loading ad...
أطلقت شركة "ستارلينك"، التابعة لـ"سبيس إكس"، خدمات الإنترنت الفضائي في الأردن بشكل رسمي، في خطوة تُعد تحولًا نوعيًا في مشهد الاتصالات المحلي. الخدمة الجديدة تعتمد على شبكة واسعة من الأقمار الصناعية لتوفير اتصال عالي السرعة، مع تغطية تشمل حتى المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية تقليدية.اضافة اعلان
وجاء هذا الإعلان بعد تصريح رسمي من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، التي أكدت بدء تقديم الخدمة تجاريًا في المملكة من خلال شركة "ستارلينك الأردن"، المملوكة بالكامل لـ"سبيس إكس".
وتُقدم ستارلينك سرعات تفوق المتاح حاليًا في السوق الأردني بعدة أضعاف، ما يفتح آفاقًا جديدة في بلد يستخدم الإنترنت فيه أكثر من 11 مليون شخص. وتستند الشركة في تقديم هذه الخدمة إلى رخصة اتصالات فئوية حصلت عليها في الربع الأخير من عام 2023، عقب سلسلة من التجارب الفنية الناجحة.
الخدمة تعتمد على أقمار صناعية تدور في المدار الأرضي المنخفض، وتستهدف المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة أو التي لا تشملها تغطية الشبكات التقليدية. ويأتي ذلك ضمن مشروع ستارلينك العالمي، الذي تُشغّله شركة "سبيس إكس" الرائدة في مجال الأقمار الصناعية وتقنيات الاتصالات الفضائية.
مع دخول ستارلينك للسوق المحلي، ستنضم إلى مجموعة كبيرة من مقدمي خدمات الإنترنت في الأردن، لكنها ستقدم بديلاً حقيقياً في المواقع التي تعاني من ضعف التغطية أو انعدامها. وقد أكد المهندس بسام السرحان، رئيس مجلس مفوضي الهيئة، أن الهيئة تسعى لتعزيز التعاون مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، بما يدعم القطاع المحلي ويوفر خدمات متقدمة وذات جودة عالية للمستخدمين.
الخدمة الفضائية الجديدة من المتوقع أن تجذب استثمارات إضافية في مجال التكنولوجيا، وتفتح الباب أمام خلق فرص عمل وتوسيع نطاق خدمات الإنترنت، خاصة في المناطق الأقل حظًا. كما أنها توفر بديلاً احتياطيًا للاتصالات في حالات الطوارئ والكوارث، بفضل استقلالها عن البنية التحتية الأرضية، وهو ما يعزز من صمود الشبكات الوطنية أمام التحديات المناخية أو الكوارث الطبيعية.
في سياق الإطلاق، أجرت "ستارلينك الأردن" خلال الأسبوع الماضي تجارب فنية بالتعاون مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وهيئة الاتصالات الخاصة، شملت قياس قوة الإشارة وجودة التغطية، ومراقبة التأثيرات على الشبكات الساتلية الأخرى، بالإضافة إلى تقييم الأثر الراديوي البيئي على المستوى المحلي والإقليمي.
وأسفرت هذه التجارب عن تحسين ضبط إشارات الأقمار الصناعية لتحقيق تغطية أفضل، وسرعات تفوق المتوفّر حاليًا بخمسة أضعاف، مع إمكانية توسعة قاعدة المستخدمين إلى ثمانية أضعاف الوضع الراهن.
ما هو إنترنت ستارلينك؟
ستارلينك هو نظام إنترنت فضائي يعمل من خلال شبكة تضم أكثر من 6000 قمر صناعي في مدار منخفض حول الأرض. تتيح هذه الأقمار الاتصال المباشر بالإنترنت دون الحاجة إلى كابلات أرضية أو محطات تقوية تقليدية، مما يجعله مناسبًا للمناطق التي تعاني من ضعف أو غياب البنية التحتية.
كيف تتصل الأقمار الصناعية بالجهاز؟
في الإنترنت التقليدي، يتصل الراوتر بمودم سلكي أو بشبكة خلوية، ويتطلب ذلك وجود إشارة قوية من شبكة قريبة. أي خلل في الكابلات أو الأبراج الأرضية ينعكس فورًا على جودة الاتصال، سواء من حيث السرعة أو الاستقرار.
أما في نظام ستارلينك، فيحتاج المستخدم إلى طبق استقبال صغير يُوجّه تلقائيًا نحو أقمار ستارلينك.
هذا الطبق مزود بتقنية هوائيات "Phase-Array" القادرة على تتبع حركة الأقمار أثناء دورانها في المدار. ولا يحتاج هذا النظام لأي أبراج أو كابلات أرضية، فقط رؤية مفتوحة وواضحة للسماء.
طريقة تحرك البيانات في ستارلينك
عندما يرسل المستخدم طلبًا، مثل فتح موقع إلكتروني، يقوم الطبق الأرضي بإرسال الإشارة إلى أقرب قمر صناعي في المدار.
ثم ينتقل هذا الطلب عبر شبكة مترابطة من الأقمار الصناعية، حتى يصل إلى القمر الأقرب لمركز البيانات المطلوب. بعد ذلك، تُرسل الإشارة إلى محطة أرضية قريبة، حيث تتم معالجتها، ثم تعود بنفس الطريقة إلى جهاز المستخدم.
تُعرف هذه الشبكة المترابطة من الأقمار باسم "Mesh Network"، وهي تقلل الحاجة إلى الاعتماد الكامل على المحطات الأرضية، مما يسرّع من عملية نقل البيانات ويقلل زمن التأخير.
التغطية
يعتمد الإنترنت التقليدي على توفر البنية التحتية في الموقع الذي يوجد فيه المستخدم. في المناطق الريفية أو النائية، تكون التغطية ضعيفة غالبًا، أو قد لا تتوفر أصلًا، بسبب غياب الكابلات أو ضعف تغطية الأبراج.
في المقابل، يستطيع نظام ستارلينك العمل في أي مكان تقريبًا بشرط وجود رؤية مفتوحة للسماء. لا يحتاج إلى تمديدات أرضية أو شبكة محلية، مما يجعله خيارًا مثاليًا لسكان البادية، القرى البعيدة، أو حتى المناطق الجبلية.
مميزات ستارلينك مقارنة بالإنترنت التقليدي
أبرز ما يميز خدمة ستارلينك هو قدرتها على تقديم تغطية شاملة، خصوصًا في المناطق الريفية والنائية التي لا تصلها البنية التحتية التقليدية.
على عكس الإنترنت الأرضي الذي يتطلب تمديدات وكابلات، فإن ستارلينك توفر الاتصال مباشرة من الفضاء، مما يجعل الوصول إليها ممكنًا في أي مكان تقريبًا.
تقدم الخدمة سرعات عالية تصل إلى 400 ميجابت في الثانية، مع خطط مستقبلية لرفع السرعة إلى 1 جيجابت في الثانية، وهي أرقام تنافس العديد من مزودي الخدمة الأرضية. كما تتميز بزمن استجابة منخفض، ما يجعلها خيارًا مناسبًا للألعاب الإلكترونية والبث المباشر.
تركيب النظام سهل ولا يتطلب أي حفر أو تمديدات أرضية، إذ يمكن تركيب الطبق بسهولة في أي موقع مفتوح باتجاه السماء. ويُتاح الدعم الفني للمستخدمين عبر الموقع الرسمي والتطبيق الخاص بالخدمة.
التحديات التقنية
رغم المزايا الكبيرة التي تقدمها تقنية ستارلينك، إلا أنها لا تخلو من بعض التحديات. من أبرز هذه التحديات وجود عوائق طبيعية مثل المباني المرتفعة أو الجبال، والتي قد تحجب الرؤية بين الطبق والقمر الصناعي وتؤثر على جودة الاتصال. كما أن الأحوال الجوية القاسية مثل الأمطار الغزيرة أو الثلوج الكثيفة قد تؤدي إلى تراجع في جودة الإشارة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود آلاف الأقمار الصناعية في نفس المدار يفرض تحديات فنية في تنظيم الحركة المدارية، حيث يصبح من الضروري إدارة دقيقة لتفادي التصادمات أو التداخل بين الإشارات.
الأسعار والتكاليف
تبدأ تكلفة الاشتراك الشهري في خدمة ستارلينك في الأردن من 30 إلى 40 دينارًا أردنيًا، وهو سعر يعتبر معقولًا نسبيًا بالنظر إلى نوعية الخدمة والتغطية. أما سعر جهاز الاستقبال، فيتراوح بين 300 إلى 350 دينارًا كدفعة أولى. وتُحتسب أجور الشحن والتركيب بناءً على موقع المستخدم، مع إمكانية التركيب الذاتي لمن يفضل ذلك.
ستارلينك، التي تقدمها شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، هي خدمة إنترنت فضائي تعمل من خلال شبكة واسعة من الأقمار الصناعية في مدار منخفض حول الأرض. هدفها الأساسي هو إيصال الإنترنت للمناطق التي يصعب فيها تمديد الكابلات الأرضية أو لا تتوفر فيها بنية تحتية، وهو ما يجعلها حلاً عمليًا في البيئات الصعبة والمعزولة.
المخاطر والتحديات
رغم المزايا الكبيرة، إلا أن هناك بعض التحديات المرتبطة باستخدام ستارلينك. أولها التكلفة، إذ تبلغ قيمة المعدات نحو 599 دولارًا، إضافة إلى اشتراك شهري قد يتراوح بين 50 و110 دولارات، وهو ما قد لا يكون في متناول جميع المستخدمين.
