دراسة جديدة تكشف: السعودية كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصلت دراسة علمية صادرة عن هيئة التراث السعودية إلى أنّ أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" الأربعاء.

كشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة من خلال تحليل 22 تكوينًا كهفيًّا استُخرِج من سبعة كهوف تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح.

تُعرف هذه الكهوف محليًا باسم "دحول الصمّان"، بينما تشتهر علميًا بـ "الهوابط والصواعد".

في مؤتمر صحفي عُقِد الأربعاء في مقر الهيئة بالعاصمة السعودية الرياض، أوضح المدير العام لقطاع الآثار ، الدكتور عجب العتيبي، أنّ الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، حيث يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.

وأشار هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية.

بحسب النتائج، كانت صحراء المملكة، التي تُعد اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض، حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين قارات إفريقيا، وآسيا، وأوروبا.

أوضحت الدراسة أنّ تلك المراحل الرطبة لعبت دورًا أساسيًا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة، حيث تدعم نتائجها الدراسات الأحفورية السابقة في الحاجز الصحراوي العربي، التي تشير إلى وجود أنواع حيوانية اعتمدت على المياه في المنطقة، ومنها التماسيح، والخيل، وأفراس النهر.

كما أفاد منشور  لمركز "التواصل الحكومي" السعودي عبر موقع "ْإكس" (تويتر سابقًا) وجود حيوانات أخرى أيضًا، مثل الفيلة وحتى الزرافات.


ازدهرت هذه الحيوانات في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء.

أكّد العتيبي أنّ هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.

نَشَرت هيئة التراث نتائج الدراسة بمقالة علمية في مجلة "Nature" العلمية تحت عنوان "الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية"، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة "مشروع الجزيرة العربية الخضراء"، الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة.

واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات الرطبة، وذلك من خلال تحليل الترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية بدقة. 

شملت عملياتهم تحليل نظائر الأكسجين والكربون لرصد مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، ما ساهم في الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق