هل لاحظت أن الطفل الأكبر أكثر مسؤولية، أو أن الأوسط يميل للمرونة، فيما يبدو الأصغر أكثر دلالًا ومرحًا؟
هذا ليس من قبيل المصادفة، بل هو ما يشير إليه علم النفس منذ سنوات طويلة، من أن أثر التربية على الأبناء يكون مختلفا، رغم اتفاق الأسلوب الذي نربيهم به.
ويؤكد علماء النفس أن ترتيب الطفل بين إخوته يلعب دورًا مهمًا في تشكيل شخصيته وتفاعله مع العالم من حوله.
وفي هذا التقرير، نستعرض كيف يؤثر ترتيب الطفل في العائلة على سماته النفسية والاجتماعية، وما يمكن للوالدين فعله لدعم كل طفل بما يتناسب مع مكانته بين إخوته.
الطفل الأكبر
غالبًا ما يُنظر إليه على أنه امتداد للوالدين.
الصفات المميزة
يتحمّل المسؤولية مبكرًا
قيادي بطبعه
يميل للكمال والإنجاز
أحيانًا يكون متشددًا أو يخاف من الفشل
لماذا؟
الطفل البكر يعيش فترة من الوقت وحيدًا مع الوالدين، يتلقى اهتمامًا مكثفًا ويُعامل أحيانًا كـ"نموذج"، ما يعزز شعوره بضرورة التفوق والاعتماد على النفس.
الطفل الأوسط
يأتي بعد أن تكون الأسرة قد بدأت في الاستقرار، ويعيش بين ضغوط تفوّق الأكبر ودلال الأصغر.
الصفات المميزة:
مرن ومتسامح
دبلوماسي ومحب للسلام
يسعى لإثبات نفسه بطرق مختلفة
أحيانًا يشعر بالإهمال أو التهميش
لماذا؟
لأنه لا يحصل على "الامتيازات" الكاملة لا كالأكبر ولا كالأصغر، فيحاول التميّز بسلوك مختلف، ويكتسب قدرة على التفاوض والتأقلم.
الطفل الأصغر
غالبًا ما يكون مدللًا، ويتلقى حبًا وحنانًا زائدين من جميع أفراد الأسرة.
الصفات المميزة:
اجتماعي ومرح
يحب جذب الانتباه
يعتمد أحيانًا على الآخرين
مبدع وحر التفكير
لماذا؟
لأن الوالدين في الغالب يكونان أكثر تساهلًا معه، كما يحظى باهتمام خاص من إخوته الأكبر، مما يرسّخ لديه الشعور بأنه "المميز".
الطفل الوحيد
هو مزيج من كل ما سبق، لكنه يعيش التجربة دون إخوة.
الصفات المميزة:
ناضج في سن مبكرة
يميل للاستقلالية
محب للهدوء
قد يشعر بالوحدة أو الضغوط العالية
لماذا
لأنه يتلقى كل تركيز الوالدين، ما يعزّز تطوره العقلي والاجتماعي، لكنه قد يفتقد روح التنافس أو التفاعل الأخوي.
هل هذا حتمي؟
بالطبع لا فهذه الصفات ليست قواعد ثابتة، لكنها أنماط عامة قد تتأثر بعدة عوامل أخرى مثل الفروق الفردية، وأسلوب التربية،و البيئة الاجتماعية، والفروق الزمنية بين الإخوة.
كيف يمكن للوالدين التعامل بذكاء؟
لا تقارن بين الأبناء
امنح كل طفل خصوصيته وتقديره
راقب احتياجات كل ابن بحسب ترتيبه وظروفه
ادعم الطفل الأوسط حتى لا يشعر بالإهمال
علّم الأكبر أن القيادة لا تعني التسلّط
شجّع الأصغر على تحمّل المسؤولية دون حرمانه من العاطفة
0 تعليق