حمدي عبدالعزيز
- الهلال الأحمر البحريني الوحيد بين 199 جمعية إنسانية يقوم على أكتاف متطوعين شباب
- بدأت التطوع المؤسسي 1991 بعد مقابلة متطوعين أجانب في مطار البحرين
- رأيت دموع عبدالله بن خالد عندما قرأ عن احتياجات منكوبي تسونامي إندونيسيا
- تطوعت في الخدمات الاجتماعية 34 عاماً لخدمة المتعففين في 73 مدينة وقرية
- في سراييفو 1995 أفرغنا شحنة الطائرة وسط الثلوج بطرق يدوية لمدة 9 ساعات
- للبحرين بصمة إغاثية وإنسانية تتمثل في تعزيز الاستدامة والتنمية والتوظيف
"سندباد العمل الإنساني البحريني"، لربما هو اللقب الذي بات الأكثر التصاقاً بعضو مجلس إدارة الهلال الأحمر البحريني عادل الجار الذي سرد لـ"الوطن" الكثير حول رصيده من العمل التطوعي المؤسسي الممتد لأكثر من 34 عاماً داخل البحرين وخارجها، لجانب مواقف تفيض بكثير المشاعر ومن بينها في سراييفو حيث يقول: "دمعت عيناي وأدركت مبكراً مكانة بلادي في ميادين الإنسانية"، كما لم يفت الجار تقديم معلومات وأرقام فريدة على رأسها أن الهلال الأحمر البحريني ربما تكون الوحيدة في العالم التي تعتمد في كثير من أنشطتها على متطوعين من جيل الشباب الحالي.
وأسهب عادل الجار في حديثه حول عمله بالمجال الإنساني، متضمناً الخدمات الاجتماعية لآلاف الأسر البحرينية في أكثر من 73 مدينة وقرية، وتلبية النداءات الإنسانية والرحلات الإغاثية لمنكوبي الحروب والكوارث الطبيعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا.
وأشار "سندباد العمل الإنساني البحريني" إلى أنه بدأ العمل في تلبية النداءات الإنسانية سنة 1995 في حرب البوسنة والهرسك، حيث ذهب مع أكبر شحنة مساعدات إنسانية بحرينية إلى العاصمة "سراييفو"، ثم توالت الرحلات والمشروعات لمنكوبي الزلازل في إيران وتركيا واللاجئين المتأثرين بالحروب في الصومال وفلسطين والشام والسودان.
وعلى عكس النظرة "النوستالجية" التي تحن إلى الأمس وناس "زمن أول"، وتنظر إلى جيل "Z" من الشباب والمراهقين بطريقة مرتابة وسلبية، أكد الجار أن الشباب البحريني وطني وذكي وفاعل، وأن الهلال الأحمر هو الهيئة الإنسانية الوحيدة ضمن 199 مؤسسة وطنية للهلال والصليب الأحمر في العالم التي تعتمد في كثير من أنشطتها الإنسانية والتدريبية والخيرية والتنموية على المتطوعين وخصوصاً من هذا الجيل.
وحول محطات وذكريات حياته، وخصوصاً محطة الهلال الأحمر وشهادته على الجهود المخلصة لسمو الشيخ عبدالله بن خالد رحمه الله، وذكريات رحلته الأولى إلى سراييفو، ورحلاته الإغاثية اللاحقة، والبصمات البحرينية في العمل الإنساني العالمي.. وغيرها من الذكريات الثرية.. كان لـ"الوطن" هذا الحوار:
- بالنظر من شرفة الذكريات.. ماذا تتذكر عن بداياتك الأولى في فريج بن هندي في المحرق؟ وما هي القيم التي تربيت عليها؟
ولدت يوم 30 ديسمبر عام 1961، في فريج بن هندي بالمحرق، في "البيت العود"، وكان ترتيبي الثاني بعد أختي الكبرى رحمها الله، ولي 5 إخوة ذكور و4 أخوات، وهناك قالت الحكمة: "بيت العائلة يربي"، فتلقيت تربيتي من الوالدين، ومن جدتي لأبي وجدي وجدتي لأمي. وفي "الفريج" كان الجيران مثل الأهل، وكانت الحياة بسيطة وغنية في القيم والأخلاق.
