القسام: أوقعنا قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح جنوب القطاع
تل أبيب غزة "د ب أ": أفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم بمقتل أكثر من 20 شخصا في غارتين إسرائيليتين على قطاع غزة.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن 11 شخصا، بينهم قاصران، قتلوا في غارة جوية بطائرة مسيرة خلال الليل استهدفت أحد المنازل في حي تل الزعتر شمال غزة، كما أصيب عدد آخر بجروح.
ولم تتوافر المزيد من التفاصيل حول الضحايا في بادئ الأمر.
وفي هجوم ثان، أفادت (وفا) بأن 10 أشخاص قتلوا عندما قصفت مقاتلة إسرائيلية منزل عائلة في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس جنوب القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيحقق في هذه التقارير عندما طلب منه التعليق.
وكانت مصادر محلية فلسطينية، قد أفادت في وقت سابق اليوم بأن طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت بشكل مباشر خيمة تؤوي نازحين في منطقة التوام بجباليا، ما أدى لمقتل مواطنين اثنين وإصابة آخرين، وفقا لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
كانت إسرائيل قد انهت وقف إطلاق النار مع حماس يوم 18 مارس الماضي ، عندما شنت موجة مفاجئة من الغارات الجوية، التي قتلت مئات الفلسطينيين بمختلف أنحاء القطاع.
تفجير قوة إسرائيلية
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن تفجير عين نفق بعدة عبوات ناسفة في قوة إسرائيلية في منطقة "قيزان النجار" جنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت القسام في ببيان اليوم الجمعة: إن عناصرها استدرجوا عصر الأربعاء الماضي، قوة إسرائيلية إلى نفق مفخخ قرب عين وفجروه بعدة عبوات ناسفة فور دخول عدد من الجنود إليه، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف القوة الإسرائيلية في منطقة قيزان النجار جنوبي خان يونس"، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية (صفا).
وأوضحت أن عناصرها فجروا أيضا، ثلاث عبوات شديدة الانفجار في جرافتين إسرائيليتين من نوع "دي 9" عصر الأربعاء في منطقة "قيزان النجار" جنوبي خان يونس.
في السياق، استهدفت كتائب القسام ثلاث جرافات عسكرية إسرائيلية من نوع "دي 9" بقذيفة "الياسين 105" وعبوة "شواظ" وعبوة برميلية الخميس، في منطقة "قيزان النجار".
ومنذ 18 مارس الجاري، استأنفت إسرائيل الحرب على غزة، متنصلة من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى مع حماس استمر 58 يوما منذ 19 يناي 2025، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، قتل منذ 18 مارس الماضي 1691 مواطنا وأصيب 4464 آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال.
ضغوط متزايدة
تعيش فاطمة أبو نعيم وهي أم لخمسة في كهف على تل في الضفة الغربية المحتلة في وقت يتزايد فيه الضغط من مستوطنين يهود تقول إنهم يحاولون سرقة قطيع الأغنام ويأتون بشكل متكرر ليطالبوها هي وزوجها بالرحيل عن الأرض.
وتقول فاطمة "بيجي (المستوطن) بيقول روحوا أنا بدي أسكن هون. إحنا مش راضيين نروح، ليش؟ لأنه إذا طلعنا من هون عمرنا ما رح نرجع وهاي الأرض إلنا. متحملين الضرب والمضايقة.. بيضايقونا بكل الطرق".
تتردد الرسالة ذاتها من مستوطنين في أنحاء الضفة الغربية بتواتر أسرع منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل 18 شهرا تقريبا، وبالأخص في مناطق تلال قليلة السكان حيث يرعى البدو قطعانهم.
وذكر تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قبل أيام أن ما يقرب من نصف هجمات المستوطنين الموثقة في نهاية الشهر الماضي ومطلع هذا الشهر، وعددها أكثر من 40، استهدفت البدو والرعاة "بما شمل وقائع شهدت إشعال الحرائق والاقتحام وتدمير موارد العيش المهمة".
ولم تستجب الشرطة الإسرائيلية بعد لطلبات للحصول على تعليق.
تمتد مساحة الضفة الغربية لنحو 5600 كيلومتر مربع، وتقع بين الأردن وإسرائيل في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد لعقود منذ استيلاء إسرائيل عليها في حرب عام 1967.
والضفة الغربية محتلة عسكريا منذ ذلك الحين بينما يعتبرها الفلسطينيون جزءا أساسيا لدولتهم المستقبلية رغم التوسع السريع للمستوطنات الإسرائيلية المنتشرة في أنحاء الضفة.
وتعد أغلب دول العالم تلك المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي لكن إسرائيل تعترض على ذلك. ويتحدث وزراء في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية صراحة وعلنا عن ضمها بالكامل.
وتتعرض مناطق التلال المرتفعة قليلة السكان لضغوط متزايدة من مستوطنين بدأوا هم أيضا في رعي قطعان ضخمة في التلال التي يرعى فيها البدو ورعاة آخرون أغنامهم.
وصدر قبل أيام تقرير مشترك عن جماعتين إسرائيليتين هما السلام الآن المعنية بالدفاع عن الحقوق وكرم نابوت المعنية بمراقبة وبحث سياسات الأراضي التي تنتهجها السلطات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وذكر التقرير أن المستوطنين استغلوا مواقع الرعي تلك للاستيلاء على ما يقدر بنحو 194 ألف فدان، ما يعادل تقريبا 14 بالمئة من المساحة الإجمالية للضفة الغربية وأنهم يلجأون لأساليب المضايقات والترهيب ضد سكان المناطق القريبة لطردهم.
قال درور إيتكيس أحد المشاركين في التقرير "كان غور الأردن أو المناطق الجنوبية منه مروجا واسعة للفلسطينيين، ولهذا السبب جرى استهداف هذه المناطق. لكن إذا نظرت إلى الخريطة، ستجد البؤر الاستيطانية في كل مكان. إنهم يواصلون بناء المزيد والمزيد".
وأضاف التقرير استنادا إلى وثائق من مكتب الادعاء العام أن ما يقرب من 20 ألف فدان من أراضي الضفة الغربية خصصها مستوطنون إسرائيليون للرعي بعد أن تلقوا تمويلا كبيرا ودعما ماديا بأشكال أخرى شمل تقديم مركبات ومعدات من الحكومة.
وقال يجال برنر وهو ناشط في مجلس إدارة كرم نابوت "المجتمعات البدوية هي الأكثر ضعفا للعديد من الأسباب... إذا لم يستجيبوا يأتي المستوطنون لمنازلهم ويضربون الناس ويسرقون أغنامهم".
وتابع قائلا إن الحرمان من القدرة على رعي الأغنام يعني أنه ليس بوسع الكثير من البدو الحفاظ على القطعان مما يجعلهم دون سبيل لكسب العيش.
وقال "الناس تعاني حقا ويجدون صعوبة بالغة في الوفاء باحتياجاتهم الأساسية".
"هذه أرضنا"
تعيش عائلة فاطمة في مخيم مقام بين كهفين عند سفح تل خارج قرية المغير والذي يعد نموذجا للتضاريس الوعرة في الضفة الغربية.
وأجبرت العائلة بالفعل على الانتقال من غور الأردن حيث تتعرض المجتمعات البدوية لهجمات متكررة من مجموعات عنيفة من المستوطنين الذين يرعون قطعانهم الخاصة.
وقالت فاطمة، التي تعيش الآن في ثالث منزل لها هذا العام، إنهم تعرضوا مرة أخرى لهجوم من متسللين قالت إنهم قتلوا ستة من أغنام عائلتها في الآونة الأخيرة وأجبروا زوجها على حبس الأغنام داخل الحظيرة.
واستطردت تقول "صار لنا عشر سنين ساكنين هون، المشاكل بلشت مع المستوطنين من سنة ونص بس، صار لنا شهرين المضايقات يوم يوم الهدف إنهم يرحلونا من هون".
وأضافت "ممنوع حد يسكن هون، كلها الجيش سواها منطقة عسكرية، الغنم بتظل جوا الشيك (الحظيرة) لا بسرحهن ولا شي".
وأُلقي القبض على زوجها، الذي واجه المستوطنين، هذا الأسبوع لسبب لا تعلمه. وتقول منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية إنه لا سبيل من الناحية القانونية لإنصاف مجتمعات الرعاة وإن حرب غزة زادت من تشدد هذه المواقف.
وقال آشر ميث (65 عاما)، وهو مستوطن من الضفة الغربية "هذه أرضنا"، بينما كان يستمتع بنزهة في نبع عين العوجا بغور الأردن والتي يُمنع المجتمع البدوي القريب من الوصول إليه.
وأضاف "إذا استيقظت دولة إسرائيل وقالت ’خذوا الأرض فعليا‘ وقولوا إن ’هذه الأرض أصبحت الآن جزءا من إسرائيل‘ فسيفهم العرب ذلك بشكل أفضل ويتراجعون عن محاولة قتلنا".
وسمع عودة خليل (70 عاما) الرسالة، وهو في مخيم بدوي كبير على بعد مئات الأمتار من النبع.
ويضع عودة ما تبقى من أغنامه داخل الحظيرة بعدما فقد 300 رأس منها في هجوم للمستوطنين في أغسطس الماضي، لكنه يقول إنه مصمم على الصمود في الوقت الحالي.
وأضاف "المستوطنون يضايقونا هون في النهار وفي الليل، على جميع النواحي يضايقونا بدهم يرحلونا من هاي البلاد بدهم يرحلونا بس".
0 تعليق