24 ساعة في دلهي.. يوم مثالي للسياح

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالنسبة للعديد من السياح القادمين من خارج الهند، فإن شبكة المواصلات تُعدّ من أبرز مميزات العاصمة دلهي. ويحط الزائر في مطارها الدولي الكبير، ثم يتجه مباشرةً إلى محطة القطار المركزية المزدحمة ليركب أسرع قطار يأخذه وسط مناظر راجستان الصحراوية الساحرة، أو تاج محلّ الشهير في أغرا، أو فاراناسي الصاخبة والخلابة.

والعاصمة الهندية أكثر من مجرد نقطة انطلاق سياحية لذلك يوصى بتخصيص الوقت الكافي للتجول في أسواقها الشعبية الشهيرة ومعالمها الآسرة.

وتجدر الإشارة إلى أن أحد المخاوف القديمة بشأن دلهي، وهي صعوبة التنقل في المدينة، أصبحت الآن أقل صعوبة من أي وقت مضى، حيث قرب المترو المسافات بين الضواحي كما أن المركبات التي تُطلب عبر التطبيقات توفر بديلاً سهلاً لسيارات الأجرة وعربات الركشة.

وأفضل وقت في العام لاستكشاف دلهي يكون في الفترة من أكتوبر إلى مارس. وفي التالي برنامج رحلة مثالي ليوم واحد يناسب من يسافر إلى هناك في زيارة قصيرة.

الإفطار في دلهي القديمة

لا بداية ليوم أفضل من تناول وجبة صحية في أزقة شاندني تشوك، سواءً بالانضمام إلى جولة أو منفرداً. وتُعد هذه المنطقة النابضة بالحياة ملاذاً شهيراً لأطعمة الشوارع، حيث تُقدّم كل شيء بدءاً من خبز البراتا المحشوّ والمغطّى بالسمن في بارانثي والي غالي (زقاق البراتا) وصولاً إلى شطائر الفاكهة الطازجة في بازار تشاوري.

ويتوافر حساء اللحوم الطازج في حاجي شبرتي نهاري والي (جنوب مسجد جامع)، والبيدمي بوري (خبز منفوخ محشو بالعدس) وحلوى ناغوري (خبز منفوخ مع بودنغ اللوز) في حلويات شيام في بازار تشاوري، وهي من الأطباق المفضلة بوجبة الإفطار. ومن الأطباق التقليدية الشهيرة الحمص مع الخبز المقلي. وهناك مطعم يقع بأحد القصور القديمة يقدم شاياً فاخراً.

جولة صباحية

الذهاب مبكراً إلى مدينة شاهجهان آباد القديمة يمنح بدايةً جيدةً لزيارة المعالم السياحية البارزة من دون زحام. ويمكن البدء من سوردوارا سيسغانج ثم التجول بين الأسواق الصاخبة، وصولاً إلى المسجد الجامع الأنيق الذي بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان، ويُعد هذا المسجد من أكبر وأفخم المساجد في الهند.

والمحطة التالية هي القلعة الحمراء الأسطورية التي سكنها المغول لما يقرب من قرنين من الزمان، وهي اليوم موقع تراث عالمي لا غنى عن زيارته. واستغرق بناء الحصن عشر سنوات، وعند اكتماله قيل إن ساحاته الداخلية أشبه بجنة على الأرض. وتساعد جولة الدليل الصوتي في الحصن على إضفاء لمسة حيوية على هذا المعلم التاريخي.

غداء مريح

التجول عبر هذا الكم الهائل من التاريخ يجعل الزائر يشعر بالجوع، وهنا يمكنه أخذ سيارة أجرة في رحلة مدتها 20 دقيقة إلى ساحة كونوت التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية بعمارتها الجورجية الرائعة وعلمها الوطني الذي يرفرف في الحديقة المركزية.

وهناك، ومع تنوع المطاعم القديمة وسلاسل مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي، سيجد الزائر خيارات واسعة مثل مأكولات شمال الهند في مطعم تراثي له قائمة طعام لم تتغير كثيراً منذ أربعينات القرن الماضي.

ولتجربة طعام تاميلي أصيل، تتوافر أماكن تقدم بعضاً منه، ولتناول وجبة سريعة يمكن طلب سندويشات وفطائر وكباب شامي مميزة.

عشاء متنوع

بعد تلك الجولة وقضاء يومٌ حافلٌ في الهواء الطلق يمكن أخذ استراحةً في محيط فاخر لاختتام اليوم، وتوجد على مقربة بعض المطاعم تقدم أطباقاً من شمال وشمال غرب البلاد كما تتوافر الأطعمة العصرية مثل الأطعمة الفرنسية أو الإيطالية.

وفي مهراولي توجد مطاعم تقدم أطعمة دول البحر المتوسط، وفي حالة كان الطقس جيداً، يمكن تناول الطعام تحت أشجار البانيان أو التوجه إلى مطعم آخر شهير هناك يقدم الطعام بجوار قطب منار، وهو برج مهيب مليء بالسحب تم بناؤه بالقرن الثاني عشر، ويكتسب هذا النصب التذكاري أهميته من كونه رمزاً لتاريخ الهند الثقافي والديني الغني وحكم الإمبراطورية المغولية. فهو تحفة معمارية وأحد أقدم المعالم الأثرية الباقية بالهند، ويجسد مزيجاً فريداً من العمارة الإسلامية والهندوسية.

تسوق مسائي

للتخلص من التخمة بعد تناول الغداء يمكن التجول في جانباث، أشهر شوارع التسوق في دلهي.

شراء الهدايا التذكارية دون عناء يكون بالتسوّق باختيار الحرف اليدوية التقليدية من جميع أنحاء الهند في «كوتيدج إندستريز إمبوريوم» ثم التوجّه إلى سوق خان لشراء الملابس القطنية التقليدية وإكسسوارات المنزل.

وبعد ذلك قضاء وقت هادئ بحديقة لودي العامة، الأكثر زيارة في دلهي. واليوم تساعد هذه الحدائق الخصبة في حماية أكثر من 100 نوع من الأشجار و50 نوعاً من الطيور والفراشات، وعدد من الآثار المغولية الرائعة التي يعود تاريخها إلى القرن ال15.

 

 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق