ماذا حقق الاحتلال بعد استئناف حربه العدوانية على غزة؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

عمان- بعد مرور 24 يوما على استئناف الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة، وعدم تحقيقه أي إنجاز حاسم حول ما سماه بـ"أهداف الحرب"، يرجح مراقبون عودة الكيان إلى المفاوضات في نهاية المطاف، وربما يكون ذلك في غضون أسابيع، تحت الضغط الداخلي والخارجي، وبعد استنفاد خياراته الحربية، في ظل زيادة تعقيد الوضع الإنساني والسياسي، من دون إحداث أي تغيير للمعادلة على الأرض.اضافة اعلان
وأشار المراقبون في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، إلى أن الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة الأميركية، قد يلعبون دورا حاسما في العودة للمفاوضات، بخاصة إذا قدمت حركة المقاومة الإسلامية- حماس، مبادرات جديدة أو وافقت على صفقة مرحلية.
وأوضحوا أن نجاح ذلك يبقى مرهونا بمدى استعداد رئيس وزراء الاحتلال المتطرف بنيامين نتنياهو الى تقديم تنازلات، وهو أمر ما يزال غير مؤكد في ظل تطرفه، وتعنته السياسي.
الكيان يخفض سقف توقعاته
وفي هذا الإطار، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي نضال أبو زيد، إن تصريحات وزير الحرب يسرائيل كاتس اول من امس، بان الهدف من العملية العدوانية، هو توسيع المنطقة العازلة في القطاع قد بدأ يتحقق، بينما في حقيقة الأمر، قام الكيان بتخفيض سقف توقعاته وأهدافه لاستئناف عمليته، فقد سبق وصرح كاتس أيضا في بداية استئناف الحرب بأن الهدف، هو استعادة أسرى الاحتلال بالقوة، ما يشير إلى فشل هدفه الرئيس من استئنافها، ودفع به لتخفيض سقف أهداف حربه بشأن الأسرى، لإقناع المستوى السياسي بأنه حقق هدفه بتوسيع المنطقة العازلة بعد 24 يوما من الحرب.
واضاف ابوزيد، ما دامت النتائج ترتبط بالأهداف، فإن جيش الاحتلال فشل بتحقيق هدفه باستعادة الأسرى بالقوة، وما دامت النتائج ستجبر نتنياهو على العودة لطاولة المفاوضات، بخاصة وأن الغطاء الأميركي على ما يبدو لم يعد متوافرا بشأن مدة زمنية مفتوحة لاستمرار الحرب، كما ظهر ذلك عبر تلميحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب خلال لقائه نتنياهو، بأنه لا بد من العودة إلى المسار الدبلوماسي.
وأشار الى انه يقابل تعقيدات انسداد الافق العسكري، حالة تخبط في حكومة نتنياهو جراء إقالة رئيس الشاباك رونين بار، وصدور قرار قضائي بوقف الإقالة، والأهم حالة التمرد التي أعلنت في صفوف سلاح الجو أمس، إذ وقع مئات الطيارين على بيان، أكدوا فيه أن العملية العسكرية، جاءت لأسباب سياسية لا عسكرية أو أمنية، وضمت قائمة المتمردين، رؤساء سابقين لسلاح الجو والأركان داني حالوتس وشعبة عمليات سلاح الجو اللواء نمرود شيفر، واللواء عساف اجمون، ما يعني أن الحالة السياسية والعسكرية في الكيان، أضحت مؤشرا ضاغطا لوقف العملية الحربية، في ظل توافر رغبة دولية بالعودة الى المفاوضات، بعد ادراك الجميع بفشل الهدف منها.
عمليات حربية بلا حسم
من جهته، يقول المحلل السياسي د. صدام الحجاحجة، منذ استئناف الاحتلال حربه على غزة الشهر الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني (يناير) الماضي، لم يحقق تقدما إستراتيجيا كبيرا، يتماشى مع أهدافه المعلنة منذ بدء الحرب في تشرين الأول (أكتوبر) 2023. هذه الأهداف تشمل تدمير قدرات حماس القتالية، وإعادة أسرى المحتل، وضمان ألا تشكل غزة تهديدا مستقبليا للكيان.
واضاف "بعد 24 يوما من استئناف العدوان على غزة، يمكن تلخيص الإنجازات والوضع كالتالي: عمليات حربية مكثفة دون حسم، اذ واصل الاحتلال قصفه الجوي والمدفعي على مناطق متفرقة بالقطاع، ما أدى لقتل مزيد من الغزيين، وتدمير البنية التحتية المتبقية في القطاع، لكن هذه العمليات لم تؤدِ لانهيار المقاومة الفلسطينية، ولم تحقق لجيش الكيان السيطرة الكاملة على القطاع.
وتابع: كما لم يحقق استئناف العدوان والقتال، اي تقدم ملموس بإعادة أسرى الكيان المتبقين (59 أسيرًا، وفق آخر التقديرات)، أكانت بعمليات حربية، أو بضغوط ميدانية، بل إن استئناف الحرب قد زاد من المخاوف على حياتهم، كما أعربت عائلاتهم عن استيائها من هذا النهج، مبينا انه بعد 24 يوما، يبدو أن الاحتلال حقق مزيدا من الدمار والخسائر البشرية بغزة، لكنه لم ينجح بكسر إرادة المقاومة أو تحقيق أهدافه الأساسية، ما يعزز الانطباع بأن الحرب وصلت إلى طريق مسدود عسكريا.
وأتم: هل سيعود الاحتلال للمفاوضات؟ الإجابة على هذا السؤال، تعتمد على عدة عوامل سياسية وعسكرية ودولية، لكن المؤشرات تشير إلى أن العودة للمفاوضات محتملة، وربما حتمية للأسباب التالية: الضغط الداخلي في الكيان، وعائلات الأسرى، وجزء من الرأي العام الصهيوني يضغطون بشدة من أجل استئناف المفاوضات، معتبرين بأن الخيار الحربي لم يعد مجديا لإعادة ذويهم. هذا الضغط قد يدفع حكومة المتطرف نتنياهو الى تغيير نهجه، كذلك الضغط الدولي، فالولايات المتحدة، وبرغم دعمها المستمر للكيان، أبدت رغبة بحل دبلوماسي، كما يتضح في نطاق التحركات الدبلوماسية بالدوحة والقاهرة، إذ إن الوضع الإنساني بغزة كارثي، ويزيد من الضغوط الدولية لوقف الحرب العدوانية الصهونية.
الكيان يستغل دعم أميركا
بدوره، قال عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، إن استئناف الحرب العدوانية الهمجية الصهيونية على غزة، شكل فرصة لليمين المتطرف في الكيان الصهيوني الى تجديد خطة تهجير الفلسطينيين، وإعادة الاستيطان في القطاع، لكنه استبعد أن تتمكن تل أبيب من تنفيذ ذلك، برغم الدعم الأميركي.
واضاف الغزو إن "تصعيد العدوان الصهيوني على غزة، يأتي في سياق قصفه لجنوب لبنان وسورية، وتوغل قواته في أراضيها، الى جانب القصف الأميركي على الحوثيين"، موضحا أن الكيان يستغل الدعم الأميركي لتقويض حركة حماس، والقضاء على المقاومة في لبنان ومنع الأسلحة عنها، تحت غطاء استئناف القتال وليس الشروع بحرب شاملة.
وتابع: حسب المعطيات الحالية فإن المتطرف نتنياهو، لن يستطيع التهرب من استحقاقات العودة الى طاولة المفاوضات، واحتماليه التوصل الى صفقة مع المقاومة بمراحلها المتقدمة، ولا يبدو بأن خياراته ستتسع بل ستضيق، فالعودة للقتال لم تحقق هدف الحرب المعلن، وهو إعادة أسرى الكيان، بل وتجعل عودتهم غير ممكنة.
واستكمل: ان استئناف العدوان الوحشي على غزة، جاء ضمن خطة متكاملة للاحتلال، تهدف للضغط على حركة حماس والوسطاء، لاستئناف المفاوضات بشروط الاحتلال، لكن الكيان المحتل امتنع عن تقديم تنازلات بسبب الضغوط الداخلية، بخاصة مع تصاعد الاحتجاجات من عائلات أسراه الذين يخشون بأن تكون العمليات الحربية مهددة لحياتهم.
وأشار الغزو، إلى أن الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة، قد يلعبون دورا حاسما بوقف هذه الحرب، بخاصة إذا قدمت حركة حماس مبادرات جديدة، أو وافقت على صفقة مرحلية، موضحا بأن نجاح ذلك، مرهون بمدى استعداد نتنياهو لتقديم تنازلات، وهو أمر ما يزال غير مؤكد في ظل تعنته السياسي.
تدمير غير مسبوق
رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد الشنيكات، حقق الاحتلال حتى هذه اللحظة مزيدا من التدمير والتخريب واحتل 40 % من القطاع، وهو يبحث عن نصر مطلق يتضمن استسلام حماس وفصائل المقاومة كافة، ونزع سلاحها والسعي في محاولة التهجير إنشاء إدارة ذاتية، هدفها تشجيع ما يسمى بالهجرة الطوعية من القطاع، وخوض مفاوضات مع دول يمكنها القبول بالمهجرين من غزة.
واضاف الشنيكات، "طبعا عند تقييم ما أنجزه الاحتلال، فهو كالآتي: أولا، استمرار غلق جيش الاحتلال للقطاع، وتحويل ايقاع العدوان الى إيقاع بطيء، ترافقه تكلفة بشرية هائلة في أهالي غزة، وإحداث تدمير شامل وهائل وغير مسبوق لكل شيء هناك، ليؤدي ذلك الى جعل غزة، غير قابلة للعيش، ما يتسبب تاليا بدفع أهاليها الى التهجير، وهو هدف إستراتيجي تعلنه حكومة الاحتلال".
ثانيا، ووفق الشنيكات، فإنه للآن لم يستطع جيش الاحتلال، انقاذ اي اسير من أسراه لدى حماس والمقاومة في القطاع، وبالتالي يتناقض هذا كله مع ما روج له الكيان وجيشه، بان الضغط الحربي، سيؤدي لاستسلام حماس وفصائل المقاومة، وبالتالي الحصول على صفقه استسلام تام، تؤدي لاحتلال القطاع ونزع سلاح حماس، وهذا ما لم يتحقق.
واشار الشنيكات الى ثالث نتائج التقييم، إذ يبين أن حملة الاحتلال، تواجه انتقادات كبيرة من الرأي العام العالمي، وبات الكيان برمته تحت النبذ العالمي، وادانة المجتمعات لوجوده، ورابعا، تبرز على السطح خلافات في الكيان، بخاصة في أجهزته الحربية، ومنها تمرد مئات من الضباط والطيارين في سلاح الجو، وقد دعوا في رسالة لهم إلى وقف الحرب على غزة، وإنجاز صفقة تبادل حتى لو أدت لإنهاء الحرب، وهو موقف غير مسبوق، كذلك الصراع بين بار ونتنياهو، ودخول محكمة الاحتلال العليا على خط الأزمة، وكل ذلك يشير لانقسام كبير، ويرتبط أيضا بتقارير للاحتلال عن ازدياد حاجة أجزاء من عائلات الاحتلال للمساعدات المادية والغذائية، نظرا لتدهور وضع الكيان الاقتصادي.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق