المسرح الروماني.. أبرز المعالم السياحية بالإسكندرية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الصدفة وحدها قادت البعثة البولندية في عام 1960، أثناء إزالة الأتربة للبحث عن مقبرة الإسكندر الأكبر بمنطقة كوم الدكة وسط مدينة الإسكندرية، عند اكتشافهم درجات رخامية، أطلق عليها الأثريون اسم المسرح الروماني ليستمر العمل والتنقيب بالاشتراك مع جامعة الإسكندرية لمدة 30 سنة، ليتم اكتشاف بعض قاعات الدراسة بجوار هذا المدرج في فبراير 2004، وهو ما سوف يغير الاتجاه القائل بأن المدرج الروماني عبارة عن مسرح فقط، فهذه القاعات من الممكن إنها كانت تستخدم كقاعة محاضرات للطلاب بالإضافة لاستخدامها كمسرح في الاحتفالات المختلفة.

بعد مرور أكثر من مائة عام على تأسيس الجمهورية الرومانية، بدأ الرومان في أداء احتفالات، كانت تستخدم كوسيلة لتقديم القرابين للآلهة الرومانية، ورغم إنها كانت احتفالات غير مسرحية تعتمد على الرقص والموسيقى الشعبية، إلا أنها كانت مقدمة لعروض مسرحية ستتطور لاحقا .

في عام 346 ق.م، تفشى وباء الطاعون في أنحاء الإمبراطورية، وكان ينظر إليه على أنه علامة على استياء الآلهة، وهو ما كان سببا لتطور احتفالاتهم في القرن الثالث ق.م، وتقديم مسرحيات اعتمدت على طراز المسرح اليوناني، استخدمت فيها الأقنعة وبدون ممثلات، حيث كان الممثلين فقط من العبيد المحررين الذين تلقوا تدريبات مسرحية خاصة لتقديم الأدوار الذكورية والنسائية، وكانت المسرحيات تقدم بشكل احترافي في العطلات العامة الرومانية لتكريم الآلهة، حتى انتج المؤلف المسرحي ليفيوس اندرونيكوس في عام 240 ق.م، ترجمات من المسرحيات اليونانية شكلت نقطة تحول في تطور المسرح الروماني .

لم يبدأ المسرح الروماني، بالاعتماد على بناء المدرجات الحجرية، بل ظل لفترة طويلة يعتمد على المسارح الخشبية المؤقتة، وقد كان إنشائها معقدا ويحتاج لجهد كبير عند بنائها وتفكيكها، وهو ما دفعهم لبناء أول مسرح حجري في روما بواسطة بومبي فى عام 55 ق.م، وكان يستوعب 11000 متفرج واستكمل بنائه 50 عاما  وأضيف إليه مسرح بالبوس ومسرح مارسيلوس الأكبر، قدمت عروضًا مسرحية يونانية هزلية، قدموها للجمهور بشكل خال من التفلسف اليوناني الشهير .

المسرح الروماني بالإسكندرية، هو مبنى عبارة عن مدرج على شكل حدوة حصان، أو حرف u ، يتكون من 13 صف من المدرجات الرخامية مرقمة بحروف وأرقام يونانية لتنظيم عملية الجلوس، أولها من أسفل ويتسع لحوالي 600 شخص، وهي مصنوعة من الجرانيت الوردي، ويوجد أعلى هذه المدرجات، خمسة مقصورات لم يتبق منها سوى مقصورتان، كان سقف هذه المقصورات ذو قباب تستند على مجموعة من الأعمدة، وتستند المدرجات على جدار سميك من الحجر الجيري يحيط به جدار آخر، وقد تم الربط بين الجدارين بمجموعة من الأقواس والأقبية، ويعتبر الجدار الخارجي دعامة قوية للجدار الداخلي، كما توجد صالتان من المزاييك بزخارف هندسية في المدخل الذي يقع جهة الغرب .

استخدم المبنى قديما كصالة لسماع الموسيقى "أوديون" حيث أنه كانت تتوافر فيه عناصر الاستماع بفضل وجود القبة ومنطقة الاوركسترا، وفي العصر البيزنطي استخدم المبنى كصالة للاجتماعات "بلوتاريوم"، ويستخدم المسرح الروماني حاليا لتقديم بعض العروض الفنية الصيفية، مثل عروض الموسيقى العربية التي تقدم في الصيف شهرى يوليو وأغسطس، هذا بالإضافة إلا أنه أحد المقاصد السياحية الهامة لزوار الإسكندرية من الأفواج السياحية للأجانب والمصريين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق