أصبحت سباقات «الفورمولا 1» من أكثر الرياضات شعبية في مملكة البحرين، فالمملكة تُعدّ إحدى أهم الوجهات العالمية في سباق السرعة منذ استضافة أول سباق في عام 2004، فمنذ ذلك الوقت وجماهير السرعة يحرصون على زيارة المملكة لمشاهدة أشهر رياضات سباق السيارات في العالم.
يُسهم سباق «الفورمولا 1» في تعزيز الثقافة المحلية وهوية الوطن وتاريخه العريق، لذلك فإن مثل هذه السباقات ليست مجرد حدث رياضي، بل منصة لتعزيز الثقافة والسياحة والهوية الوطنية، وما يعكس ذلك من اعتزاز المواطن والمجتمع البحريني من سباق «الفورمولا1»، وما تحرزه المملكة من تقدّم في مختلف المجالات منها في مجال الرياضة وقدرتها على استضافة حدث عالمي تبرز فيها جاذبيتها في السياحة والثقافة والتواصل بين الثقافات وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، وهذا ما يلتمسه الزائر من استقرار مجتمعي نابع من تكاتف الجميع في تحقيق قيم السلام ونشره للشعوب الأخرى.
بمنظور شامل، يحقّق سباق «الفورمولا 1» العديد من الأهداف بجانب التنافس الرياضي، فهو وسيلة لجذب السياحة مما يدعم الاقتصاد المحلي ويوفر تجربة نوعية للترفيه من خلال أجواء مليئة بالحماس والتشويق، لذلك ترتبط السياحة و«الفورمولا 1» بعلاقة عكسية، فنجاح بطولة «الفورمولا 1» يعني نجاح السياحة والعكس، لما تتمتع المملكة به من مقومات سياحية عديدة طبيعية وحضارية وتاريخية تجذب جماهير سباقات السرعة لزيارة البحرين حيث الأجواء الفريدة المُفعمة بالترحيب وحُسن الضيافة لكافة الشعوب من مختلف دول العالم التي تقطع مسافات طويلة لزيارة البحرين لحضور سباق «الفورمولا 1»، كما أن حرص المنظّمين على هذه الفعالية العالمية على تنوّع الفعاليات المُصاحبة للسباق خلال الثلاثة أيام من السباق يعزّز من تجربة الاستضافة للسياحة ويزيد من مدة الإقامة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية والمعارض وخاصة الفعاليات الشعبية التي تعرّف الزائر بالموروث الشعبي وأهم العادات والتقاليد، كل ذلك يعزّز من التأثير الاقتصادي وزيادة الإيرادات عندما تحرص المملكة على تطوير البنية التحتية باستمرار من شبكة مواصلات واتصالات وفنادق ومطاعم ومقاهٍ ومرافق وخدمات مختلفة.
كما يُمثّل سباق «الفورمولا 1» فرصة مواتية في الاستثمار الأجنبي في البلاد وما يجد المستثمر من مقومات عديدة جاذبة للاستثمار، من أهمها الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، بمعنى آخر فإن استضافة مثل هذه السباقات تحقّق أهداف التنمية المستدامة من خلال استراتيجية الاستضافة لعائدات متنوعة اجتماعية وثقافية واقتصادية، لتصبح هذه السباقات مرآة واضحة لمستقبل متقدّم ومزدهر يستفاد من التحديات لخلق فرص واعدة مليئة بالنجاحات.
0 تعليق