تداعيات مفاوضات باكو الأذرية على سوريا

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أبريل 12, 2025 6:18 م

حازم عياد

حازم عياد

لم يمنع انخراط الحكومة التركية في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي في باكو عاصمة أذربيجان من منع طائرة الوفد الإسرائيلي الذي يترأسه تساحي هنغبي مستشار الأمن القومي في حكومة نتنياهو من التحليق في أجوائها، ما اضطرها إلى اتخاذ مسار أطول نحو العاصمة الأذرية باكو للقاء الوفد التركي.


المفاوضات انطلقت في باكو الأربعاء بضغط من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي التقى رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو الأسبوع الفائت حيث دعاه إلى ضرورة إنهاء التوتر مع تركيا مؤكداً على أنه يمتلك علاقة وثيقة بالرئيس التركي طيب رجب أردوغان.


خفض التوتر بين الكيان الإسرائيلي وتركيا حاجة ومطلب أمريكي في ظل عملية إعادة التموضع التي يجريها ترامب في سوريا لوجوده العسكري بعيد اتفاق قوات (قسد) المدعومة أمريكياً مع حكومة دمشق، أفضى إلى انسحاب جزء كبير من القوات الأمريكية في سوريا نحو العراق.


عملية إعادة التموضع جاءت بالتزامن مع مخاطر الاشتباك المرهق سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً في العراق والبحر الأحمر حيث انغمست الولايات المتحدة في مواجهة الأعنف لها منذ حرب أفغانستان مع حركة أنصار الله الحوثية في اليمن بالتزامن مع تهديد بالتصعيد مع إيران في حال لم تتعاطَ بإيجابية مع مفاوضات الملف النووي والتسليح الباليستي التي حرصت عليها إدارة ترامب في مسقط عاصمة سلطنة عُمان.


آخر ما تريده واشنطن وإدارة ترامب إضافة خصومة وجبهة جديدة للجبهات المشتعلة في الإقليم، والتي يمكن أن تهدد بإعاقة استراتيجيتها في المنطقة بإفقادها الزخم والفاعلية، وهو توجّه يُتوقع أن تستفيد منه حكومة دمشق التي يقودها الرئيس السوري أحمد الشرع، فالاتفاق التركي مع الاحتلال الإسرائيلي يُجنب سوريا الجديدة تقديم تنازلات أو التزامات تجاه الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة، إذ سيتعامل مع نتائج التوافقات التركية مع الكيان الإسرائيلي أو بالأحرى سيختبئ ويقف خلفها دون أن يضطر للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي وابتزازه، الأمر الذي جهد الاحتلال غير مرة محاولة فرضه على الإدارة الجديدة في دمشق.


قدرة تركيا على تحييد عمليات سلاح جو الاحتلال ستكون الثمرة المباشرة لهذه التوافقات، وهو الأمر الذي سيسمح بتعزيز الدفاعات السورية وممارسة مزيد من الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من جنوب سوريا.


لا يُتوقع أن يتم استنساخ النموذج الروسي في التعامل مع الأجواء السورية لاختلاف البيئة السياسية والأمنية في سوريا بعيد انسحاب إيران وحزب الله والميليشيا التي تتبع لفصائل عراقية وأجنبية طالما ادعى الكيان الإسرائيلي أنها تمثل تهديداً له.


الجلوس على طاولة المفاوضات مع تركيا كان آخر ما يرغب به الاحتلال الإسرائيلي، فهو يخوض مفاوضات مع الطرف الإقليمي القوي وبضغط من حليفه الأمريكي وأحد شركائه الاقتصاديين والسياسيين ممثل بأذربيجان، ما جعله محاصراً على نحو غير مريح في هذه المفاوضات التي أكدت تركيا على سقوفها بتشديد المتحدث باسم المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع التركية زكي آق تورك، الخميس الفائت ضرورة أن توقف “إسرائيل” فوراً “هجماتها الاستفزازية” التي تهدف المساس بوحدة أراضي سوريا وزعزعة أمنها واستقرارها، ووجوب أن تتخلى إسرائيل عن سلوكها “التوسعي والاحتلالي” من أجل إرساء الأمن الإقليمي، مستدركاً بالقول: “لا يمكننا أن نشاهد تعرض سوريا مرة أخرى لاضطرابات داخلية أو عمليات أو استفزازات من شأنها أن تهدد الأمن القومي التركي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق