أطلقت منظمة التجارة العالمية تحذيراً بالغ الأهمية من التصاعد الحاد في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين والذي ينذر بانكماش حاد في التبادل التجاري الثنائي.
ولفتت نغوزي أوكونجو أيويالا المديرة العامة للمنظمة، في بيان صدر الخميس في جنيف، إلى تقديرات أولية مقلقة، تشير إلى احتمال تراجع تجارة السلع بين هاتين القوتين الاقتصاديتين بنسبة تصل إلى 80%.
ونبهت المديرة العامة إلى أن هذا النهج المتبادل بين أكبر اقتصادين في العالم، واللذين تمثل تجارتهما الثنائية حوالي 3% من التجارة العالمية، يحمل في طياته تداعيات أوسع نطاقاً قد تلحق ضرراً بالغاً بالتوقعات الاقتصادية العالمية.
وحذرت من أن التطورات الأخيرة تنطوي على مخاطر جسيمة لمزيد من التصعيد، مؤكدة أن الآثار السلبية لن تقتصر على الاقتصاد الكلي على الولايات المتحدة والصين، بل ستمتد إلى اقتصادات أخرى، وخاصة أقل الدول نمواً.
وأعربت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية عن قلقها العميق من الاحتمال المتزايد لتجزئة التجارة العالمية على أسس جيوسياسية، محذرة من أن انقسام الاقتصاد العالمي إلى كتلتين متنافستين قد يؤدي إلى انخفاض طويل الأمد في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي بنحو 7%.
وأكد البيان الصادر عن المنظمة أن تحويل مسار التجارة لا يزال يشكل تهديداً ملحاً ومباشراً، الأمر الذي يستدعي استجابة عالمية منسقة.
وحثت مسؤولة التجارة العالمية جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية على مواجهة هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والحوار، مشددة على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للحفاظ على انفتاح النظام التجاري الدولي القائم على القواعد، وأكدت أن المنظمة تمثل منصة حيوية لهذا الحوار، وأن حل هذه القضايا يتطلب إطاراً تعاونياً.