الفظائع لن تولِّد سوى البغض والعداوة واستمرار النزاع

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
لقد تجاوزت إسرائيل كل الحدود القانونية، والإنسانية، والأخلاقية، باستمرارها في الحرب الجائرة التي تشنها على أهل قطاع غزة والضفة الغربية، من دون مبرر. ويتحدث سفهاء اليمين الإسرائيلي عن تهجير سكان غزة، وطرد أهل الضفة الغربية، واستمرار احتلال أراضي لبنان، واقتطاع الجنوب السوري. ويسعى رئيس وزرائها نتنياهو بخُبث شديد إلى إقناع الولايات المتحدة بأن إسرائيل قادرة بمفردها على تدمير المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية. إنه سَفَهٌ ورَهَقٌ، وليس دبلوماسية، ولا براعة في تحقيق المصالح. وهي فظائع ستغذي اضطرام العداوة في نفوس العرب عقوداً، بل قروناً قادمة. وحتى لو تم التوصل في أي وقت إلى اتفاقات سلام، أو تطبيع دبلوماسي، فهي لن تمحو تلك الغبائن من نفوس العرب، ما سيجعله سلاماً فاتراً، وتطبيعاً بارداً. فما يحدث اليوم لا يمكن وصفه بأي شيء غير أنه حقد، وعداوة، وقلوب سوداء خالية من الرحمة والإنسانية، وليس فيها ذرة من عقل، لأن من تقتلهم إسرائيل وتشردهم وتحتل أراضيهم لن تستطيع في نهاية المطاف تغييرهم، ولا إعادة رسم الجغرافيا التي فرضت عليهم أن يكونوا جيراناً للدولة العبرية. وستنشأ أجيال منهم على بُغض إسرائيل، ومعاداتها. وهو نتاج طبيعي ومنطقي لمن يرفض السلام، وينتهك حق العرب في الحياة والأرض، ويعيث فيهم تقتيلاً، ذكوراً وإناثاً وأطفالاً. وها هي إسرائيل اليوم تفرض على أهل غزة الموت ليس بسلاحها العاتي وحده، بل جوعاً أيضاً، بتمسكها بإغلاق المعابر، ومنع تدفق المساعدات الغذائية والإيوائية ومياه الشرب. إنها حال لا يمكن تصديق حدوثها في الألفية الثانية؛ ألفية الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية، والرحلات الفضائية. ولا يبدو ثمة حلٌّ ممكن سوى تطبيق حل الدولتين لحسم النزاع، ومسح مرارات النفوس. والمطلوب تضامن عالمي ودولي شامل لإلزام هذه السلطة اليمينية الغاشمة بوضع حدٍّ لإراقة الدماء، وتدمير الممتلكات، وسرقة الأراضي، وتهجير أصحاب الأرض.

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق