تعود اليوم أصوات المحركات لتُعزف سيمفونية السرعة من قلب صخير، معلنة انطلاقة جديدة لجائزة البحرين الكبرى لـ"الفورمولا1" في موسم استثنائي، محوّلة أنظار العالم نحو جزيرتنا الصغيرة في قلب الخليج العربي. لقد مرت 21 سنة منذ أول هدير لمحركات فيراري، ومنذ أن أذهلنا مايكل شوماخر برشاقته على مضمار حلبة البحرين الدولية في 2004، لكن الحماس لايزال كما هو، بل أقوى. والرهان على الشباب البحريني اليوم أقوى من أي وقت مضى.
هذا العام تعود البحرين لتؤكد تفوّقها في تنظيم الفعاليات الرياضية العالمية، حيث لم تعد مثل هذه المناسبات مجرد مسابقات وحسب، إنما هي اليوم مواسم سياحية مزدهرة تجذب الآلاف من الزوّار، وكما قالت السيدة سارة أحمد بوحجي، الرئيس التنفيذي لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، فإن "الفورمولا1" باتت اليوم جزءاً من هوية البحرين، ومن أبرز أدواتها في التعبير عن الرؤية الثاقبة للقيادة في استقطاب الفعاليات الكبرى.
ولا يُمكن الحديث عن "الفورمولا1" دون التوقف عند الدور المحوري لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، فمنذ اللحظة الأولى كان سموه صاحب النظرة المستقبلية، والمؤمن بأن البحرين قادرة على استضافة أهم الأحداث الرياضية في العالم، فقبل 21 سنة بدأ هذا المشروع برؤية واضحة، واليوم نجني ثمار تلك الرؤية: البحرين أول دولة في المنطقة تحتضن "الفورمولا1"، والنجاح يتكرر عاماً بعد عام.
اليوم نرى هذه الرؤية تتحقّق بوضوح، فهناك تزايد في أعداد الزوّار، وإشغال كامل للفنادق بنسبة 100%، إضافة إلى ارتفاع في إيرادات السياحة والنقل وتنظيم الفعاليات، وتكامل مثالي بين القطاعين العام والخاص، وكل ذلك إنما هو نتيجة لقيادة سموه لهذا الملف، وثقته في قدرة البحرين وأبنائها على التميّز.
وراء هذا النجاح والتميّز يقف شباب البحرين، نبض الحدث وروحه، أولئك الذين وصفهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بأنهم "أساس هذا السباق، ونتّكئ عليهم لإنجاح هذه الفعاليات، ونحن نحبهم وواجبنا نخدمهم من عيوننا". كلمات خرجت من القلب، ولامست قلوبهم، فكان عطاؤهم أكبر من التوقعات، فلقد لمست فخر الشباب وهم يتداولون مقابلة سموه في حساباتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الماضي.
ففي كل ركن من الحلبة، في اللجان، في فرق التشغيل، ترى وجوهاً بحرينية تعمل بحماس، وتُقدّم من وقتها وجهدها بروح وطنية خالصة، فهم من يمنح هذا الحدث طابعه البحريني الخاص، ويصنعون الفرق الحقيقي في كل نسخة من السباق، حتى أصبحوا مطلوبين في دول أخرى للمساهمة في التدريب وإدارة السباقات.
اليوم تعمل كل الجهات بتناغم لافت، الباقات السياحية التي صممتها هيئة السياحة بالتعاون مع حلبة البحرين الدولية، وطيران الخليج، وشركة بامبير، ومجموعة من الفنادق، قدّمت للزوّار تجربة متكاملة تبدأ من لحظة الوصول، مروراً بالإقامة والمواصلات، وانتهاءً بحضور الفعاليات.
وهذا التكامل بين القطاعات هو ما يجعل من "الفورمولا1" في البحرين أكثر من مجرد سباق، فهو منصة لعرض قدراتنا، وكفاءتنا وضيافتنا واحترافية شبابنا البحريني، ومع مرور السنين من 2004 وحتى اليوم أصبح السباق موسماً وطنياً ننتظره كل عام، نكبر معه، ونثبت من خلاله قدرتنا على التميّز في أصعب التحديات.
والأهم من كل شيء، أن البحرين تستقبل السباق كل عام وكأنه يأتي للمرة الأولى، وتتعامل معه كبداية متجدّدة في كل موسم، وبهذا تمضي البحرين بثقة، تقودها رؤى ملكية راسخة، وتنفذها سواعد بحرينية لا تعرف المستحيل.
0 تعليق