وكان والدي رجلاً عصامياً، وتتسم تربيته بالشدة والحنان في وقت واحد، ولأنني ابنه البكر، اصطحبني في تجارته منذ نعومة أظفاري.
- وما هي أهم محطات مسيرتك التعليمية؟ وذكرياتك عنها؟
تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة الخليل بن أحمد بالمحرق، والإعدادي في مدرسة طارق بن زياد، أما تعليمي الثانوي، فقضيت العامين الأول والثاني في مدرسة الهداية الخليفية، و"التوجيهي" في مدرسة المنامة الثانوية التجارية؛ لأنني كنت أحب هذا التخصص.
وأتذكر مثل أبناء جيلي أن المعلم مُربٍّ وبمثابة أخ أكبر، أو في منزلة الأب، وله هيبة كبيرة في نفوسنا، فكنا نحبه ونحترمه، وقبل الامتحانات كنا نجتمع في بيت أحد الأصدقاء لمراجعة المواد، ونساعد بعضنا البعض؛ لأن معظم آبائنا -رحمهم الله- لم يكونوا متعلمين، كما كنا نذهب على المعلمين في بيوتهم ليشرحوا لنا ما صعب علينا، وكانوا يستقبلوننا بترحاب وحب، ويعطوننا من وقتهم لوجه الله تعالى، ويراجعون معنا حتى يتأكدوا أننا فهمنا الدروس. ومازلت على تواصل مع أصدقاء الطفولة وأصحاب هذه الذكريات حتى الآن، داعياً الله تعالى أن يرحم من غادر دنيانا.
وتخرجت من الثانوية التجارية عام 1979، ثم عدت لمقاعد التعليم بالحصول على دبلوما من جامعة البحرين 1985.
- متى بدأت مسيرتك المهنية؟ وما هي أهم محطاتها؟
بدأت العمل بالتجارة مع والدي رحمه الله، في تجارة مواد البناء والمقاولات، منذ المرحلة الابتدائية، لأنني كنت أكبر أولاده.
وبدأت مسيرتي المهنية الشخصية بعد المرحلة الثانوية بعامين أو ثلاثة، بالعمل في شركة خدمات مطار البحرين "باس"، لأنني كنت أحب مجال الشحن والطيران، وعملت لمدة عشرة أعوام في الشحن الجوي بالشركة، ثم انتقلت للعمل في الخطوط الجوية الكويتية عام 1993، وتدرجت في المسؤوليات، ووصلت لمنصب مدير الشحن بالشركة، حتى تقاعدت عام 2016.
- نود إلقاء الضوء سريعاً على محطة الزواج والأسرة؟ وهل أولادك متطوعون؟
زوجني والدي رحمه الله، وأنا شاب صغير عمري 20 عاماً، ورزقني الله بثلاثة أولاد حرصت على تعليمهم، وبعد تخرجهم من الجامعات، عمل الكبير حمد في شركة الخليج للبتروكيماويات "جيبك"، والأوسط عبدالعزيز في مؤسسة النقد، والأصغر خالد في وزارة الداخلية برتبة رائد.
وأخذت أولادي خصوصاً حمد وعبدالعزيز وهم في المرحلة الابتدائية للتطوع معي في خدمة الأسر المتعففة بالهلال الأحمر البحريني، حتى يرتشفوا من الإنسانية التي غرفت منها، وعرفت بركتها الكبرى على الإنسان وحياته.
- ماذا عن هواياتك؟ وهل تجد وقتاً لها؟
أعشق ركوب الخيل منذ طفولتي، وأرى في الخيل الجمال والعز، ولكنني كنت بديناً في هذه المرحلة، فلم أركب الخيل كثيراً، ولكن ظلت الهواية شغفاً يصاحبني، وما أزال مغرماً بسباقات الخيل ومعارض جمال الخيل في البحرين ودول الخليج العربي.
وعندما رزقنا الله بأول حفيد لي "عادل"، شعرت أنه شغوف مثلي بنفس الهواية، فأخذته وهو في عمر الأعوام الخمسة، إلى مدرسة المحرق للفروسية، وهو فارس الآن بعمر الثالثة عشرة ربيعاً، وأشعر أنني من يمارس هذه الهواية الآن.
- ماذا أعطاك العمل الإنساني؟
أعطاني التواضع وحب الناس، والأخير لا يُشترى. وأعتقد أن الإنسانية فطرة في نفوس البشر كلهم، والعمل التطوعي الخالص لوجه الله تعالى بلا أي مردود أو تمييز بين الناس، يجعلها تنمو وتكبر.
- وماذا أخذ منكم، أو مِن ماذا خلصك؟
أخذ مني وخلصني من صفتين، وأنا سعيد بذلك جداً، وهما: التكبر، وقسوة القلب.
- هل تذكر أول عمل تطوعي لك؟
مثل أي بحريني، بدا التطوع تلقائياً مع الأهل والوالد في الفريج والعمل، وكذلك في المدرسة الابتدائية مع المعلمين لمصلحة زملائنا المحتاجين.
ثم بدأ العمل التطوعي المؤسسي خلال حرب تحرير الكويت في بداية عقد التسعينات من القرن الماضي، وكنت أعمل في مطار البحرين، وأختلط مع الأجانب الذين يجهزون الطائرات التي ستقلع إلى الكويت، وكنا نعمل تحت الطائرات في نوبة آخر الليل، فسألتهم: هل أنتم موظفون؟ واكتشفت أنهم يتطوعون 15 يوماً في العام لأجل الخير.
وهنا قلت لنفسي، أنني يجب أن أدخل سباق العمل التطوعي والإنساني، وفكرت في الجمعية التي تناسبني ووجدت أن الهلال الأحمر البحريني هو الأنسب تماماً، وبدأت رحلتي الإنسانية في الخدمات الاجتماعية والإغاثة الإنسانية، التي تحترم كرامة الناس وتقدّم لهم المساعدات في سرية تامة، منذ ذلك الوقت.
- ما هي اللجان التي عملت فيها؟ وهل هناك شخصيات كان لها أثر في مسيرتك؟
ينتهج الهلال الأحمر البحريني نهجاً حميداً عرفته منذ لحظة تطوعي، ومازال متبعاً حتى الآن، حيث يقومون بتعريف المتطوع بجميع اللجان وأنشطتها، وعليه أن يختار ما يناسب ميوله، ومنذ عام 1991 وحتى الآن وأنا عضو ثم رئيس للجنة الخدمات الاجتماعية، حيث نقوم بدراسة الحالات ميدانياً في سرية تامة وبلا تمييز أو تميز، ونحافظ على مشاعرهم وكرامتهم.
وفي زياراتي إلى مدن وقرى البحرين، سمعت منهم دعاءً لا يقدّر بثمن لو عُرض عليّ شراؤه، وهو: "رحم الله روح والديك". وفي الهلال الأحمر تربيت وتعلمت أثناء تطوعي، مع أستاذتي فاطمة عبدالرحيم المنصوري، ومع رئيس مجلس الإدارة السابق المغفور له سمو الشيخ عبدالله بن خالد، والأمين العام السابق المرحوم صادق الشهابي، والأمين العام الحالي مبارك الحادي.
- هل لك ذكرى مازالت محفورة في وجدانك مع سمو الشيخ عبدالله بن خالد؟
أتذكر أنه بعد موجات تسونامي في إندونيسيا، كتبنا تقريراً لمجلس الإدارة، أن أكثر ما يحتاجه المنكوبون خياماً ليس للسكن، ولكن لتكون مدارس لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم، وهنا شاهدت دمعة تتلألأ في عينَي الشيخ -رحمه الله- وسألني: هل يريدون خياماً لمدارس القرآن وليس السكن؟!.
لقد كان -رحمه الله- صاحب قلب يسع الناس وتواضع إنساني قل نظيره، وورث أبناؤه هذه الصفات والقيم منه، حيث سار الشيخ خالد والشيخ محمد على طريق والدهم، ونسمي الشيخ محمد في الهلال الأحمر "أبو الإنسانية".
- نود إلقاء الضوء على اللجنة التي تَرْأسها؟ وكم عدد الأسر البحرينية التي تخدمها؟
تطوّعت في لجنة الخدمات الاجتماعية منذ 34 عاماً، وتوليت رئاستها منذ 2017، وكنت عضواً بمجلس الإدارة في العقد السابق، ثم عدت للمجلس مؤخراً، ومازلت حريصاً على التطوع في أنشطة اللجنة التي كانت تخدم في السابق أكثر من 4 آلاف أسرة، ثم أصبحت تخدم الآن أكثر من ألفي أسرة، حيث نقوم كل 3 أعوام بدراسة ميدانية للتأكد من انطباق معايير استحقاقها للمساعدات.
وتقدّم اللجنة مساعدات نقدية شهرية لـ328 أسرة يتمّ تحويلها لحساباتهم البنكية، كما تقدّم مساعدات عينية وغذائية طوال العام، والسلال الرمضانية، وكنا نوزّعها خلال ليالي شهر رمضان المبارك، ثم أصبحنا نوزّعها قبل دخول الشهر الفضيل بناءً على نتائج استبيان للأسر المستفيدة.
كما تقدّم اللجنة مساعدات أخرى مثل الأسرّة الطبية والكراسي المتحركة وسماعات الأذن والعكازات وغيرها. وأحرص دائماً على تجهيز المساعدات بيدي مع أيادي متطوعي اللجنة والهلال.
- هل تعانون في أنشطتكم من إحجام الشباب عن التطوع؟
بالعكس، نحن الجمعية الوحيدة ضمن 199 جمعية وطنية إنسانية على مستوى العالم التي تفخر بأن أنشطتها التطوعية والإنسانية تقوم على أكتاف الشباب. إن الهلال الأحمر مثل المكتبة العامة التي تشمل حقولاً متعددة مثل: القانون الدولي الإنسان، والإسعافات، والخدمات الإنسانية، والتوعية الصحية.. إلخ، ونفتح الباب للشباب لكي يحصلوا على فرص تطوعية، ونعمل على استدامة تطوعهم من خلال التدريب والأنشطة الميدانية.
وخلال جائحة كورونا قام متطوعونا بتوصيل المساعدات لنحو 73 مدينة وقرية في مملكة البحرين، في بيوتهم، وتناوبوا على العمل في مطار البحرين في ثلاث نوبات تطوعية على مدار اليوم والساعة. إن شبابنا يحب وطنه وذكي، وكل ما على الجمعيات أن توفر لهم التدريب والنشاط الميداني، وستجد عملاً مبدعاً منهم.
- هل تذكر أول رحلة إغاثية خارجية لك؟
نعم، كانت إلى سراييفو، وقت حرب البوسنة والهرسك، وكنت في رحلة مساعدات بطائرة بوينج 707، وعلى متنها 57 طن مساعدات هدية من البحرين، وهناك لم نجد أن المطار مؤهل لاستقبال وتفريغ حمولة الطائرة والشحنة، وكانت الشحنات القادمة في حدود 5-7 أطنان، فنزلت دموعي عندما شاهدت ذلك، وعرفت كم بلادي كبيرة في ميدان الإنسانية.
وأصررت على تفريغ الشحنة وسط الثلوج بطرق يدوية لمدة 9 ساعات، التي احتاجت إلى 19 شاحنة، تحمل المساعدات التي كانت عبارة عن مولدات كهرباء وملابس شتوية وأدوية وأنسولين ومراهم حروق، وساعدني الطيار وهو مسلم من جنوب أفريقيا، والمعاونان وهما فرنسيان.
- وما أهم رحلاتك لتلبية النداءات الإنسانية بعد سراييفو؟
تعاون الهلال البحريني مع الاتحاد الدولي للصليب الأحمر واللجنة الدولية لتلبية نداءات إنسانية في مناطق الحروب، مثل رواندا، ثم ذهبت بصحبة المساعدات البحرينية لنجدة منكوبي الزلازل في تركيا وإيران، وكانت عبارة عن خيام وأدوية. كما كانت لي رحلة إغاثية إلى الفلبين بعد الإعصار، وكانت المواد الإغاثية محملة بطائرة بوينغ ٧٤٧، وتزن الحمولة ١١٠ أطنان من خيام ومستلزمات طبية وأدوية ومواد غذائية.
- للبحرين دور مشهود في نصرة غزة نود إلقاء الضوء عليه؟
منذ حرب 2008، بدأنا العمل مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وعملنا جسراً جوياً إلى مطار العريش، وهناك قدنا شاحنات المساعدات حتى معبر رفح، ثم نقلنا المساعدات على شاحنات فلسطينية، ودخلنا على غزة، وكنا نركز على الأدوية والأجهزة الطبية وحليب الأطفال والأوكسجين، وأرسلنا 9 طائرات تحمل كل واحدة 42 طناً من المساعدات. كما وفرنا مخابز آلية، وأرسلنا الطحين لكي يقوم مشغلوها ببيع الخبز بسعر التكلفة.
وفي حرب أكتوبر 2023، حرصنا على الوصول إلى القطاع بالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية، وعملنا في إطار التحالف الإنساني البحريني الذي يضمّ الهلال الأحمر البحريني و"الملكية للأعمال الإنسانية" وعدداً من الجمعيات الأهلية، وعملنا على توفير الخبز والمياه والأدوية للمتضررين من الحرب.
- وهل سيكون لبلادنا دور في خطة إعمار غزة؟
نعم، سيكون لنا بصمة بحرينية قوية وفريدة، وهي المدينة الخضراء، حيث سنوفر مساكن مستدامة بمشيئة الله، ونسهم في توفير مساحات مزروعة بحيث نسهم في علاج مشكلة البطالة ونقص الغذاء.
- وما هي المحطات الأفريقية والآسيوية الإغاثية الأخرى؟
نفذنا زيارات ومساعدات للاّجئين السوريين في لبنان والأردن، حيث وفرنا أجهزة التدفئة والكيروسين لتشغيلها طوال موسم الشتاء، كما وفرنا المواد الغذائية والخيام والماء.
وفي الصومال، ذهبنا في زيارات ميدانية للتعرّف على احتياجات اللاجئين من شمال البلاد وجنوبها في العاصمة مقديشيو، فكان المزارعون بحاجة إلى المحراث والمياه، والبدو بحاجة إلى الجمال والأغنام، فحفرنا الآبار ووفّرنا المحاريث والبذور والحيوانات، إلى جانب مستشفى ميداني لهم.
أما في السودان، فقد أدت الحرب الأهلية إلى أزمة لجوء وجوع كبيرة، فقمنا بتوزيع مليون وجبة بالتعاون مع متعهدين هناك، ونستعد لتكثيف المساعدات وفق احتياجات أهلنا هناك بعد انتهاء الحرب.
- تحدثت عن البصمة البحرينية في ميادين العمل الإنساني، ماذا تقصد بها؟
يُعدّ العمل الإغاثي أولوية للبحرين، فهي تلبّي النداءات الإنسانية وفق ظروفها وإمكاناتها، ولا تتأخر دائماً في هذا الميدان، بتوجيهات "ملك الإنسانية"، حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية.
وما أقصده بالبصمة البحرينية في العملين الإغاثي والإنساني، يتمثّل في الحرص على الإسهام في جهود الاستدامة والتنمية والتوظيف في الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية والحروب، من خلال إقامة المدارس والمستشفيات المتكاملة والمشاريع التنموية التي تعالج أزمتي البطالة والجوع.
- بماذا يتميّز الهلال الأحمر البحريني عن غيره من المؤسسات البحرينية والدولية؟
تتميّز جمعيتنا الإنسانية بجذب المتطوعين من الشباب، على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، كما تتميّز بمواكبة العصر، فهي تطور الإسعافات الأولية بتقديم تدريب عن الإسعافات النفسية، وتطور عملها البيئي بورش تدريبية عن الزراعة التقليدية والحديثة، وتوفر أنشطة تدريبية وميدانية تزيد خبرات المتطوعين خصوصاً من جيل الشباب، كما دخلت على خط الذكاء الاصطناعي بتوفير ورش تدريبية بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.
- ما هي أبرز التكريمات لك وأقربها إلى قلبك؟
لي مشاركات كثيرة، ويكفيني دعاء الأُسر المتعففة التي نخدمها في إطار من الكرامة والسرية التامة. أمّا أحب التكريمات إلى قلبي فهو حصولي على وسام الكفاءة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، عام 2013.
- في النهاية، نودّ كلمة إلى قرّاء "الوطن"..
يمتاز البحريني عموماً وجيل الشباب على وجه التحديد، بحبّه لوطنه، وذكائه الفطري، وإنتاجيته المبدعة، ويجب عليهم أن يبحثوا عن الفرص ويتمسّكوا بها، لكي يخدموا هذا الوطن، ويصنعوا ذاتهم وبطولاتهم الشخصية.
0 تعليق