تعالوا نروي قصة نجاح لم نكن ندركها قبل 21 عاماً

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كنا في السابق نتوقع أن الرياضة هي ممارسة فقط، وأسلوب حياة صحي، وتنافس، ووقت فراغ نمضيه ونقضيه فيها، وسرنا على ذلك المنوال إلى أن تفاجأنا بفكرة إطلاق مشروع رياضي ضخم بعنوان حلبة البحرين الدولية، فكنا نتساءل ماذا تعني حلبة البحرين الدولية وإلى ماذا تهدف؟ فجاء الجواب بأنها حلبة متخصصة في رياضة السيارات وخاصة سيارات الـ(F1)، فاستغربنا الموضوع كونها نوعاً جديداً علينا أو على السواد الأعظم إن صح التعبير، فما الذي يجعلنا ننشئ حلبة لا نفقه في رياضتها وطريقة استخدامها، بل لم يكن لدينا إلا ندرة من الملمين بتلك النوعية من الرياضة، وعندما اطلعنا على تفاصيل المشروع هالنا القيمة والتكلفة المادية لإنشاء تلك الحلبة.

ومرت السنون وافتتحت الحلبة أبوابها واستضفنا أول سباق عام 2004، وهالنا ما رأيناه من استعدادات وإمكانيات ضخمة، وتفاجأنا بالقنوات العالمية وهي تتحدث عن سباق يحدث لأول مرة بالشرق الأوسط، وتذكر البحرين على أنها من أدخلت هذه الرياضة بالمنطقة، ورأينا متسابقين عالميين وصنّاع السيارات وضيوفاً من دول العالم يزورون المملكة لأول مرة ويتعرفون عليها عبر زيارة أسواقها ومرافقها السياحية، بدأت حين ذاك مراحل الإدراك تتولد، وندرك ولو باليسير ما هي رياضة السيارات وماذا يعني إنشاء حلبة دولية لها؟

وبعد فترة من الزمن بدأ الخليج العربي يُدرك الاستفادة الحقيقية من تلك الرياضة، وهي وإن حملت مسمّى رياضة في عنوانها الرئيس إلا أنها مشروع اقتصادي وسياحي ضخم ينقل مستضيفه من مرحلة إلى مراحل متقدمة في عالم الاقتصاد، وهو ما حدث فيما بعد، حيث بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة في إنشاء حلبتها الخاصة وتبعها عدد من دول الخليج العربي، وقرأنا حينها الآثار الاقتصادية المترتبة على هذا المشروع الحيوي، حينها أدركنا بما لا يدع مجالاً للشك بأننا حملنا نظرة مستقبلية متقدمة وسابقة لأوانها في 21 عاماً لم تكن وفق إدراك عقولنا، وحينها علمنا بمدى إدراك صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله واستشرافه للمستقبل، وجعلنا على مقربة من أفكاره المستقبلية الحديثة التي تعمل على التطوير والتفكير خارج الصندوق لازدهار ونماء المملكة عبر فرص حقيقية وواقعية.

اليوم ونحن في العام 2025، بتنا على ثقافة بهذه الرياضة التي هي بحق مشروع دولة، مشروع يدر الملايين إن لم تكن المليارات على صعد كثيرة، فهي تحرك الصعيد الاقتصادي عبر كمّ الاستثمارات التي تجلبها الحلبة من خلال رجال الأعمال المساهمين في هذه الرياضة، وكذلك عبر السياح العاشقين لـ(F1) عبر إنفاقهم في الفنادق والمجمعات والأسواق الشعبية، وكم من القطاعات التي تنتعش بفضل تلك السباقات ومنها القطاع السياحي الذي شهدنا من خلاله إشغال الفنادق والمنتجعات والشقق الفندقية وغيرها، وعبر قطاعات سيارات الأجرة والمواصلات التي كانت على موعد من انتعاش يحرك هذا القطاع، بالإضافة إلى إيرادات غير مباشرة عبر الكثير من المجالات الأخرى.

اليوم نستطيع بكل فخر واعتزاز وشموخ أن نروي لأبنائنا قصة من وحي الواقع والحقيقة، قصة لفكر ناجح ورؤى سديدة، نعيش نتائجها في عصرنا هذا بعد أن كنا نستغرب من فكرتها قبل ربع قرن. فهنيئاً لنا بهذا المشروع ونبارك لأنفسنا النجاح تلو النجاح.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق