Local

-OneArabia

أكدت سعادة الدكتورة ماريا محمد الهطالي، الأمين العام لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، على الحاجة الملحة إلى الوعي الإفتائي الثاقب لضمان الأمن الفكري في عالم اليوم الذي تحكمه التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. جاء ذلك خلال كلمتها في الندوة الدولية الأولى لدار الإفتاء المصرية بالقاهرة، بمناسبة اليوم العالمي للإفتاء، والتي ركزت على موضوع "الفتوى وتحقيق الأمن الفكري".

وشددت الندوة على أهمية حماية الأمن الفكري من التحديات التي تهدد الهوية الثقافية والدينية، مثل الأيديولوجيات المتطرفة والتأثيرات الثقافية الضارة، كما بحثت كيف يمكن للفتاوى أن تساعد في إرساء دعائم أساسية للأمن الفكري، وبالتالي حماية المعتقدات والأفكار، كما ناقشت دور مؤسسات الفتوى في إصدار الفتاوى المعتدلة لحماية المجتمع.

وأشار الدكتور الهطالي إلى أن عصرنا يواجه تحديات كبيرة تؤثر على الفتوى والأمن الفكري، حيث تواجه الأجيال الحالية مخاطر مثل العوالم الافتراضية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى ظهور ظواهر مثل الفتاوى الافتراضية والفتاوى السياسية، وقد أثرت هذه التطورات سلباً على الهوية الوطنية والفتاوى الشرعية التقليدية، وحولتها إلى أدوات قد تضر بالمجتمعات بدلاً من تعزيز الأمن الفكري.

وأكدت أن التصدي لهذه التحديات واجب وطني وديني، وأن تقديم إجابات شافية على الأسئلة المطروحة أمر بالغ الأهمية، وإلا فإن الجماعات المتطرفة قد تستغل أي فراغ فكري لنشر أفكار ضارة. وحددت الدكتورة الهطالي خمسة ركائز أساسية للأمن الفكري: العدالة، والتعليم، والإعلام، والانتماء الوطني، والوعي المجتمعي.

واستعرضت الدكتورة الهطالي تجربة دولة الإمارات في تطوير الفتوى، مشيرة إلى دور مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي بقيادة معالي الشيخ عبدالله بن بيه، ودعت إلى التعاون لوضع خطة شاملة لمواجهة تحديات الأمن الفكري، وأعربت عن أملها في أن تخرج الندوة بنتائج ملموسة.

وتهدف مشاركة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي إلى تعزيز مبادئ الوسطية والاعتدال وتحقيق الأمن الفكري وتعزيز السلام العالمي، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التعاون مع هيئات الإفتاء العالمية وتبادل الخبرات في العلوم الإسلامية.

نتائج الندوة

واختتم فضيلة الدكتور نذير عياد مفتي الديار المصرية الندوة بعرض أهم التوصيات التي خرج بها العلماء والباحثون، ومن بينها حث المسلمين في العالم على الاعتزاز بأوطانهم، وتعزيز دور المرأة في الفتوى من خلال إشراكها في شؤون المجتمع.

كما أكدت التوصيات على ضرورة حماية الأمن الفكري من خلال التصدي للفتاوى العشوائية للحفاظ على سلامة المجتمع فكريا، وتعزيز التعايش السلمي والقيم الإنسانية المشتركة، إلى جانب بناء التفاهم بين هيئات الفتوى العالمية لمكافحة التطرف.

تناولت الندوة الحفاظ على البنية الفكرية للمجتمع من الأفكار الدخيلة التي قد تؤثر عليه سلباً، وبحثت كيف أن الانحرافات العقدية في الفتاوى قد تؤدي إلى تقويض الاستقرار المجتمعي من خلال نشر الأفكار المزعزعة للاستقرار.

وتأتي مشاركة مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي في إطار رسالته في تقديم الفتاوى المعتدلة والموثوقة على مستوى العالم وتشجيع التبادل البحثي العلمي في مجال العلوم الإسلامية.

With inputs from WAM

Story first published: Thursday, December 19, 2024, 0:00 [GST]