المشي السريع يخفّض من الخطر المرتبط باضطرابات نظم القلب

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

loading ad...

كشفت دراسة نُشرت في مجلة "Heart" أن الأشخاص قد يقللون من خطر الإصابة باضطرابات نَّظم القلب من خلال زيادة سرعة المشي.


توصّلت نتائج الدراسة إلى أن المشي بوتيرة معتدلة أو سريعة يرتبط بتقليل المخاطر بنسبة 35% و43% على التوالي لجميع أنواع اضطرابات نّظم القلب التي خضعت للدراسة، مقارنةً بالمشي البطيء. اضافة اعلان

 

تشمل هذه الاضطرابات القلبية: 
الرجفان الأذيني، أو A-fib، يعتبر أكثر أنواع اضطرابات النظم شيوعًا، ويتسم بضربات قلب غير منتظمة وسريعة تبدأ في الأذينين، أو الغرف العليا في القلب. 


بطء القلب، عبارة عن تباطؤ غير طبيعي في معدل ضربات القلب يقل عن 60 نبضة في الدقيقة، مقارنةً بالمعدل الطبيعي الذي يتراوح بين 60 و100 نبضة في الدقيقة. 


اضطرابات نظم البطينين، تحدث عندما ينبض البطينان بسرعة مفرطة

 

وقالت الدكتورة جيل بيل، وهي المؤلفة الرئيسية للدراسة وأستاذة الصحة العامة في جامعة غلاسكو باسكتلندا، لـCNN: "الرائع في المشي أنه متاح للجميع. لا تحتاج إلى إنفاق المال للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو شراء المعدات. يمكنك فقط الخروج من باب منزلك ومواصلة المشي". 


واستندت بيل إلى دراسة وضعت في عام 2024، تفيد بأنّ حوالي 60 مليون شخص حول العالم يعانون من الرجفان الأذيني، وأنّ التقديرات بشأن الأشخاص المصابين باضطرابات نظم القلب الأخرى أقل دقة، إنّما بشكل عام، من يعانون من هذه المشاكل الصحية أكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية، أو السكتات الدماغية، والموت المبكر.


وأوضحت بيل: "هناك أدوية وإجراءات يمكن تقديمها لهؤلاء الأشخاص، لكن من الأفضل الوقاية من حدوث اضطرابات نظم القلب في المقام الأول". 

 

درس المؤلفون بيانات الصحة والنشاط الخاص بالبالغين الذين تم تجنيدهم بين عامي 2006 و2010 لدراسة "UK Biobank"، التي تابعت نتائج الصحة لأكثر من 500,000 شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا في المملكة المتحدة.

 

وقد أجاب المشاركون على استبيانات سئلوا فيها عما إذا كانت وتيرة المشي لديهم بطيئة (أقل من 4.8 كيلومتر في الساعة)، أو متوسطة (بين 4.8 و6.4 كيلومتر في الساعة)، أو سريعة (تفوق 6.4 كيلومتر في الساعة).


خلال فترة متابعة استمرت ما معدله 13 عامًا، أصيب 9% من المشاركين باضطرابات نظم القلب.

 

وأوضحت بيل: "كانت لدينا بيانات عن وتيرة المشي التي أبلغ عنها الأشخاص بأنفسهم من أكثر من 420,000 شخص، لكن كان لدينا أيضًا بيانات من أجهزة القياس (أو التسارع) لقرابة 82,000 منهم"، مضيفة أنّ "البيانات المستخلصة من الساعات التي تتتبّع سرعة الحركة أظهرت أن المشي بوتيرة متوسطة لمدة تتراوح بين 5و15 دقيقة يوميًا كانت كافية لتقليل المخاطر".


بينت الدراسة أن الروابط كانت أقوى بين المشي واضطرابات نظم القلب بين الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، والأشخاص غير المصابين بالسمنة، ومن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو من حالتين صحيتين وما فوق، وكذلك بين النساء.


أشارت بيل إلى أن "هذه نتيجة مثيرة للاهتمام لأنه رغم أنّ النساء أقل عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني مقارنة بالرجال، لكنهن أكثر عرضة للإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية".


وجدت اختصاصية القلب الدكتورة مارثا جولاتي أنّ الدراسة مهمة، إذ قالت إنها تؤكد على الأبحاث السابقة ذات الصلة، التي أظهرت فوائد النشاط البدني للرجفان الأذيني وروابط أقوى بين النساء.


وأضافت جولاتي غير المشاركة في الدراسة، ومديرة طب القلب الوقائي بمعهد سميدت للقلب في مركز سيدارز-سيناي الطبي بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية: "هذا يظهر أن إحدى استراتيجيات الوقاية الأولية لتقليل اضطرابات نظم القلب تتمثل بالمشي السريع".

العلاقة بين المشي وسرعة القلب 

نظرًا لأن هذ الدراسة قائمة على الملاحظة، فإنها لا تثبت علاقة السبب والنتيجة، بحسب المؤلفين. كما أن البيانات الصحية التي يقدمها الأشخاص بأنفسهم قد تكون عرضة للتذكر غير الدقيق أو التحيزات.


وقالت بيل إنه في دراسات الملاحظة، ثمة دومًا خطر أن يكون الأشخاص الذين يمشون ببطء يفعلون ذلك لأنهم يعانون بالفعل من مرض.

 

ويرتبط الرجفان الأذيني بعوامل خطر عدة وحالات أخرى مثل أمراض القلب، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة المفرطة، بحسب الدكتور شون هيفرون، وهو مدير اللياقة البدنية القلبية والتغذية بمركز الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية في جامعة نيويورك بأمريكا. 


كان المشاركون الذين يمشون بسرعة أكثر عرضة لأن يكونوا رجالًا، ويعيشون في مناطق أقل حرمانًا، ولديهم أنماط حياة أكثر صحة ووزنهم أقل. كما كان لديهم قوة قبضة أفضل، وأحزمة خصر أصغر، ومستويات أقل من الالتهاب، وعوامل الخطر الأيضية مثل الكوليسترول المرتفع أو سكر الدم.


وأضاف هيفرون غير المشارك في الدراسة أن "بطء القلب أو اضطرابات نظم البطينين غير محددة وقد يكون لها العديد من الأسباب الأخرى، وبالتأكيد هي أقل ارتباطًا بعوامل أسلوب الحياة مقارنةً بالرجفان الأذيني". 


وجد المؤلفون أن أكثر من ثلث التأثير المفيد لزيادة السرعة في المشي ارتبط بخفض الكوليسترول، والغلوكوز، وضغط الدم، وخسارة الوزن، ما يقلل من خطر اضطرابات معدل ضربات القلب.


رغم أن وتيرة المشي السريعة تبدو أفضل من الوتيرة البطيئة، إلا أن جولاتي قالت إن: "الخطوة الأولى هي حرفياً خطوة"، مضيفة أنّ "المشي ببطء يجسد الطريقة التي نبدأ بها بممارسة هذا النشاط، لكن كلما فعلت ذلك أكثر، كلما أصبحت وتيرتك أسرع".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق