أبناؤنا هم أغلي ما نملك في الحياة لذا فإننا نهتم بأدق تفاصيل حياتهم ونترقب كل خطوة جديدة وأي علامات تطور في نموهم بفارغ الصبر، ويعد نطق الطفل بأولى كلماته من لحظات الفرح والتسلية في حياة الأهل، حيث يترقب الجميع بفارغ الصبر متى سينطق الرضيع، وغالبًا ما يلاحظ العديد من الآباء والأمهات أن الأطفال يبدؤون بنطق كلمة "بابا" قبل "ماما"، لكن لماذا يحدث ذلك؟ هل هي مجرد مصادفة، أم أن هناك تفسيرًا علميًا لذلك؟.

تطور الصوتيات وتكوين الكلمة

أول سبب يقدمه العلماء يتعلق بتطور الصوتيات عند الأطفال، فعادة يبدأ الأطفال بتجربة أصوات بسيطة ومتكررة في الأشهر الأولى من حياتهم وقد يكون صوت أحرف "أ" و"ب" أسهل وأبسط للطفل في النطق من الأصوات الأخرى مثل "م"، كما ينطق الطفل عادةً أولى الحروف باستخدام الشفاه أو اللسان في مواضع قريبة من بعضها، مثل "ب" أو "م"، لكن تكوين كلمة "أب" قد يكون أسهل لأنه يشمل تكرار هذه الأصوات بشكل أقرب لما يمكن للطفل إنتاجه.

تأثير التغذية والتفاعل مع الأب

من ناحية أخرى، يشير بعض العلماء إلى أن الأطفال يلاحظون التفاعلات اليومية بشكل مختلف مع الأب والأم، وقد يكون الأب في البداية هو من يتفاعل مع الطفل بشكل أكبر في بعض الأسر على سبيل المثال، قد يتعامل الأب مع الطفل بطريقة مليئة بالنغمة العالية، مما قد يساعد الطفل على التركيز أكثر على صوت الأب، مما يساهم في جعل كلمة "بابا" تظهر أولًا.

الاختلافات البيولوجية في تطور النطق

هناك أيضًا فرضية تشير إلى أن الاختلافات البيولوجية بين الذكور والإناث تؤثر على طريقة نطق الطفل، فبعض الدراسات وجدت أن الأطفال الذكور قد يبدأون في تطوير مهارات النطق بشكل أسرع من الإناث في بعض الحالات، مما قد يساهم في ظهور كلمة "بابا" قبل "ماما".

التأثير الاجتماعي والثقافي

في بعض الثقافات، قد يكون الأب أكثر حضورًا في المراحل المبكرة من الحياة أو يتفاعل مع الطفل بطرق تجعل الطفل يميل إلى نطق كلمة "بابا" أولًا، فقد يكون الأب هو من يمسك بالطفل أو يعبر عن مشاعر له بطريقة أقرب للطفل من الأم، مما يلفت انتباه الطفل إلى هذه الكلمة أكثر.

مرحلة التجربة والتكرار

خلال مرحلة التطور النطقي، يبدأ الرضيع بتكرار الأصوات التي يسهل عليه إنتاجها و يبدو أن معظم الأطفال يبدأون في تجربة أصوات الحروف الساكنة التي تشمل الشفاه أو الأسنان مثل "ب" و"م"، وهذه الأصوات قد تكون أكثر وضوحًا وأسهل للطفل و بما أن كلمة "بابا" تحتوي على هذه الأصوات، فإنها تكون واحدة من الكلمات السهلة التي يمكن أن يكررها الطفل بسرعة.

العلاقة العاطفية مع كل من الأب والأم

من المثير للاهتمام أيضًا أن الأطفال يتطورون عاطفيًا وينشئون علاقات مع كلا الوالدين بشكل تدريجي، وبينما قد يربط الطفل عادةً الأم برعاية التغذية والراحة، فإنه يتفاعل مع الأب بطرق مختلفة، وهذا التفاعل الاجتماعي يساهم في تسريع عملية التعرف على الكلمات وربطها.