قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن المقترح الذي طرحه الدكتور أسامة الغزالي حرب بشأن إعادة الألقاب المدنية مثل "بك" و"باشا" ليس فقط يتعارض صراحة مع نص المادة 26 من الدستور المصري، والتي تنص بوضوح على حظر إنشاء الرتب المدنية، وإنما يتناقض كذلك مع روح الدولة المدنية الحديثة التي نسعى جميعا لترسيخها.
وأوضح فرحات، في تصريح خاص البوابة، اليوم أن فلسفة الدستور المصري تنطلق من قيم المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين، ولا تحتمل أي عودة لمظاهر التمييز الطبقي أو الرمزي، التي ارتبطت في أذهان المصريين بعصور ما قبل الجمهورية مشيرا إلى أن منح ألقاب مثل "باشا" و"بك" حتى لو كان لمن قدموا إسهامات متميزة في مجالات مختلفة، يفتح الباب من جديد لتصنيفات اجتماعية نخبوية تتنافى مع مبادئ المواطنة والانتماء الوطني.
وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن مصر لديها منظومة راسخة من التكريمات الرسمية التي تمنح وفقا لضوابط ومعايير دقيقة، مثل قلادة النيل، ووسام الجمهورية، ووسام العلوم والفنون، وهذه الأوسمة كافية لتكريم المتميزين في مختلف المجالات دون الحاجة للعودة إلى ألقاب ارتبطت تاريخيا بمكانة اجتماعية نخبوية وحقبة إقطاعية طويت صفحتها مع إعلان الجمهورية.
وتساءل الدكتور رضا فرحات عن مغزى قصر الترشيحات المقترحة من الدكتور غزالي للحصول على هذه الألقاب على رجال الأعمال فقط، مؤكدا أن الإبداع والتميز لا يقتصر على الثروة، بل يمتد إلى العلماء والأدباء والأطباء والمعلمين والمخترعين، بل وربما إلى الجنود المجهولين الذين لا يظهرون في المشهد الإعلامي، لكنهم يقدمون خدمات جليلة للوطن.
وأشار إلى أن مثل هذه الدعوات قد تكون حسن النية من أصحابها، لكنها تفتح جراحا اجتماعية نحن في غنى عنها، وتخلق حالة من الالتباس بين ما هو رمزي وتكريم وبين ما هو طبقي وتفاخري داعيا إلى التركيز على تطوير منظومة التكريم الوطنية وتوسيع نطاقها لتشمل المزيد من الفئات المكافحة، بدلًا من إحياء ألقاب تجاوزها الزمن والدستور.
0 تعليق