د. ليلى العالي: ابتكارات جديدة ستُعيد تشكّيل عالم الطب في عام 2025

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
د. ليلى العالي

اكتشاف الأدوية يدخل حقبةً تحوليةً بفهم أعمق للبشر

قالت صيدلاني إكلينيكي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. ليلى العالي إن الطب يشهد في العام الحالي 2025 تحولًا ملحوظًا نحو الطب الدقيق والشخصي، مع ابتكاراتٍ في مجالات علاجية متعددة تُبشر بإعادة تعريف كيفية علاج الأمراض، فيما يدخل عالم اكتشاف الأدوية حقبةً تحوليةً، مدفوعةً بالعلوم المتطورة والتقنيات الرقمية وفهمٍ أعمق للبيولوجيا البشرية.

وأضافت د. العالي أن "من أبرز التطورات الرائدة استخدام علاجات تحرير الجينات القائمة على تقنية كريسبر، إذ إن هذه الأدوية، التي كانت في السابق مفهومًا يقتصر على المختبرات، تدخل الآن حيز التطبيق السريري، ومن بينها العلاجات التي تستهدف مرض فقر الدم المنجلي وبيتا ثلاسيميا، حيث تقدم علاجاتٍ محتملةً عن طريق تصحيح الطفرات الجينية على مستوى الحمض النووي، ما يُمثل خطوةً مهمةً إلى الأمام في علاج الاضطرابات الوراثية".

ووفقاً لـ د. ليلى العالي فإن "الباحثين يطورون علاجات قائمة على الحمض النووي الريبوزي المرسال لمجموعة واسعة من الأمراض، بما في ذلك السرطانات(، وأمراض المناعة الذاتية، والاضطرابات الوراثية النادرة.تستطيع هذه الأدوية توجيه الجسم لإنتاج بروتينات علاجية، مما يُوفّر استجابة أسرع وأكثر تكيفاً للمرض".

وفيما يخص علم الأورام، أوضحت د. العالي أن "المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية المُوجّهة تكتسب اهتماماً متزايداً لدقتها في إيصال الحمولات الإشعاعية مباشرةً إلى الخلايا السرطانية، مما يُقلّل من تلف الأنسجة السليمة، فيما تمثل البروتاك فئة جديدة من الأدوية تُزيل البروتينات المُسببة للأمراض بدلًا من مُجرّد تثبيطها. وقد فتح هذا آفاقًا جديدة في علاج أنواع السرطان التي كانت تُعتبر سابقًا غير قابلة للعلاج".

وبحسب عضو جمعية أصدقاء الصحة: "لا تزال أبحاث الأمراض المعدية تُمثل أولويةً، مع السعي نحو تطوير مضادات فيروسية واسعة الطيف قادرة على الحماية من الأوبئة المستقبلية، وتُختبر أدويةٌ جديدةٌ قائمةٌ على الأجسام النانوية، وهي أصغر حجماً وأكثر استقراراً من الأجسام المضادة التقليدية، لاختبار إمكاناتها في كلٍّ من الأمراض المعدية وأمراض المناعة الذاتية".

وضربت د. العالي مثالاً على التقدم في مجال الأمراض العصبية التنكسية، وخاصةً مرض الزهايمر "حيث تستهدف أدويةٌ مثل ليكانيماب ودونانيماب لويحات بيتا أميلويد، بهدف إبطاء التدهور المعرفي. ورغم أنها ليست علاجاتٍ شافية، إلا أنها تُمثل أول علاجاتٍ حقيقيةٍ مُعدّلةٍ للمرض منذ عقود".

وتقول د. العالي إن "التكنولوجيا تعيد صياغة عملية توصيل الأدوية أيضًا.تدخل الحبوب الرقمية - وهي كبسولات ذكية تراقب التزام المرضى بالعلاج، وتُرسل البيانات إلى مُقدمي الرعاية الصحية. يهدف هذا الابتكار إلى تحسين النتائج في إدارة الأمراض المزمنة من خلال ضمان تناول المرضى للأدوية بشكل صحيح وفي الوقت المُحدد".

وبحسب د. العالي: "يُعدّ الميكروبيوم البشري مجالًا آخر مثيرًا للاهتمام. تهدف العلاجات الجديدة إلى استعادة بكتيريا الأمعاء أو تعديلها لتحسين النتائج الصحية في حالات تتراوح من الاضطرابات الأيضية إلى الأمراض الالتهابية".

وخلصت إلى القول: "تُظهر هذه الابتكارات المتنوعة تحولًا أوسع في المشهد الدوائي .فبدلاً من اتباع نهج واحد يناسب الجميع، يتجه تطوير الأدوية إلى علاجات مُصممة خصيصًا تُراعي العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة. ومع استمرار تقاطع العلم والتكنولوجيا، أصبح الوعد بعلاجات أكثر أماناً وفعالية وشخصية حقيقة واقعة، مما يُعيد تعريف مستقبل الطب".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق