نمو صاروخي وأسهم في الحضيض.. ما الذي يحمله عام 2026 لـ Supermicro ومستثمريها؟

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رغم مرور ربع من عام 2025 إلا أن زخم الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال قويًا، بل يبدو أنه في أوج قوته، مع استمرار الشركات العالمية في ضخ المليارات داخل هذا المجال الحيوي، في محاولة لتجنب التخلف عن ركب التكنولوجيا التي يُتوقع أن تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.

هذا السباق نحو الهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي يمنح مزودي البنية التحتية مثل Super Micro Computer فرصة ذهبية لتطبيق نموذج أعمال قائم على تزويد السوق بالأدوات الأساسية التي تحتاجها الشركات الأخرى لبناء نماذج اللغة الكبيرة وتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي للمستهلكين.

ورغم ازدهار نشاط الشركة في هذا القطاع، فإن أسهم Supermicro لا تزال تتداول عند مستويات منخفضة بشدة مقارنة بذروتها في عام 2024، وهو ما يثير التساؤلات حول ما يمكن أن يحمله العام المقبل للشركة ومستثمريها.

هبوط حاد في الأسهم

تراجعت أسهم Supermicro بنسبة تزيد عن 70% مقارنة بأعلى مستوى سجلته عند 118.82 دولار في مارس 2024، ويعزى هذا الانهيار في جزء كبير منه إلى تقرير صادر عن مؤسسة البيع على المكشوف "Hindenburg Research"، إذ اتهمت الشركة بوجود مخالفات محاسبية وتعاملات ذاتية وتجاوزات مرتبطة بالعقوبات، مما أدى إلى اهتزاز ثقة المستثمرين بشكل حاد.

عقب ذلك تسارعت وتيرة الأخبار السلبية، إذ أعلنت الشركة تأجيل إصدار تقريرها السنوي لعام 2024، في حين قدمت شركة التدقيق المالي Ernst & Young استقالتها، مشيرة إلى رفضها الارتباط ببيانات Supermicro المالية، وهذه الأحداث وضعت الأسهم تحت تهديد الشطب من بورصة ناسداك، وهو ما كان سيؤثر سلبًا على سيولتها وجاذبيتها الاستثمارية.

لكن الأمور بدأت في التحسن تدريجيًا، ففي نوفمبر، أعلنت الشركة تعيين شركة التدقيق الجديدة BDO USA، وقدمت خطة للامتثال لقواعد الإدراج في بورصة ناسداك، وفي ديسمبر انتهت مراجعة داخلية لم تسفر عن أي دليل على سوء إدارة من قبل المسؤولين التنفيذيين مما أزال الشكوك إلى حد كبير، وبحلول فبراير، قدمت الشركة تقاريرها المالية المتأخرة، مما أعادها إلى وضع الامتثال، وأعاد تركيز المستثمرين إلى أساسيات الأعمال.

أعمال مزدهرة رغم العواصف

رغم التحديات التنظيمية التي واجهتها، فإن Supermicro تواصل تحقيق أداء قوي على صعيد الأعمال، وهو ما لا يعكسه الانخفاض الكبير في سعر السهم، وتشير البيانات الأولية للربع الثاني إلى أن الشركة تتوقع تحقيق إيرادات تتراوح بين 5.6 و5.7 مليار دولار أي بزيادة قدرها 54% على أساس سنوي.

هذا النمو مدفوع بالطلب الكبير على خوادم الحوسبة التي تصنعها الشركة، والتي تعتمد على وحدات معالجة الرسومات المقدمة من شركاء مثل Nvidia وAMD لتحويلها إلى خوادم جاهزة للاستخدام من قبل عملاء مراكز البيانات، وتتميز Supermicro بتصميمات عالية الكفاءة في استهلاك الطاقة، وهي ميزة حاسمة للشركات التي تسعى إلى إدارة أحمال العمل الضخمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة يتوقع أن تستفيد الشركة من إطلاق رقائق Nvidia الجديدة القائمة على معمارية Blackwell ، والتي توفر تحسينات أداء كبيرة مقارنة بالإصدارات السابقة، ومع أن Supermicro تستفيد من تقنيات Nvidia إلا أن قدرتها على التحكم في الأسعار تبقى أقل بكثير، مما ينعكس في هامش ربح إجمالي يبلغ نحو 12% مقارنة بـ 75% لصالح Nvidia .

تأثير الرسوم الجمركية المرتقبة

كغيرها من شركات التكنولوجيا تأثرت Supermicro بالرسوم المفروضة، وعلى الرغم من أن الرسوم المفروضة على تايوان لا يتوقع أن تشمل رقائق أشباه الموصلات، وهي عنصر أساسي في سلسلة توريد Supermicro، فإن الشركة تمتلك شبكة توريد عالمية من المرجح أن تتأثر ببعض هذه الرسوم.

الجانب الإيجابي في هذا السياق هو أن المنافسين الأجانب للشركة قد يتعرضون لتأثير أكبر، مما قد يمنح Supermicro ميزة نسبية في الأسواق الأمريكية، وفي خطوة استباقية أعلنت الشركة في فبراير عن خطط لتوسيع منشآتها التصنيعية في الولايات المتحدة، عبر إنشاء مرفق جديد بمساحة 300 ألف قدم مربع، مع خطة للوصول إلى ما يقارب 3 ملايين قدم مربع عند اكتمال المشروع، وهذه المبادرة يمكن أن تساعد الشركة على مواجهة تقلبات التجارة العالمية ومواكبة سياسات إعادة التصنيع المحلي التي قد تستمر لفترة طويلة حتى بعد انتهاء ولاية الإدارة الحالية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق