في الحياة هناك الكثير من الأشياء والمصطلحات التي تدفعنا أحيانا للشعور بالحيرة والرغبة في التساؤول عن أسبابها أو الدافع ورائها ومن هذه المصطلحات أو الكلمات التي تثير فضول البعض هو إطلاق مصطلح أو اسم الأرواح على ركاب الطائرات والسفن، فهل لاحظت يومًا عبارة مثل: "تحطم الطائرة وراح ضحيتها 180 روحًا"، أو "السفينة كانت تقلّ على متنها 200 روح" فهذه الطريقة في التعبير تثير فضول الكثيرين الذين يرغبون في معرفة لماذا لا نقول "شخصًا" أو "راكبًا"، بل نستخدم مصطلح "روح" تحديدًا؟.
هذا السؤال يحمل في طيّاته بعدًا لغويًا وإنسانيًا وثقافيًا، ووراءه أسباب تستحق التأمل وإليك أبرزها.
البعد الإنساني.. التذكير بقدسية الحياة
كلمة "روح" تُستخدم للتأكيد على أن كل راكب هو إنسان له حياة، وعائلة، وقصة، وليس مجرد رقم في سجل الركاب فحين نقول "150 روحًا"، فإننا نُحمّل الرقم معنى إنسانيًا عميقًا، فهي طريقة لغوية تذكّرنا أن الضحية ليست "إحصائية"، بل حياة كاملة فقدها العالم.
الجذور في اللغة الإنجليزية
غالبًا ما تأتي هذه الصيغة من ترجمة مباشرة لمصطلح شائع في اللغة الإنجليزية وهو: Souls on board وهو تعبير رسمي يُستخدم في عالم الطيران والبحرية، وغالبًا ما يُذكر عند التواصل مع أبراج المراقبة أو أثناء الطوارئ.
الهدف من استخدام كلمة "أرواح" بدلًا من "ركاب" أو "أشخاص" هو شمول الجميع، سواء ركّاب، أو طاقم، أو حتى الأطفال الرُضّع فالروح هي التوصيف الأشمل لكل كائن حي على متن الرحلة.
الدقة في حالات الطوارئ
في مواقف الكوارث، يُطلب من الطيارين أو القباطنة الإبلاغ عن عدد الأرواح على متن المركبة، وذلك لتسهيل عمليات الإنقاذ وتقدير عدد من يجب البحث عنهم، بغضّ النظر عن صفاتهم أو أدوارهم على المركب أو الطائرة لذا فإن استخدام كلمة "روح" هنا يُسهل المهمة ويُجنّب اللبس في تحديد الأعداد بدقة.
الجانب الروحي والثقافي
في ثقافات عديدة، يُنظر إلى الروح على أنها الكيان الأهم في الإنسان، وأن الجسد قد يفنى، لكن الروح هي الأسمى، لهذا، استخدام "الروح" في هذا السياق يُعبّر عن الاحترام للمفقودين، خاصة في الكوارث الجوية أو البحرية حيث تكون النهاية مأساوية.
0 تعليق