كذلك، فإن جودة الاتصال قد تتأثر في ظروف الطقس السيئة، مثل الأمطار الغزيرة أو الثلوج الكثيفة. كما يتطلب عمل النظام وجود خط رؤية مباشر بين الطبق والقمر الصناعي، ما قد يشكل عائقًا في المناطق التي تكثر فيها المباني أو التضاريس المرتفعة.
من المستفيد من ستارلينك؟
الفئات الأكثر استفادة من هذه التقنية هم سكان المناطق الريفية والنائية، حيث يصعب توفر الإنترنت التقليدي. كما أنها مفيدة للمستخدمين المتنقلين مثل الرحالة أو العاملين في مواقع بعيدة عن المدن. كذلك، تستفيد منها الجهات الحكومية ومنظمات الإغاثة التي تحتاج إلى اتصال مستقر وسريع في حالات الطوارئ أو الكوارث.
في الأردن، من المتوقع أن تبدأ خدمة ستارلينك خلال هذا العام، بعد استكمال التراخيص اللازمة من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات. وستكون هذه الخدمة خيارًا جديدًا وفعالًا لتحسين الوصول إلى الإنترنت في المناطق التي تعاني من ضعف أو انعدام التغطية.
ما الفرق الجوهري في طريقة نقل البيانات؟
الفرق الأساسي بين الإنترنت التقليدي وإنترنت ستارلينك يكمن في طريقة نقل البيانات والمسار الذي تسلكه الإشارة من جهاز المستخدم إلى شبكة الإنترنت.
ففي الإنترنت الأرضي التقليدي – سواء كان عبر الألياف الضوئية (Fiber Optic)، الكابلات النحاسية (DSL)، أو الأبراج اللاسلكية (مثل 4G) – يعتمد الاتصال على بنية تحتية أرضية معقدة. الإشارة تنتقل من جهاز المستخدم إلى أقرب محطة محلية، ثم تمر عبر شبكة من المحطات الأرضية حتى تصل إلى مزود الخدمة الدولي.
أما في حالة ستارلينك، فالأمر مختلف تمامًا. الاتصال لا يعتمد على الكابلات أو الأبراج، بل يتم عبر شبكة من الأقمار الصناعية تدور في المدار الأرضي المنخفض (LEO) على ارتفاع يتراوح بين 300 و550 كيلومتر. هذه الأقمار مترابطة ببعضها عبر شبكة ليزر، وتنقل الإشارة من جهاز المستخدم مباشرة إلى الفضاء، ثم إلى أقرب محطة أرضية متصلة بمراكز البيانات.
النتيجة المباشرة لهذا النظام؟ مسار البيانات أقصر، وزمن التأخير (Latency) أقل، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى بنية تحتية تقليدية أو تعاني من ضعف في الشبكات الأرضية.
سرعة الإنترنت والتأخير
الفرق في السرعة وزمن الاستجابة بين ستارلينك والإنترنت التقليدي واضح، وبيعتمد على التقنية الأساسية لكل نظام. خدمات الإنترنت الأرضية مثل DSL أو شبكات 4G بتوفر سرعات مقبولة، لكنها محدودة بإمكانيات البنية التحتية وكثافة الاستخدام.
فمثلًا، DSL عادة يعطي سرعات تتراوح بين 8 إلى 20 ميجابت في الثانية، مع زمن استجابة يتراوح بين 50 إلى 100 مللي ثانية. شبكات الجيل الرابع (4G) قد توصل لسرعات من 20 إلى 100 ميجابت، لكن زمن الاستجابة فيها بيتراوح بين 30 إلى 70 مللي ثانية.
كيفية الاشتراك في الخدمة
للاشتراك في خدمة ستارلينك في الأردن، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- زيارة الموقع الرسمي: www.starlink.com
- إدخال عنوان المستخدم أو الإحداثيات الجغرافية.
- التحقق من توفر الخدمة في المنطقة
- اختيار الباقة المناسبة وإدخال معلومات الدفع.
- استلام المعدات اللازمة، مع إمكانية التركيب الذاتي أو عبر فنيين مختصين
وحتى أبريل 2025، بلغ عدد الأقمار الصناعية النشطة في شبكة "ستارلينك" التابعة لشركة "سبيس إكس" ما يقرب من 7100 قمر صناعي، مما يجعلها أكبر كوكبة أقمار صناعية تم تجميعها على الإطلاق . وتواصل "سبيس إكس" إطلاق دفعات جديدة من الأقمار الصناعية بشكل منتظم، حيث أطلقت مؤخرًا 28 قمرًا صناعيًا جديدًا .
0 تعليق