تاريخ العلاقات المصرية الإندونيسية… شراكة متجذرة وتعاون متنامٍ

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

 

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، حيث يتباحث الزعيمان حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، كما يتناولان تطورات الأوضاع الإقليمية وسبل إستعادة الإستقرار بالشرق الأوسط.

الأمر الذي جعل الكثيرون يبحثون عن تاريخ العلاقات بين البلدين، لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل في ذلك التقرير.

العلاقات المصرية الإندونيسية

تُعد العلاقات المصرية الإندونيسية واحدة من أقدم وأقوى علاقات الصداقة والتعاون بين دولتين مسلمتين في العالم، حيث تمتد جذورها إلى ما قبل استقلال إندونيسيا، واستمرت في التطور لتشمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.

دعم مبكر للاستقلال الإندونيسي

بدأت العلاقات بين مصر وإندونيسيا رسميًا في عام 1947، حين كانت مصر أول دولة تعترف باستقلال إندونيسيا عن الاحتلال الهولندي، في خطوة تاريخية حظيت بتقدير كبير من الشعب الإندونيسي. وقد لعبت القاهرة دورًا مهمًا في حشد الدعم العربي والدولي لصالح القضية الإندونيسية في المحافل الدولية، ما جعل من مصر شريكًا استراتيجيًا في ولادة الدولة الإندونيسية الحديثة.

تحالف تاريخي في حركة عدم الانحياز

مع نشأة حركة عدم الانحياز في خمسينيات القرن الماضي، تعززت العلاقات الثنائية بين القاهرة وجاكرتا، حيث كان الزعيمان الراحلان جمال عبد الناصر وسوكارنو من أبرز مؤسسي هذه الحركة التي تبنت مبادئ الاستقلال الوطني والسيادة ورفض الهيمنة الأجنبية. وقد تبادلت العاصمتان الزيارات الرسمية والدعم السياسي في مناسبات عديدة، وشكلتا نموذجًا للتعاون بين دول الجنوب.

تعاون اقتصادي متزايد

شهدت العلاقات الاقتصادية تطورًا كبيرًا خلال العقود الأخيرة، حيث وقعت مصر وإندونيسيا عدة اتفاقيات لتعزيز التبادل التجاري والاستثمار المشترك. وتعد إندونيسيا واحدة من أبرز الشركاء التجاريين لمصر في جنوب شرق آسيا، لا سيما في مجالات زيت النخيل والورق والمنسوجات، بينما تصدر مصر لإندونيسيا منتجات كيميائية وسلع زراعية.

تقارب ثقافي وتعليمي

على الصعيد الثقافي، تستقبل الجامعات والمعاهد الأزهرية مئات الطلاب الإندونيسيين سنويًا، حيث يحتل الأزهر الشريف مكانة خاصة في قلوب الإندونيسيين. كما تنظم السفارتان فعاليات ثقافية وفنية مشتركة، من بينها أسابيع أفلام، ومعارض، وندوات فكرية تعزز التفاهم بين الشعبين.

آفاق جديدة للتعاون

تسعى القاهرة وجاكرتا حاليًا إلى تطوير التعاون في مجالات جديدة، مثل الطاقة المتجددة، والأمن الغذائي، والسياحة، والتكنولوجيا، في ظل تنامي الأهمية الجيوسياسية لكل من مصر وإندونيسيا في محيطيهما الإقليميين.

وتؤكد اللقاءات المتكررة بين قيادتي البلدين، وآخرها زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى مصر، متانة العلاقات واستعداد الجانبين لدفعها نحو آفاق أرحب، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين ويعزز من فرص التعاون بين دول العالم الإسلامي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق