(CNN)-- عندما أُدين المنتج  هارفي واينستين بالاغتصاب وارتكاب فعل جنسي إجرامي عام 2020، اعتُبر الحكم انتصارًا تاريخيًا للنساء حول العالم، ومؤشرًا على التقدم في النضال الثقافي لوقف إساءة استخدام السلطة في مكان العمل.

وعادت القضية التي حفزت حركة "MeToo" إلى دائرة الضوء، بعد عام من نقض إدانة واينستين عندما قضت محكمة الاستئناف في نيويورك بأن شهادات النساء ضده، ممن لم يكنّ جزءًا من القضية، أدت إلى محاكمة غير عادلة.

بالنسبة لوينستين، تُمثل إعادة محاكمته فرصة أخرى نحو التبرئة. بالنسبة لمُتَّهميه، تبدو المخاطر أكبر في ظلّ تغيُّر المناخ الثقافي والسياسي في أمريكا بعام 2025.

وصرحت المحامية غلوريا ألريد، التي تُمثّل ميمي هالي، وهي من النساء الثلاث اللواتي سيُدلين بشهاداتهن في إعادة محاكمة واينستين، لشبكة :CNN"من المؤلم أن أخوض هذه العملية مجددًا بشأن حدثٍ صادم".

وستُدلي هالي، مساعدة الإنتاج السابقة التي عملت في أحد برامج واينستين التلفزيونية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بشهادتها ضد واينستين للمرة الثانية بعد مواجهته في المحكمة في محاكمته الأولى.

وقد أدّت شهادتها، إلى جانب شهادة الممثلة السابقة جيسيكا مان، إلى إدانة واينستين والحكم عليه بالسجن 23 عامًا قبل أن يُلغى الحكم. ووافقت المرأتان على الإدلاء بشهادتهما مرة أخرى، على أمل تحقيق العدالة، وقالت ألريد عن موكلتها: "أُشيد بها. الأمر يتطلّب شجاعةً هائلة".

وأضاف المدعون العامون أيضًا مُدّعية جديدة في إعادة المحاكمة، بعد أن وُجّهت هيئة محلفين كبرى إلى واينستين تهمة جرائم جنسية إضافية في وقت سابق من هذا العام. والشاهدة الجديدة تزعم أن واينستين اعتدى عليها في أحد فنادق مانهاتن عام 2006.

وقالت محاميتها ليندسي غولدبروم  لشبكة CNN: "إنها من أشجع وأقوى النساء اللواتي حظيتُ بشرف معرفتهن"، وأضافت: "يمكنكم تخيّل أن أي شخص سيشهد ضد شخصٍ قويٍّ مثل هارفي واينستين سيشعر بالتوتر. سيكون هناك مستوى معين من القلق.. إنها مستعدةٌ لشهادتها. أنا أصدقها، والمدعي العام يصدقها، وأعتقد أن هيئة المحلفين ستصدقها أيضًا".

وستُركّز إعادة المحاكمة على هؤلاء المُدّعين الـ 3، مقارنةً بـ 6 نساء أدلين بشهاداتهن في المحاكمة الأولى، وقالت ألريد: "أعتقد أن الكثير من الجمهور شعر بالصدمة عندما أُلغيت هذه الإدانة"، مضيفةً أنها لا توافق على قرار المحكمة باستبعاد شهادات الشهود الداعمين. وأضافت: "النساء اللواتي أدلين بشهاداتهن في المحاكمة الجنائية الأخيرة، يرفضن أن يحكمهن الخوف"، ووصفتهن بـ "بطلات حركة MeToo"

وجادل فريق دفاع واينستين بأن التغطية الإعلامية الواسعة للحركة قبل محاكمته الأولى شوّهت صورة هيئة المحلفين عنه، وقال آرثر أيدالا، محامي الدفاع الرئيسي عن واينستين، الذي دافع عن منتج الأفلام السابق في محاكمته عام 2020، لشبكة CNN: "الأجواء مختلفة تمامًا في جميع أنحاء البلاد". وأضاف: "الآن، هناك أولويات أخرى في البلاد والعالم، وأعتقد أن ذلك سيضع السيد واينستين في وضع أفضل بكثير للحصول على محاكمة عادلة أمام هيئة محلفين عادلة".

وكانت محاكمة واينستين الأولى بمثابة عاصفة إعلامية. تظاهر المتظاهرون بانتظام أمام محكمة مانهاتن السفلى احتجاجًا على واينستين ولفت الانتباه إلى حركة "MeToo".

وقال أيدالا: "كان هناك ضغط هائل على هؤلاء المحلفين لإدانته بارتكاب جريمة ما"، وأضاف: "نأمل أن يتحلى المحلفون بعقل منفتح ويستمعوا إلى الحقائق في قاعة المحكمة، لا إلى ما قرأوه أو شاهدوه في مكان آخر". وتابع: "في الواقع، يواجه السيد واينستين وفريقنا القانوني معركة شاقة - ليس بسبب الأدلة. وهذا يُحزنني ويُقلقني".

ويؤكد دفاع واينستين أنه أُدين تحت ضغط مجتمعي، ولم يستند إلى الأدلة. لكن النساء الثلاث اللواتي أدلين بشهاداتهن يدّعين جميعًا تعرضهن للاعتداء الجنسي من قبل واينستين، الذي اتُهم علنًا بالاعتداء الجنسي من قبل أكثر من 100 امرأة.

ودفع واينستين ببراءته، ونفى مرارًا وتكرارًا أنه اغتصب أو اعتدى جنسيًا على أي شخص،  وظل محتجزًا في مجمع سجن جزيرة رايكرز في نيويورك بينما يستأنف إدانة منفصلة عام 2022 في لوس أنجلوس، حيث أُدين بثلاث تهم اعتداء جنسي وحُكم عليه بالسجن 16 عامًا. خضع واينستين، البالغ من العمر 73 عامًا، لعملية جراحية في القلب في وقت سابق من العام الماضي، وعانى من ظروف معيشية سيئة في السجن، وفقًا لممثليه.

وصرح جودا إنغلماير، المتحدث باسم واينستين لشبكة CNN سابقًا،  بأن: "صحة هارفي واينستين تتدهور بسرعة في الحجز، والظروف في رايكرز تساهم بشكل مباشر في تدهور حالته"، مشيرًا إلى أن موكله يعاني من مرض السكري والتهاب اللسان وصعوبات في الحركة وحالة قلبية".

وأعربت بعض المدعيات على واينستين، اللواتي تحدثن إلى CNN منذ إلغاء إدانته في نيويورك، عن قلقهن بشأن احتمال فوزه في استئنافاته. وقالت دون دانينغ، التي أدلت بشهادتها لصالح الادعاء في محاكمة واينستين عام 2020، ولكن لم يُسمح لها بالشهادة مرة أخرى، لشبكة CNN: "إن فكرة أنه سيعود حرًا طليقًا أمر مرعب".

وسواء أُدين واينستين في إعادة المحاكمة أم لا، قالت ألريد إن التقدم الذي أحرزته المرأة في مكان العمل وفي نظام العدالة على مدى العقد الماضي هو نتيجة مباشرة لمحاكمته. وأضافت: "بغض النظر عما سيحدث في هذه القضية، ستواصل النساء المضي قدمًا".