عن ذلك، إذ هبط بنسبة 55% من ذروته حتى وقت كتابة هذا المقال.

أداء IonQ خلال العام الماضي

وتعد IonQ واحدة من الشركات القليلة المتخصصة في الحوسبة الكمومية والمدرجة في البورصة، وقد حققت تقدمًا ملحوظًا خلال عام 2024 حيث أنهت العام بإيرادات بلغت 43.1 مليون دولار، محققة نموًا بنسبة 95% مقارنة بالعام السابق، ففي أبريل أطلقت الشركة جهازها الرائد Forte Enterprise من خلال البنية التحتية السحابية الخاصة بأمازون، مما أتاح للعملاء من مختلف أنحاء العالم الوصول إلى قدرات الحوسبة الكمومية المتقدمة التي توفرها.

كما أقدمت IonQ على خطوة استراتيجية مهمة في نوفمبر حيث استحوذت على شركة Qubitekk المتخصصة في شبكات الحوسبة الكمومية، وتعد هذه الخطوة خطوة محورية في سبيل بناء شبكة مترابطة من الحواسيب الكمومية، الأمر الذي من شأنه أن يعزز قدراتها التنافسية خصوصًا مع ازدياد اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي على بنية الحوسبة الشبكية للوصول إلى أقصى مستويات الأداء.

في فبراير، عينت الشركة مديرًا تنفيذيًا جديدًا هو نيكولو دي ماسي، وهو شخصية ذات خبرة طويلة في قيادة الشركات التكنولوجية، وهذا التغيير في القيادة قد يكون له دور في تسريع نمو الشركة وتطوير استراتيجيتها في مواجهة التحديات المقبلة.

تحديات IonQ المالية والتقنية

رغم النمو القوي في الإيرادات فإن الشركة لا تزال بعيدة عن تحقيق الأرباح، فقد أنهت عام 2024 بخسائر صافية بلغت 331.6 مليون دولار، وهو رقم يتجاوز ضعف خسائرها المسجلة في عام 2023 التي بلغت 157.8 مليون دولار، ويرجع ذلك إلى الارتفاع الكبير في النفقات، وعلى رأسها نفقات البحث والتطوير التي بلغت 136.8 مليون دولار بزيادة قدرها 48% على أساس سنوي.

هذا الإنفاق المرتفع يعكس الطموح الكبير للشركة، لكنه في الوقت نفسه يثير القلق بشأن مدى قدرتها على الاستمرار في ضخ هذه الاستثمارات الضخمة دون الضغط على ميزانيتها، ومن أجل تمويل هذه التوسعات، قامت IonQ بطرح أسهم جديدة لجمع رأس مال إضافي، مما تسبب في تقليص حصة المساهمين الحاليين نتيجة لتخفيف الملكية.

تُطرح أيضًا تساؤلات حول مدى قدرة IonQ على الاستمرار لسنوات طويلة دون تحقيق أرباح، خاصة أن التقنية لا تزال في مراحلها الأولى، وتعد الحوسبة الكمومية مجالًا غير مستقر حتى الآن، إذ لا تزال الحسابات التي تجريها الأجهزة الكمومية تعاني من مشكلات متعلقة بالدقة وقابلية التوسع، ويقدر الخبراء أن الوصول إلى ما يعرف بالتفوق الكمومي، أي عندما تتفوق أجهزة الحوسبة الكمومية على أجهزة الحوسبة التقليدية، سيستغرق عدة سنوات أخرى على الأقل.

لذلك فإن قدرة الشركة على الموازنة بين الاستمرار في الابتكار وخفض النفقات ستكون عاملًا حاسمًا في تحديد مستقبلها المالي واستدامتها على المدى الطويل.

الوضع المالي الحالي والتقييم السوقي للسهم

حتى اللحظة لا تبدو الحالة المالية لـ IonQ حرجة، فقد أنهت عام 2024 بميزانية قوية نسبيًا، بإجمالي أصول بلغ 508.4 مليون دولار مقابل التزامات بقيمة 124.5 مليون دولار، كما نجحت الشركة في جمع 372.6 مليون دولار من خلال الطرح الأخير للأسهم مما يمنحها هامش أمان مؤقت لمواصلة عملياتها.

في الشهر الجاري تم اختيار IonQ من بين الشركات المشاركة في مبادرة وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة (DARPA)، والتي تهدف إلى تطوير حواسيب كمومية موثوقة وقابلة للتوسع بحلول عام 2033، ويعد هذا الاختيار علامة إيجابية على الثقة المتزايدة من الجهات الحكومية في قدرات الشركة مما قد يفتح أمامها أبوابًا جديدة للنمو.

مع ذلك فإن تقييم السهم لا يزال مرتفعًا رغم التراجع الأخير، وتظهر البيانات أن نسبة السعر إلى المبيعات (P/S) الخاصة بالشركة، ورغم انخفاضها مقارنة ببداية عام 2025 إلا أنها لا تزال أعلى من المستويات التي كانت عليها قبل موجة الصعود الأخيرة، وهذا يعني أن السهم ربما لا يزال مُقيَّمًا بأكثر من قيمته الحقيقية مما يجعل من الحكمة الانتظار قبل اتخاذ قرار بالشراء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق