كيف تنبّأ فيلم أمريكي بعصر الهوس بالمظهر قبل 25 عامًا؟ - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  الهوس بالعلامات التجارية والسلع الاستهلاكية، هذا ما هدف إلى إظهاره فيلم "المختل الأمريكي" (American Psycho) الذي صدر في عام 2000، حيث جسد الممثل كريستيان بيل شخصية باتريك بيتمان، وهو المصرفي الاستثماري الثري والقاتل المتسلسل بشقته البسيطة في منطقة مانهاتن بأمريكا.

وكان بيتمان يستيقظ ليضع قناعًا جلديًا مبردًا على عينيه المنتفختين بينما يقوم بأداء تمارين شد عضلات البطن ألف مرّة، ومن ثم يشرح روتينه للعناية بالبشرة، الذي يتكونّ من تسع خطوات، وعندما يزيل قناع وجهه، ​​ينزلق قناعه الحقيقي، كاشفًا عن نظرته المثيرة للقلق.

بعد 25 عامًا من صدور فيلم
تقمّص الممثل كريستيان بيل دو شخصية مهووسة بمظهرها الخارجي في فيلم "المختل الأمريكي" الذي صدر قبل 25 عامًا.Credit: Kerry Hayes/Lions Gate/Kobal/Shutterstock

اليوم، يتسلل شبحه إلى الإنترنت من خلال السلوكيات الاستهلاكية المفرطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تجعل سلوكيات شخصيته الهوسية تبدو طبيعية نسبيًا.

بعد 25 عامًا من صدور فيلم
تضمّن الجدول الصباحي للشخصية الخيالية، باتريك بيتمان، أداء ألف تمرين لشد عضلات البطن بينما كان يضع قناعًا للعينين. Credit: United Archives GmbH/Alamy Stock Photo

أصبح المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي يوثقون روتينهم الصباحي الخاص باللياقة البدنية والعافية، أو نظامهم الليلي للعناية بالبشرة متعدد الخطوات، والذي يبدو أنه يتضمن مجموعة لا حصر لها من المنتجات.

وتشمل صيحة "morning shed" التي انتشرت عبر منصة "تيك توك" مثلاً إزالة طبقات من أقنعة الترطيب، ولصقات التجاعيد، وأشرطة شد الذقن، وشريط الفم، وأقنعة الوجة الضوئية، ولفائف الجسم، التي يبدو أنّها تُرتدى طوال الليل، كجزء من التحضيرات لبدء اليوم.

بعد 25 عامًا من صدور فيلم
جسّد بيل دور قاتل متسلسل.Credit: AJ Pics/Alamy Stock Photo

وقال الأستاذ المشارك في دراسات الإعلام والدراسات الأمريكية في جامعة أمستردام بهولندا، جاب كوجيمان، في مقابلة هاتفية إنه "فيلم شديد الصلة بالواقع الحالي، وصدر قبل زمن طويل من ظهور وسائل التواصل الاجتماعي".

لكن أفاد كوجيمان، الذي قام بتدريس النسخ الأدبية والسينمائية من "المختل الأمريكي" أنّ "الفكرة ترتكز على المبدأ ذاته، حيث يتم استخدام المظاهر الخارجية والمنتجات الاستهلاكية لإخفاء الفراغ الداخلي".

مجرّد أداء

بعد 25 عامًا من صدور فيلم
أصبح أداء بيل مصدر إلهام لعدد لا يُحصى من الصور الطريفة عبر الإنترنت.Credit: AJ Pics/Alamy Stock Photo

رغم أن الفيلم يتمحور حول قاتل متسلسل، إلا أنّ عرض "الاستهلاك المتسلسل" في تلك الحقبة، الذي كان يقتصر آنذاك على وسائل الإعلام التقليدية مثل الإعلانات المطبوعة والتلفزيونية، أصبح نذيرًا مثاليًا، لتطلّع المستهلكين المتزايد إلى منتجات تعكس قيمهم الذاتية.

بعد 25 عامًا من صدور فيلم
كانت البدلات الأنيقة وبطاقات العمل بمثابة مؤشرات على مكانة بيتمان بين أقرانه.Credit: Lions Gate/Everett Collection

وأوضح كوجيمان: "ما زلنا نشاهد فيلمًا عن قاتل متسلسل، لكنه مُبالغ فيه للغاية، وأداء كريستيان بيل رائع لدرجة أنه لا يُمكن أخذه على محمل الجد".

وينطبق الأمر ذاته على الترويج للتفاعل عبر الإنترنت، حيث تصبح كل صيحة مبالغ فيها بشكلٍ بجعلها تفقد سياقها.

وقد تكون الرسالة من الفيلم بمثابة نقد للثروة والسمة الاستهلاكية في مدينة نيويورك الأمريكية خلال الثمانينيات، وهي فترة شهدت نموًا اقتصاديًا كبيرًا، إلا أنّها تعرض ذلك الواقع أيضًا، وفقًا لما قاله كوجيمان، الذي أضاف: "يمكنك أن تفسرها كنوع من الاحتفال أيضًا".

نتيجةً لذلك، قد يكون المغزى من شخصية بيتمان قد ضاع بين الجمهور الذين كان يمكنه الاستفادة من الرسالة التي يقدمها الفيلم، لكن بدلًا من ذلك ينجذب العديد من الشباب نحو الاهتمامات ذاتها التي كان بيتمان يروج لها والمتعلقة بتجميل المظهر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق