loading ad...
عمان – في ظل التطورات المتسارعة في مجال التعليم، التي تسعى لتعزيز مشاركة الطلبة بشكل فعال لمواكبة متطلبات العصر الحديث، تعد الأنشطة التعليمية التفاعلية، عنصرا جوهريا في تصميم تجربة تعليمية فعالة وشاملة.اضافة اعلان
وبينما تعتمد هذه الانشطة على إشراك الطلبة بطرق مبتكرة تجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي مما يعزز من استيعاب المفاهيم بشكل أعمق إلى جانب خلق بيئة تعلمية ديناميكية تحفز التفكير النقدي وحل المشكلات، أكد خبراء تربويون أن إستراتيجيات التدريس التي تعتمد توظيف أسلوب الأنشطة التعليمية التفاعلية في عملية تعليم وتعلم الطلبة هي إحدى هذه الوسائل والمدخل لتحسين تعلمهم وتجويد النظام التعليمي.
وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد"، أن مشاركة الطلبة بالانشطة التعلمية التفاعلية ستسهم بشكل كبير بتحسين تجربة التعلم لديهم، وتعزز من مشاركتهم الفعالة في عملية التعلم وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات عندما يكونون في قلب عملية التعلم أثناء العمل على المهمات التعليمية والمشاركة في مناقشات حية حولها.
ويعتبرون إن دمج الأنشطة التفاعلية في المحتوى التعليمي ليس مجرد خيار، بل هو خيار تربوي وإستراتيجي لتطوير جودة التعليم ورفع كفاءته، ما يسهم في تحسين مخرجات التعليم ويؤهل الطلاب للتعامل مع التحديات المستقبلية.
مشاركة الطلبة بالانشطة "التفاعلية" تسهم بتحسين تجربة التعلم
وفي هذا السياق، أكد الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، أن الأنظمة التعليمية المتقدمة تعليميا تستخدم إستراتيجيات وأدوات ووسائل متعددة لأشراك الطلبة في جميع عمليات التعلم،لافتا إلى أن إستراتيجيات التدريس التي تعتمد توظيف أسلوب الأنشطة التعليمية التفاعلية في عملية تعليم وتعلم الطلبة هي إحدى هذه الوسائل والمدخل لتحسين تعلمهم وتجويد النظام التعليمي.
وبين أبوغزلة أن التعلم والتعليم التفاعلي القائم على توظيف الأنشطة التفاعلية التعليمية هو نهج تعليمي متمركز حول الطالب واشراكه في عمليات التعلم بشكل فعال مع المادة الدراسية عبر الأنشطة العملية والمناقشات التي يشترك بها الطالب حول المفاهيم والمهارات المطروحة للتعلم أو الاتجاهات المراد اكسابها له، وذلك لضمان تفاعله معها وتطبيقها في سياقات واقعية بدلا من أن يكون ملتق لها فقط في بيئات التعلم.
وأوضح أن الأنشطة التعليمية التفاعلية على اختلاف أهدافها وطبيعية الفئة المستهدفة وسياقاها وأنواعها واشكالها ومدتها الزمنية وإجراءات تنفيذها سواء اكانت نقاشات جماعية حول المشكلات التي تحتاج لحلول عملية، أو الأعمال البحثية الجماعية، والأعمال التعاونية، والألعاب التعليمية، والتجارب العملية، والمحاكاة، أو حتى التقنية التي تستخدم الوسائط المتعددة، والأنشطة الحركية الجماعية، والأعمال والاختبارات التقييمية الجماعية أوغيرها تعد من أساليب التدريس الفعالة المعتمدة على الأنشطة التعليمية التفاعلية، والتي يمكن أن يستخدم فيها المعلم محفزات التفاعل لتشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة التفاعلية التي تتيح لهم التفاعل مع المادة التي سوف يدرسونها بشكل مباشر.
وأشار أبوغزلة إلى أن مشاركة الطلبة بالانشطة التعلمية التفاعلية تسهم بشكل كبير في تحسين تجربة التعلم لديهم، وتعزز من مشاركتهم الفعالة في عملية التعلم وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات عندما يكونون في قلب عملية التعلم أثناء العمل على المهمات التعليمية والمشاركة في مناقشات حية حولها،لافتا إلى أن هذا من شأنه أن يشعرهم بزيادة في الدافعية والرغبة في التعلم إلى جانب المهارات التي سيكتسبونها في تطوير مهارات التعاون والعمل الجماعي لديهم، وفي كيفية التفاعل مع بعضهم البعض، وتبادل الأفكار والمعلومات حولها، ما سيعزز من فهمهم العميق للمفاهيم الدراسية والمهارات عبر التطبيق العملي لها، ويجعل التعلم أكثر متعة وفائدة.
كما أن مشاركتهم في هذه الأنشطة التفاعلية، بحسب أبوغزلة تتيح لهم اكتساب مهارات حياتية مهمة مثل القيادة، التواصل، والابتكار، مما يجعلهم أكثر استعداد للتكيف مع التحديات المستقبلية.
ولفت أبوغزلة لأهمية دور المعلمين في التدريس باستخدام هذا النهج بتوظيف الأنشطة التعليمية التفاعلية باعتباره الدور الأهم، نظرا للمهام التي يقومون بها كموجهين ومحفزين للطلبة بدلا من مجرد ناقلين للمعلومات، بل ويبرز دورهم في الابتكار في تصميم الأنشطة التي تشجع الطلبة على المشاركة الفعالة والتفاعل مع المحتوى الدراسي والتي تقوم على المناقشات الصفية او خارجها، او في الحوارات والمناقشات والتجارب العملية والعلمية التي يقمون بها وهذا من شأنه مساعد الطلبة في تطبيق الأنشطة التعليمية التفاعلية في بيئة التعلم التفاعلية التي يجب ان يوفرها المعلم بالتعاون مع الإدارة المدرسية والمعنيين والتي يجب أن تكون مشجعة وملهمة، بحيث تتيح للطلبة فرصة التفاعل بحرية وأن تكون هذه البيئة مرنة ومفتوحة، تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية وتعزز من قدرتهم على التفكير النقدي كما يجب أن تكون هذه البيئة مزودة بالأدوات والتكنولوجيا الحديثة التي تدعم التفاعل مثل التجهيزات والوسائط التقنية لتسهل عليهم الانخراط في الأنشطة المختلفة.
واضاف أن دور المعلم باستخدامه لهذه الأنشطة التعليمية التفاعلية لا يقتصر في هذه البيئة على التدريس فقط بل يقوم أيضا بمراقبة أداء الطلبة وتوجيههم أثناء ممارستهم الأنشطة، وتقديم الدعم لهم لأن أساليب التقويم التي سيستخدمها تعتمد في جلها على الملاحظة لتفاعل الطلبة مع الأنشطة ومع بعضهم البعض كما انه لا بد من استخدامه التقييم التكويني حيث يمكنه من تقديم ملاحظات فورية للطلبة خلال تنفيذ النشاط، ما يساعدهم على تحسين أدائهم بشكل مستمر.
كما يمكن للمعلمين، بحسب أبوغزلة أن يستخدموا أدوات التقييم المتنوعة مثل الاستبيانات، التقييم الذاتي، والتقييم بين الأقران لمراجعة مدى تحقيق الأهداف التعليمية وعبر هذه الأساليب التفاعلية يستطيع المعلمون الحصول على صورة شاملة ودقيقة عن مستوى فهم الطلبة، ويتيح للمعلمين تعديل استراتيجيات التدريس بشكل أكثر فعالية لتلبية احتياجاتهم وتعزيز تعلمهم، ومهارات التعاون والتواصل بينهم، ويزيد من تفاعلهم ومشاركتهم لإيجاد تجربة تعلم غنية وفعالة للطلبة، وهذا من شأنه أيضا التسهيل على المعلمين أيضا تقديم الملاحظات البناءة التي تدعم تطور الطلبة وتحفزهم على تحسين أدائهم وتحسين فعالية التعلم لديهم، وتحقيق نتائج تعليمية أفضل وبالتالي تحسين جودة النظام التعليمي بشكل عام.
وبين أبوغزلة أن على القائمين على النظام التربوي دور أساسي ومحوري في تبني تدريس المحتوى التعليمي باستخدام الأنشطة التعليمية التفاعلية التعليمية في المدارس عبر تطوير السياسات والإستراتيجيات التدريسية التي تشجع على إدخال الأنشطة التفاعلية في المناهج الدراسية بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج لتكون أكثر تفاعلية وتتماشى مع أساليب التعلم الحديثة التي تركز على مشاركة الطلبة بشكل فعال، كما عليهم توجيه خطط التدريب والتمكين للمعلمين، وتوفير الإطار النظري اللازم لهم في هذا المجال والمتوافق مع الأطر التقييمية والتقنية لضمان تطبيقها بالشكل السليم، وتوجيه وحدات المساءلة التربوية أو الأجهزة المعنية لديها في إدارة الاشراف والتدريب لمتابعة التنفيذ السليم لها.
بالاضافة للعمل على توفير الأدوات والموارد التعليمية اللازمة لدعم تطبيق الأنشطة التفاعلية في المدارس مثل: الوسائل التكنولوجية والبرمجيات التعليمية التي تحفز على التفاعل والمشاركة، والدورالأهم هو تفعيل دور جهاز الإشراف التربوي الفني بمتابعة تنفيذ هذه الأنشطة في المدارس عبر الزيارات الميدانية والتقييمات الدورية للتأكد من تطبيقها بشكل سليم.
كما على الإدارات المدرسية، بحسب ابوغزلة العمل على تعزيز وتنفيذ التدريس بالأنشطة التعليمية التفاعلية داخل المدارس فهي المسؤولة عن توفير بيئة تعليمية تشجع على المشاركة الفعالة من الطلبة عبر مساهمتها بالتنسيق مع المعنيين في تجهيز الصفوف وبيئات التعلم لدراسية بالأدوات والوسائل التعليمية الحديثة التي تدعم تطبيق الأنشطة التعليمية التفاعلية وعليها أيضا تنظيم الدورات التدريبية للمعلمين لتعريفهم بأهمية الأنشطة التفاعلية وكيفية تطبيقها بشكل فعال كما عليها تنسيق وتوجيه خطط المعلمين في المدرسة وتوجيهها لتطبيق الأنشطة التفاعلية التعليمية والتربوية المنهجية واعتبارها جزءا أساسيا من هذه الخطط الدراسية، كما عليها العمل على تحفيز المعلمين لاستخدام أساليب تدريس مبتكرة تركز على اشراك الطلبة في عملية التعلم، وأن يكون للإدارة المدرسية دورا في تقييم نتائج الأنشطة التفاعلية عبر ملاحظة تفاعل الطلبة وتحقيق الأهداف التعليمية، وتقديم التغذية الراجعة حولها لمطوري المناهج، وهذا سيساعد في تحسين جودة المناهج والتدريس في المدرسة، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة، وهذا سيصب بشكل كبير في تحسين جودة التعليم وتحويل عملية التعلم إلى تجربة أكثر شمولية وفعالية على مستوى عناصر النظام التعليمي ككل وتحسين جودته، وفق ابوغزلة.
بدوره، قال الخبير التربوي فيصل تايه إن الأنشطة التعليمية التفاعلية تعد أداة تعليمية مبتكرة تسهم بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية وتحسين جودتها.
وبين أن الأنشطة التعليمية التفاعلية أصبحث في عصر التعليم الحديث عنصرا أساسيا لتحقيق تعليم يُلبي احتياجات الاجيال الجديد،لافتا الى التعليم يصبح تجربة مليئة بالحيوية والتشويق، حيث يتم دمج المفاهيم النظرية مع الممارسات العملية، ما يعزز الفهم العميق ويزيد من قدرة الطلبة على تطبيق المعرفة في مواقف حياتية متنوعة.
وأوضح تايه أن تحقيق مستوى عال من المشاركة الطلابية عبر الأنشطة التفاعلية يعد أمرا ضروريا للنجاح الأكاديمي والتميز في مجال التعليم حيث تزيد احتمالية احتفاظ الطلاب بالمعلومات القيمة وتطوير معرفة شاملة ووافية باي موضوع في حال الشعور بأن الدروس التي يتعلمونها مثيرة للاهتمام وممتعة ومفيدة وهادفة ومهمة بالنسبة لهم.
واشار الى ان تحقيق المشاركة الطلابية عبر الأنشطة التعليمية التفاعلية في الغرف الصفية يتطلب استخدام الإستراتيجيات والأنشطة المناسبة، بالإضافة لوجود معلم على قدر من المهارة، مما يؤدي في نهاية المطاف لتحسين مخرجات عملية التعلم وجعل الدروس أكثر قيمة بالنسبة لهم.
وأوضح تايه أن الأنشطة التفاعلية تعتبر أداة قوية لتعزيز التعلم الفعال والمثمر فهي تساعد على تعزيز التفاعل بين الطلبة وزيادة مشاركتهم في العملية التعليمية اضافة لتحفيز الطلبة على التفكير واستخدام مهارات التحليل والتفكير النقدي، كما وتعمل على تعزيز الذاكرة وتعزيز التعلم عن طريق الخبرة والممارسة ومن ثم تعزيز القدرة على التعاون وتحسين مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي، ما يؤدي لتعزيز الاستقلالية والمسؤولية وتحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
كما وان الأنشطة التعليمة التفاعلية تساعد الطلاب على الاحتفاظ بمزيد من المعلومات، والحفاظ على التركيز، وتطوير فهم أعمق للموضوع، كما يشجع التعلم التفاعلي الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات والتعاون مع الآخرين، وهي مهارات مهمة للنجاح في الحياة عبر توفير الفرص للطلاب للتفاعل مع المواد، يمكن للمعلمين خلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية، بحسب تايه.
الأنشطة التفاعلية ركيزة أساسية لبناء منظومة تعليمية فعالة
من جهته، قال الخبير التربوي عايش النوايسة، إن الأنشطة التعليمية التفاعلية تعتبر من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة، تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين حيث تساهم هذه الأنشطة بشكل كبير في رفع مستوى جودة التعليم عبر تعزيز دور المتعلم كمحور رئيس في العملية التعليمية.
واضاف: الأنشطة التفاعلية تشمل المحتوى التعليمي، سواء كانت فردية أو جماعية، ورقية أو رقمية، ما يساعد على تحويل التعليم من مجرد عملية تلقين إلى تجربة تفاعلية تحفز العقل وتنمي المهارات.
وأشار إلى أن هذه الأنشطة تعمل على تعزيز الفهم العميق والاستيعاب عبر التفاعل مع المعلومات، مما يتيح للطلبة اعادة صياغتها وربطها بخبراتهم السابقة، وبالتالي ترسيخ المفاهيم بشكل أكثر ديمومة مقارنة بالتعليم التقليدي، كما تساهم الأنشطة التفاعلية في زيادة دافعية الطلاب نحو التعلم عبر توفير أجواء مشوقة وتحديات محفزة تكسر رتابة الدروس النظرية، مما يحول التعليم إلى تجربة شبه تطبيقية، بحسب النوايسة
وبين ان هذه الأنشطة تعتبر وسيلة فعالة لتنمية مهارات التفكير العليا مثل مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات، وهي مهارات ضرورية لبناء جيل قادر على التعامل مع المتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات كما تعزز من مبدأ التعلم النشط، حيث يصبح الطالب مشاركا فعليا في بناء المعرفة وإنتاجها، بدلا من كونه متلقياً.
ولفت إلى أن الأنشطة التفاعلية تساهم في بناء المهارات الاجتماعية عبر العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب، مما ينمي روح الفريق ويعزز مهارات التواصل والحوار والنقاش البناء لذا، فإن دمج الأنشطة التفاعلية في المحتوى التعليمي ليس مجرد خيار، بل هو خيار تربوي واستراتيجي لتطوير جودة التعليم ورفع كفاءته، ما يسهم في تحسين مخرجات التعليم ويؤهل الطلاب للتعامل مع التحديات المستقبلية.
وبينما تعتمد هذه الانشطة على إشراك الطلبة بطرق مبتكرة تجمع بين التعليم النظري والتطبيق العملي مما يعزز من استيعاب المفاهيم بشكل أعمق إلى جانب خلق بيئة تعلمية ديناميكية تحفز التفكير النقدي وحل المشكلات، أكد خبراء تربويون أن إستراتيجيات التدريس التي تعتمد توظيف أسلوب الأنشطة التعليمية التفاعلية في عملية تعليم وتعلم الطلبة هي إحدى هذه الوسائل والمدخل لتحسين تعلمهم وتجويد النظام التعليمي.
وبينوا في أحاديثهم المنفصلة لـ"الغد"، أن مشاركة الطلبة بالانشطة التعلمية التفاعلية ستسهم بشكل كبير بتحسين تجربة التعلم لديهم، وتعزز من مشاركتهم الفعالة في عملية التعلم وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات عندما يكونون في قلب عملية التعلم أثناء العمل على المهمات التعليمية والمشاركة في مناقشات حية حولها.
ويعتبرون إن دمج الأنشطة التفاعلية في المحتوى التعليمي ليس مجرد خيار، بل هو خيار تربوي وإستراتيجي لتطوير جودة التعليم ورفع كفاءته، ما يسهم في تحسين مخرجات التعليم ويؤهل الطلاب للتعامل مع التحديات المستقبلية.
مشاركة الطلبة بالانشطة "التفاعلية" تسهم بتحسين تجربة التعلم
وفي هذا السياق، أكد الخبير التربوي د. محمد أبو غزلة، أن الأنظمة التعليمية المتقدمة تعليميا تستخدم إستراتيجيات وأدوات ووسائل متعددة لأشراك الطلبة في جميع عمليات التعلم،لافتا إلى أن إستراتيجيات التدريس التي تعتمد توظيف أسلوب الأنشطة التعليمية التفاعلية في عملية تعليم وتعلم الطلبة هي إحدى هذه الوسائل والمدخل لتحسين تعلمهم وتجويد النظام التعليمي.
وبين أبوغزلة أن التعلم والتعليم التفاعلي القائم على توظيف الأنشطة التفاعلية التعليمية هو نهج تعليمي متمركز حول الطالب واشراكه في عمليات التعلم بشكل فعال مع المادة الدراسية عبر الأنشطة العملية والمناقشات التي يشترك بها الطالب حول المفاهيم والمهارات المطروحة للتعلم أو الاتجاهات المراد اكسابها له، وذلك لضمان تفاعله معها وتطبيقها في سياقات واقعية بدلا من أن يكون ملتق لها فقط في بيئات التعلم.
وأوضح أن الأنشطة التعليمية التفاعلية على اختلاف أهدافها وطبيعية الفئة المستهدفة وسياقاها وأنواعها واشكالها ومدتها الزمنية وإجراءات تنفيذها سواء اكانت نقاشات جماعية حول المشكلات التي تحتاج لحلول عملية، أو الأعمال البحثية الجماعية، والأعمال التعاونية، والألعاب التعليمية، والتجارب العملية، والمحاكاة، أو حتى التقنية التي تستخدم الوسائط المتعددة، والأنشطة الحركية الجماعية، والأعمال والاختبارات التقييمية الجماعية أوغيرها تعد من أساليب التدريس الفعالة المعتمدة على الأنشطة التعليمية التفاعلية، والتي يمكن أن يستخدم فيها المعلم محفزات التفاعل لتشجيع الطلبة على المشاركة في الأنشطة التفاعلية التي تتيح لهم التفاعل مع المادة التي سوف يدرسونها بشكل مباشر.
وأشار أبوغزلة إلى أن مشاركة الطلبة بالانشطة التعلمية التفاعلية تسهم بشكل كبير في تحسين تجربة التعلم لديهم، وتعزز من مشاركتهم الفعالة في عملية التعلم وقدرتهم على التفكير النقدي وحل المشكلات عندما يكونون في قلب عملية التعلم أثناء العمل على المهمات التعليمية والمشاركة في مناقشات حية حولها،لافتا إلى أن هذا من شأنه أن يشعرهم بزيادة في الدافعية والرغبة في التعلم إلى جانب المهارات التي سيكتسبونها في تطوير مهارات التعاون والعمل الجماعي لديهم، وفي كيفية التفاعل مع بعضهم البعض، وتبادل الأفكار والمعلومات حولها، ما سيعزز من فهمهم العميق للمفاهيم الدراسية والمهارات عبر التطبيق العملي لها، ويجعل التعلم أكثر متعة وفائدة.
كما أن مشاركتهم في هذه الأنشطة التفاعلية، بحسب أبوغزلة تتيح لهم اكتساب مهارات حياتية مهمة مثل القيادة، التواصل، والابتكار، مما يجعلهم أكثر استعداد للتكيف مع التحديات المستقبلية.
ولفت أبوغزلة لأهمية دور المعلمين في التدريس باستخدام هذا النهج بتوظيف الأنشطة التعليمية التفاعلية باعتباره الدور الأهم، نظرا للمهام التي يقومون بها كموجهين ومحفزين للطلبة بدلا من مجرد ناقلين للمعلومات، بل ويبرز دورهم في الابتكار في تصميم الأنشطة التي تشجع الطلبة على المشاركة الفعالة والتفاعل مع المحتوى الدراسي والتي تقوم على المناقشات الصفية او خارجها، او في الحوارات والمناقشات والتجارب العملية والعلمية التي يقمون بها وهذا من شأنه مساعد الطلبة في تطبيق الأنشطة التعليمية التفاعلية في بيئة التعلم التفاعلية التي يجب ان يوفرها المعلم بالتعاون مع الإدارة المدرسية والمعنيين والتي يجب أن تكون مشجعة وملهمة، بحيث تتيح للطلبة فرصة التفاعل بحرية وأن تكون هذه البيئة مرنة ومفتوحة، تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم وآرائهم بحرية وتعزز من قدرتهم على التفكير النقدي كما يجب أن تكون هذه البيئة مزودة بالأدوات والتكنولوجيا الحديثة التي تدعم التفاعل مثل التجهيزات والوسائط التقنية لتسهل عليهم الانخراط في الأنشطة المختلفة.
واضاف أن دور المعلم باستخدامه لهذه الأنشطة التعليمية التفاعلية لا يقتصر في هذه البيئة على التدريس فقط بل يقوم أيضا بمراقبة أداء الطلبة وتوجيههم أثناء ممارستهم الأنشطة، وتقديم الدعم لهم لأن أساليب التقويم التي سيستخدمها تعتمد في جلها على الملاحظة لتفاعل الطلبة مع الأنشطة ومع بعضهم البعض كما انه لا بد من استخدامه التقييم التكويني حيث يمكنه من تقديم ملاحظات فورية للطلبة خلال تنفيذ النشاط، ما يساعدهم على تحسين أدائهم بشكل مستمر.
كما يمكن للمعلمين، بحسب أبوغزلة أن يستخدموا أدوات التقييم المتنوعة مثل الاستبيانات، التقييم الذاتي، والتقييم بين الأقران لمراجعة مدى تحقيق الأهداف التعليمية وعبر هذه الأساليب التفاعلية يستطيع المعلمون الحصول على صورة شاملة ودقيقة عن مستوى فهم الطلبة، ويتيح للمعلمين تعديل استراتيجيات التدريس بشكل أكثر فعالية لتلبية احتياجاتهم وتعزيز تعلمهم، ومهارات التعاون والتواصل بينهم، ويزيد من تفاعلهم ومشاركتهم لإيجاد تجربة تعلم غنية وفعالة للطلبة، وهذا من شأنه أيضا التسهيل على المعلمين أيضا تقديم الملاحظات البناءة التي تدعم تطور الطلبة وتحفزهم على تحسين أدائهم وتحسين فعالية التعلم لديهم، وتحقيق نتائج تعليمية أفضل وبالتالي تحسين جودة النظام التعليمي بشكل عام.
وبين أبوغزلة أن على القائمين على النظام التربوي دور أساسي ومحوري في تبني تدريس المحتوى التعليمي باستخدام الأنشطة التعليمية التفاعلية التعليمية في المدارس عبر تطوير السياسات والإستراتيجيات التدريسية التي تشجع على إدخال الأنشطة التفاعلية في المناهج الدراسية بالتعاون مع المركز الوطني للمناهج لتكون أكثر تفاعلية وتتماشى مع أساليب التعلم الحديثة التي تركز على مشاركة الطلبة بشكل فعال، كما عليهم توجيه خطط التدريب والتمكين للمعلمين، وتوفير الإطار النظري اللازم لهم في هذا المجال والمتوافق مع الأطر التقييمية والتقنية لضمان تطبيقها بالشكل السليم، وتوجيه وحدات المساءلة التربوية أو الأجهزة المعنية لديها في إدارة الاشراف والتدريب لمتابعة التنفيذ السليم لها.
بالاضافة للعمل على توفير الأدوات والموارد التعليمية اللازمة لدعم تطبيق الأنشطة التفاعلية في المدارس مثل: الوسائل التكنولوجية والبرمجيات التعليمية التي تحفز على التفاعل والمشاركة، والدورالأهم هو تفعيل دور جهاز الإشراف التربوي الفني بمتابعة تنفيذ هذه الأنشطة في المدارس عبر الزيارات الميدانية والتقييمات الدورية للتأكد من تطبيقها بشكل سليم.
كما على الإدارات المدرسية، بحسب ابوغزلة العمل على تعزيز وتنفيذ التدريس بالأنشطة التعليمية التفاعلية داخل المدارس فهي المسؤولة عن توفير بيئة تعليمية تشجع على المشاركة الفعالة من الطلبة عبر مساهمتها بالتنسيق مع المعنيين في تجهيز الصفوف وبيئات التعلم لدراسية بالأدوات والوسائل التعليمية الحديثة التي تدعم تطبيق الأنشطة التعليمية التفاعلية وعليها أيضا تنظيم الدورات التدريبية للمعلمين لتعريفهم بأهمية الأنشطة التفاعلية وكيفية تطبيقها بشكل فعال كما عليها تنسيق وتوجيه خطط المعلمين في المدرسة وتوجيهها لتطبيق الأنشطة التفاعلية التعليمية والتربوية المنهجية واعتبارها جزءا أساسيا من هذه الخطط الدراسية، كما عليها العمل على تحفيز المعلمين لاستخدام أساليب تدريس مبتكرة تركز على اشراك الطلبة في عملية التعلم، وأن يكون للإدارة المدرسية دورا في تقييم نتائج الأنشطة التفاعلية عبر ملاحظة تفاعل الطلبة وتحقيق الأهداف التعليمية، وتقديم التغذية الراجعة حولها لمطوري المناهج، وهذا سيساعد في تحسين جودة المناهج والتدريس في المدرسة، وتحقيق نتائج تعليمية متميزة، وهذا سيصب بشكل كبير في تحسين جودة التعليم وتحويل عملية التعلم إلى تجربة أكثر شمولية وفعالية على مستوى عناصر النظام التعليمي ككل وتحسين جودته، وفق ابوغزلة.
بدوره، قال الخبير التربوي فيصل تايه إن الأنشطة التعليمية التفاعلية تعد أداة تعليمية مبتكرة تسهم بشكل كبير في تطوير العملية التعليمية وتحسين جودتها.
وبين أن الأنشطة التعليمية التفاعلية أصبحث في عصر التعليم الحديث عنصرا أساسيا لتحقيق تعليم يُلبي احتياجات الاجيال الجديد،لافتا الى التعليم يصبح تجربة مليئة بالحيوية والتشويق، حيث يتم دمج المفاهيم النظرية مع الممارسات العملية، ما يعزز الفهم العميق ويزيد من قدرة الطلبة على تطبيق المعرفة في مواقف حياتية متنوعة.
وأوضح تايه أن تحقيق مستوى عال من المشاركة الطلابية عبر الأنشطة التفاعلية يعد أمرا ضروريا للنجاح الأكاديمي والتميز في مجال التعليم حيث تزيد احتمالية احتفاظ الطلاب بالمعلومات القيمة وتطوير معرفة شاملة ووافية باي موضوع في حال الشعور بأن الدروس التي يتعلمونها مثيرة للاهتمام وممتعة ومفيدة وهادفة ومهمة بالنسبة لهم.
واشار الى ان تحقيق المشاركة الطلابية عبر الأنشطة التعليمية التفاعلية في الغرف الصفية يتطلب استخدام الإستراتيجيات والأنشطة المناسبة، بالإضافة لوجود معلم على قدر من المهارة، مما يؤدي في نهاية المطاف لتحسين مخرجات عملية التعلم وجعل الدروس أكثر قيمة بالنسبة لهم.
وأوضح تايه أن الأنشطة التفاعلية تعتبر أداة قوية لتعزيز التعلم الفعال والمثمر فهي تساعد على تعزيز التفاعل بين الطلبة وزيادة مشاركتهم في العملية التعليمية اضافة لتحفيز الطلبة على التفكير واستخدام مهارات التحليل والتفكير النقدي، كما وتعمل على تعزيز الذاكرة وتعزيز التعلم عن طريق الخبرة والممارسة ومن ثم تعزيز القدرة على التعاون وتحسين مهارات الاتصال والتفاعل الاجتماعي، ما يؤدي لتعزيز الاستقلالية والمسؤولية وتحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية.
كما وان الأنشطة التعليمة التفاعلية تساعد الطلاب على الاحتفاظ بمزيد من المعلومات، والحفاظ على التركيز، وتطوير فهم أعمق للموضوع، كما يشجع التعلم التفاعلي الطلاب على التفكير النقدي وحل المشكلات والتعاون مع الآخرين، وهي مهارات مهمة للنجاح في الحياة عبر توفير الفرص للطلاب للتفاعل مع المواد، يمكن للمعلمين خلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية وفعالية، بحسب تايه.
الأنشطة التفاعلية ركيزة أساسية لبناء منظومة تعليمية فعالة
من جهته، قال الخبير التربوي عايش النوايسة، إن الأنشطة التعليمية التفاعلية تعتبر من الركائز الأساسية في بناء منظومة تعليمية فعالة، تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين حيث تساهم هذه الأنشطة بشكل كبير في رفع مستوى جودة التعليم عبر تعزيز دور المتعلم كمحور رئيس في العملية التعليمية.
واضاف: الأنشطة التفاعلية تشمل المحتوى التعليمي، سواء كانت فردية أو جماعية، ورقية أو رقمية، ما يساعد على تحويل التعليم من مجرد عملية تلقين إلى تجربة تفاعلية تحفز العقل وتنمي المهارات.
وأشار إلى أن هذه الأنشطة تعمل على تعزيز الفهم العميق والاستيعاب عبر التفاعل مع المعلومات، مما يتيح للطلبة اعادة صياغتها وربطها بخبراتهم السابقة، وبالتالي ترسيخ المفاهيم بشكل أكثر ديمومة مقارنة بالتعليم التقليدي، كما تساهم الأنشطة التفاعلية في زيادة دافعية الطلاب نحو التعلم عبر توفير أجواء مشوقة وتحديات محفزة تكسر رتابة الدروس النظرية، مما يحول التعليم إلى تجربة شبه تطبيقية، بحسب النوايسة
وبين ان هذه الأنشطة تعتبر وسيلة فعالة لتنمية مهارات التفكير العليا مثل مهارات التحليل والتقييم وحل المشكلات، وهي مهارات ضرورية لبناء جيل قادر على التعامل مع المتغيرات المتسارعة في مختلف المجالات كما تعزز من مبدأ التعلم النشط، حيث يصبح الطالب مشاركا فعليا في بناء المعرفة وإنتاجها، بدلا من كونه متلقياً.
ولفت إلى أن الأنشطة التفاعلية تساهم في بناء المهارات الاجتماعية عبر العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب، مما ينمي روح الفريق ويعزز مهارات التواصل والحوار والنقاش البناء لذا، فإن دمج الأنشطة التفاعلية في المحتوى التعليمي ليس مجرد خيار، بل هو خيار تربوي واستراتيجي لتطوير جودة التعليم ورفع كفاءته، ما يسهم في تحسين مخرجات التعليم ويؤهل الطلاب للتعامل مع التحديات المستقبلية.
0 تعليق