زيارة عالم آثار مصري إلى العقبة ووادي رم.. ترويج للاكتشافات الأثرية والتميز السياحي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

العقبة - أسهمت زيارة عالم الآثار المصري زاهي حواس إلى وادي رم والعقبة، مؤخرا، في الدفع باتجاه الاهتمام بالأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للتنمية المستدامة في المحافظة على الإرث المكنون وغير المكتشف في منطقة المثلث الذهبي، إلى جانب تغذية القدرات الابتكارية للمجتمعات، ما يجعل الاهتمام بالاستدامة الثقافية ضمن الأهداف الرئيسة لأي إستراتيجية ناجحة للتنمية الشاملة.اضافة اعلان
وتشكل زيارة حواس إلى وادي رم والعقبة واكتشافه المذهل للنقوش الفرعونية في وادي رم، وما يليها مستقبلا في عموم المنطقة، ركنا أصيلا من أركان الاستدامة الثقافية والتاريخية، لما له من أثر في الحفاظ على أصول مهمة تمثل جانبا مهما من الموروث لأي مجتمع، إلى جانب الترويج للاكتشافات الأثرية والبناء عليها لتقديم خريطة متكاملة لتحقيق الاستدامة الثقافية والسياحية، محورها الإنسان وهدفها الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز التنافسية العالمية للعقبة، وتسهم في توفير خيارات متعددة لأبناء العقبة والزوار.
وكانت وزارة السياحة والآثار وسلطة منطقة العقبة قد نظمتا جولة ميدانية للدكتور زاهي حواس شملت عددا من المعالم الأثرية البارزة في العقبة، منها الكنيسة البيزنطية، موقع قلعة العقبة الأثرية ومدينة أيلة الإسلامية.
وأشاد عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس، خلال زيارته إلى مدينة العقبة الأردنية، بمستوى العمل الأثري والترميمي في المملكة، مؤكدا أن الأردن يملك إرثا حضاريا غنيا ومتعددا يمتد من العصور الإسلامية إلى ما قبلها، ويضاهي في أهميته أبرز المواقع الأثرية العالمية.
زيادة الاهتمام العالمي بمحمية رم والعقبة
ووفق الخبير السياحي، المدرس في كلية السياحة في الجامعة الأردنية، الدكتور إبراهيم الكردي، فإن زيارة الدكتور زاهي حواس يمكن أن تؤدي إلى زيادة الاهتمام العالمي بمحمية رم ومدينة العقبة، مما يمكن أن يزيد من عدد الزوار ويعزز السياحة في المنطقة، كما يمكن أن تسلط الضوء على التراث الثقافي والتاريخي للموقع، مما يمكن أن يزيد من الاهتمام بالحفاظ على هذه المواقع والتعرف عليها.
وأضاف، أن زيارة حواس تعزز السياحة الثقافية في المنطقة، حيث تشجع الزوار على استكشاف المواقع الأثرية والتعرف على التاريخ والثقافة المحلية، كما يمكن أن تسهم في تعزيز السمعة السياحية للأردن وتجعلها وجهة سياحية أكثر جاذبية للزوار من جميع أنحاء العالم.
وعن أهمية توثيق النقوش في محمية رم، بين الكردي أن ذلك يعد أمرا مهما لأسباب عدة؛ أولها المساهمة في التوثيق والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للموقع، حيث يمكن أن تتعرض النقوش للتآكل أو التلف مع مرور الوقت، وثانيها أن يتيح التوثيق للباحثين والمهتمين بالآثار دراسة النقوش وتحليلها، مما يمكن أن يلقي الضوء على تاريخ وثقافة المنطقة، وأخيرا، يمكن أن يسهم التوثيق في تعزيز السياحة في المنطقة، حيث يمكن أن تكون النقوش جزءا من الجذب السياحي للموقع.
كما أشار الكردي إلى أن هناك وسائل عدة يمكن استخدامها لتوثيق النقوش في محمية رم، من أبرزها استخدام التصوير الفوتوغرافي لالتقاط صور واضحة للنقوش، مع الحرص على توثيق موقع كل نقش وتاريخ التقاط الصورة، بالإضافة إلى استخدام الرسم والتصميم الهندسي لتوثيق النقوش بدقة، حيث يمكن أن توفر هذه الطريقة تفاصيل دقيقة حول الشكل والحجم والتصميم للنقوش، إلى جانب استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد، لإنشاء نماذج رقمية دقيقة للنقوش، مما يمكن أن يتيح للباحثين دراسة النقوش بطرق أكثر تفصيلا.
الكنيسة البيزنطية والقلعة ومدينة أيلة الإسلامية
وكان الدكتور حواس أبدى إعجابه البالغ بأعمال الترميم في الكنيسة البيزنطية والقلعة ومدينة أيلة الإسلامية، التي وصفها بأنها نموذج يحتذى به في الحفاظ على الآثار، مؤكدا أن الأردن يقدم مثالا فريدا في احترام وصون التراث المسيحي والإنساني بشكل عام، من خلال أعمال الترميم وشغف الشباب الأردني العاملين في قطاع الآثار.
كما وصف المركز الإقليمي للصيانة والترميم في الأردن بأنه من أفضل المراكز على مستوى العالم العربي، لافتا إلى أن تدريب الكوادر الشابة الأردنية هو استثمار حقيقي في مستقبل التراث.
وحول اكتشاف النقش الهيروغليفي في وادي رم، أكد حواس أنه "حدث غير مسبوق" يكشف عن عمق العلاقة التاريخية بين مصر الفرعونية والمناطق المحيطة بها، ويعزز من فرص التعاون البحثي والاكتشافي بين مصر والأردن في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن "ما رأيته في الأردن من ترميمات واكتشافات هو إنجاز حضاري عظيم، ورسالة واضحة بأن المملكة تضع تراثها في المكانة التي يستحقها"، معربا عن رغبته في العودة لإجراء حفريات مشتركة مستقبلا.
وأشارت وزيرة السياحة، لينا عناب، إلى أن تزامن الزيارة مع يوم التراث العالمي يضفي عليها أهمية خاصة، لكونها تؤكد الرسالة التي يحملها الأردن في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والهوية الوطنية، موضحة أن الأردن لم يكن ممرا للحضارات، بل هو موطن لها، ويمتلك من التنوع الثقافي والتاريخي ما يؤهله ليكون وجهة سياحية عالمية، فيما أكدت كذلك أن أعمال الترميم التي شهدناها والتي تمت بأيد أردنية تشكل مصدر فخر، وتعكس تطور المهارات المحلية في مجال الحفاظ على الآثار، وهو ما أشار إليه الدكتور حواس، بقوله "إن الترميم هو العمود الفقري للحفاظ على الحضارات، ومن دونه تندثر المعالم وتضيع الهويات".
من جانبه، ثمن رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، نايف الفايز، زيارة الدكتور حواس، معتبرا أنها تسلط الضوء على ما تملكه العقبة من إرث تاريخي وثقافي مميز، يعزز من مكانتها كوجهة سياحية متكاملة تجمع بين البحر، الطبيعة والتاريخ.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق