رحيل البيروفي «ماريو فارغاس يوسا» صاحب «حفلة التيس»

عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

توفي أمس، في (ليما) عاصمة البيرو الكاتب الإسباني البيروفي (ماريو فارغاس يوسا) عن 89 عاماً، إذ اختار العيش هناك منذ أشهر قليلة، مؤثراً الابتعاد عن الحياة العامة، وفق ما ذكرت عائلته في رسالة عبر منصة «إكس». وكتب ابنه الأكبر (ألفارو) في رسالة وقّعها أيضا شقيقه (غونزالو) وشقيقته (مورغانا) ونُشرت في الساعة 19.23 بالتوقيت المحلي (00.23 ت.غ) «ببالغ الحزن نعلن أن والدنا ماريو فارغاس يوسا توفي اليوم في ليما محاطا بعائلته وفي سلام».

وبوفاة صاحب «حفلة التيس»، تنتهي حقبة الجيل الذهبي لأدب أمريكا اللاتينية، والذي كان فارغاس يوسا آخر ممثليه الكبار، وحاز (ماريو فارغاس يوسا) جائزة نوبل للآداب عام 2010، ونالت أعماله إعجاب القراء حول العالم، بما في ذلك العالم العربي، خصوصا ترجمات الراحل صالح علماني. وواجه فارغاس يوسا الذي انتخب عضوا في الأكاديمية الفرنسية عام 2021، انتقادات من الدوائر الفكرية في أمريكا الجنوبية بسبب مواقفه المحافظة.

وأبدى الأديب البيروفي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2010 تعاطفه مع شبان فلسطينيين حضر بنفسه جلسة لمحاكمتهم، وقال «كان الصباح الذي قضيته معهم في القدس من أكثر ساعات حياتي تنورا». وقال قبيل تسلمه جائزة نوبل في عام 2010: «نحن في أمريكا اللاتينية حالمون بطبيعتنا، ونواجه صعوبة في التمييز بين الواقع والخيال. ولهذا السبب لدينا موسيقيون وشعراء ورسامون وكتاب بارعون، وكثير من القادة السيئين».

تُرجمت روايات فارغاس يوسا المحب للغة الفرنسية، إلى نحو 30 لغة، وكان أول كاتب أجنبي يدخل مجموعة «بلياد» المرموقة خلال حياته في عام 2016، وهو العام الذي بلغ فيه الثمانين من عمره.

أخبار ذات صلة

 

ولد فارغاس يوسا في أريكيبا في جنوب بيرو في 28 مارس 1936 لعائلة من الطبقة المتوسطة، ونشأ على يد والدته وعائلتها في بوليفيا ثم في بيرو. وعقب دراسته في الأكاديمية العسكرية في ليما، حصل على شهادة في الأدب واتخذ خطواته الأولى في الصحافة، انتقل في عام 1959 إلى باريس وأمضى سنوات «حاسمة»، كما كتب في مقدمة أعماله المنشورة في مجموعة «بلياد».

وانطلقت مسيرته الكتابية، بصدور مجموعته القصصية الأولى «الزعماء» التي شكّلت باكورة إنتاجه الأدبي، وفتحت له باب الدخول إلى المشهد الثقافي في أمريكا اللاتينية، وجاءت الشهرة حين أصدر روايته «المدينة والكلاب»عام 1963، التي لاقت رواجًا نقديًّا وجماهيريًّا واسعًا، وأعقبها عمله الأبرز «البيت الأخضر») عام 1966، ورسّخ مكانته بين كبار كُتاب جيله.

و في عام 1969، عزز حضوره الأدبي برواية «حوار في الكاتدرائية»التي تُعد من أبرز أعماله وأكثرها تعقيدًا، لما حملته من عمق سياسي ونقد اجتماعي حاد للواقع البيروفي آنذاك، ومن أبرز أعماله «بانتاليون والزائرات» و«حرب نهاية العالم» اللتان عكستا اهتمامه بالقضايا الإنسانية والحروب الأيديولوجية، فضلًا عن مذكراته «السمكة في الماء» التي وثّق فيها تفاصيل حملته الانتخابية للرئاسة في بيرو عام 1990، كاشفًا جانبًا من سيرته الذاتية والتجربة السياسية التي خاضها. وكان صديقا مقرباً من الكاتب الكولومبي الشهير (غابرييل غارسيا ماركيز) قبل أن تنتهي علاقتهما بسبب جدال غامض، وتعهد بالتكتم إلى الأبد عن الأسباب التي أدت إلى خلافهما.

أخبار ذات صلة

0 تعليق