الاتصال الذي انتظره ترامب من الصين ولن يأتي أبداً

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أبريل 9, 2025 2:56 م

حازم عياد

الرئيس الامريكي دونالد ترامب أكد ثقته باتصال الصينيين معه لعقد صفقة تنهي الحرب التجارية وتتوج انتصاراته، إذ قال يوم امس الثلاثاء عبر منصة “تروث سوشيال”: ننتظر اتصالًا من الصين، وهذا سيحدث؛ فالصين ترغب بشدة في إبرام صفقة معنا لكنها لا تعرف من أين تبدأ”.
ليأتي الرد الصيني تارة على شكل تجاهل لتهديدات ترمب بفرض رسوم اضافية بمقدار 50 بالمئة على السلع الصينية ردًّا على إجراءاتها الانتقامية التي رفعت فيها بكين رسوم البضائع الامريكية بمقدار 34 بالمئة، وتارة أخرى على شكل طلب البنك المركزي الصيني من البنوك الحكومية التوقف عن شراء الدولار الامريكي الذي يواجه ضغوطًا تضخمية مقلقة تفاقم من ازمة الاقتصاد الامريكي، وتعزز من مكانة اليوان الصيني.
الصين لم يقتصر ردها على ذلك، بل عمدت الى التواصل مع الجانب الاوروبي، عارضة عليه توحيد الجهود والرد للتعامل مع ازمة الاقتصاد العالمي التي دفع نحوها دونالد ترمب، معلنة في الآن ذاته استقبال رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز في الفترة من 10 إلى 11 أبريل، تلبية لدعوة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، حسبما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية امس (الثلاثاء).
لا تبدو الصين مستعجلة كما يتوهم دونالد ترمب، بل مندفعة نحو تحدي سياساته، فاتحة الباب لمزيد من الدول والتجمعات الإقليمية لتحدي إرادته، وعلى نحو يهدد برفع كلف سياساته التفاوضية التي يتوقع ان ترتد على شكل ازمة داخلية امريكية، فضلًا عن كونها ازمة امريكية مع حلفاء امريكا وشركائها، خصوصًا الاوروبيين.
فإلادارة الامريكية يرجح أن تغرق في تفاصيل المفاوضات مع حلفائها قبل خصومها، وبضغط من العقوبات والاجراءات الصينية المضادة التي تعهدت بكين بالمضي فيها قدمًا للنهاية، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية امس الثلاثاء الذي قال: “لن نقبل الضغوط أبدًا، وإذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية”، أمرٌ فاقم مخاوف ترمب، وشجع خصومه في الداخل الامريكي على التشكيك في أهليته، والذي سارع للاتصال بحلفائه الكوريين الجنوبيين، داعيًا إياهم لإرسال وفد للتفاوض معه، وهو الوفد الوحيد الذي سيتوجه لواشنطن بدعوة من ترمب خلافًا لمزاعمه أن هناك سبعين دولة تنتظر في صف طويل.
تصريح ترمب حول انتظاره اتصالًا من الصين لم يأتِ عبثًا؛ إذ جاء لطمأنة الشارع الامريكي ورجال الاعمال والحلفاء الذين دفع به نحو السلطة، فبعد ساعات من الانهيارات المرعبة التي شهدتها أسواق المال، والتظاهرات الاحتجاجية الضخمة التي جابت شوارع المدن الامريكية، جاءت موجة من الانتقادات اللاذعة من كبار رجال الأعمال، وعلى رأسهم حليفه وشريكه إيلون ماسك، والمدير التنفيذي لشركة “بلاك روك” الاستثمارية لاري فينك، ومدير بنك جي بي مورغان، وغيرهم كثر ممن حذروا من الركود والانهيار الاقتصاي، ودعوا الادارة الامريكية للتراجع عن سياساتها.
ختامًا.. ثمة خطر يتشكل أمام ترمب على هيئة معارضة داخلية، وأخرى خارجية، تعززها الممانعة الصينية التي تفاقم أزمته، وتُعقد حساباته، وهو ما جعله ينتظر اتصالًا لن يأتي أبدًا؛ فالتحدي الذي وضعه امام الصين تحول الى فرصة لن تفوتها الصين، خصوصًا أن العالم يبدو متحدًا مع الداخل الاميركي ضد سياساته، فأي أحمق سيقبل بتقديم التنازلات لترمب!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق